أفضل لاعب في العالم ليس كريستيانو أو ميسي – وجهة نظر مورينيو تستحق التأمل
صدم البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب توتنهام الإنكليزي كل من مواطنه كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي بشأن أفضل لاعب في العالم، لكن وجهة نظره قد تكون منطقية بعض الشيء بعيداً عن التعصب.
مازن الريس
قال مورينيو الذي سبق له تدريب كريستيانو رونالدو في ريال مدريد ومواجهة ليونيل ميسي أسطورة برشلونة، إنّ أفضل لاعب في العالم هو البرازيلي رونالدو دا ليما الذي سبق له العمل معه أيضاً في برشلونة موسم 1996 - 1997.
ولا ينفرد مورينيو بإبعاد ترشيح كريستيانو وميسي عن لقب الأفضل في العالم عبر التاريخ، فقد سبق لألفريدو دي ستيفانو أن اعتبر مارادونا هو الأفضل وكذلك الحال بالنسبة لتصنيف رونالدينيو وبيلي وزيدان وغيرهم.
ماذا قال مورينيو عن أفضل لاعب في العالم؟
لا يمكن اعتبار تصريحات مورينيو تقليلاً من شأن كريستيانو وميسي فهو اعترف صراحة بكل ما قدماه في آخر 15 عاماً، إذ يقول: "رونالدو الأفضل، مسيرة كريستيانو وميسي كانت أطول، بقي كل منهما في القمة كل يوم لمدة 15 عاماً".
ويتابع: "مع ذلك، إذا كنا نريد أن نتكلم بصرامة عن الموهبة والمهارة لا أحد يتفوق على رونالدو الظاهرة".
ويختم عن معرفته بموهبة رونالدو عن قرب: "عندما كان في برشلونة مع بوبي روبسون، أدركت أنّه أفضل لاعب رأيته على الإطلاق على أرض الملعب".
ألقاب الظاهرة
سيطر رونالدو على المشهد لعدة سنوات متقطعة، فتوّج بالكرة الذهبية في مناسبتين، وكأس العالم مرتين أيضاً، إذ أسهم بشكل مباشر بآخر مونديال توجت به البرازيل 2002.
ألقاب رونالدو الجماعية بعيداً عن منتخب السامبا لا يمكن مقارنتها إطلاقاً بما حققه كريستيانو أو ميسي، فأبرز إنجازات البرازيلي الفوز بالدوري الإسباني مرة وحيدة في 2002-2003 وهو لم يعرف طعم رفع كأس دوري أبطال أوروبا.
مواضيع ينصح بها...
حجة من يرجح كفة موهبة البرازيلي رونالدو في ذلك، تبقى مرتبطة بنوعية اللاعبين الذين جاورهم مقارنة بكريستيانو وميسي وظروف الأندية التي لعب معها، ودون إنكار مشاكله الشخصية التي أثرت على مسيرته، وللإصابات وحدها حديث لا ينتهي بسطور قليلة.
لماذا رونالدو دا ليما وهل يمكن الحسم؟
يُنظَر إلى عودة رونالدو إلى قمة مستواه في أكثر من مناسبة عقب إصابات كادت تنهي مسيرته بعين التقدير، ويقول مورينيو: "الإصابات قتلت مسيرة كان من الممكن أن تكون أكثر إبهاراً، الموهبة التي تمتع بها صاحب الـ19 عاماً (عندما تعايش معه في برشلونة) كانت لا تصدق"، ولا يمكن تجاهل انتقال رونالدو بصفقة تاريخية في وقتها من برشلونة إلى إنتر (27 مليون دولار) في 1997.
شخصياً لا أجد في تصريحات مورينيو استفزازاً اعتدنا عليه في وقت سابق، ولا حتى محاولة لتسليط الضوء عليه في زمن فيروس كورونا، فرأي السبيشل ون ومن يعتبر الأرجنتيني مارادونا أو البرازيلي بيليه الأمهر عبر التاريخ جميعها آراء تستحق الاحترام.
حسم مسألة أفضل لاعب في العالم يبقى أحد أكثر المواضيع إثارة للجدل عبر التاريخ، فظروف جميع اللاعبين ليست نفسها إطلاقاً وقيمة إنجازاتهم جماعياً وفردياً تختلف بين شخص وآخر، وفي ذلك تفسيرٌ لعدم استحواذ جوائز الكرة الذهبية على رضا جميع المشاركين والمتابعين.
سواء رونالدو أو بيليه أو ماردونا وكريستيانو وميسي وزيدان وتشافي وإنييستا ونيمار ومبابي وغيرهم، جميعهم مواهب نستمتع واستمتعنا بمهاراتهم الاستثنائية، ولعل الفائز الوحيد من كل هذه المنافسة هو المشجع نفسه، والذي يحظى بفرص تأخذه إلى عالم آخر ولو للحظات بفضل هذا الكم من سحرة كرة القدم، فالاتفاق على أفضل لاعب في العالم عبر التاريخ لم ولن يحسم أبداً.