موناكو يستضيف دورتموند بعد تخطي صدمة التفجيرات
على الرغم من تحقيق موناكو فوز صريح على أرض دورتموند بثلاثة أهداف مقابل هدفين إلا أن الفريق الألماني لم يتخل عن آماله في بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
بعد أسبوع على تفجيرات استهدفت حافلته وأصابت مدافعه الإسباني مارك بارترا بجروح وخلفت لحظات من الرعب لدى لاعبيه، ينتقل بوروسيا دورتموند الألماني إلى موناكو في مهمة شاقة في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وفضلاً عن التفجيرات، فان دورتموند اضطر إلى خوض مباراته على أرضه مع موناكو ذهاباً في اليوم التالي، وهو ما اعتبره كثيرون ليس عادلاً على الإطلاق نتيجة ما لحق بلاعبي الفريق من آثار نفسية تحدثوا عنها لاحقاً خاصة الحارس السويسري رومان بوركي.
ودفع دورتموند ثمن صدمة التفجيرات فتلقى ضربة قوية بخسارته على أرضه بهدفين مقابل ثلاثة، فباتت فرصته صعبة في التأهل الى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2013 حين بلغ النهائي وخسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ.
معاناة نفسية للاعبي دورتموند
وأرجئت المباراة من الثلاثاء إلى الأربعاء الأسبوع الماضي إثر استهداف حافلة النادي الألماني بثلاثة تفجيرات بعيد مغادرتها الفندق في طريقها الى الملعب.
وأصيب بارترا بجروح فنقل إلى المستشفى حيث أجريت له جراحة في معصم اليد اليمنى ستبعده عن الملاعب أربعة أسابيع.
وانتقد مدرب دورتموند توماس توخل إقامة المباراة في اليوم التالي للتفجيرات بقوله "شعرنا بأنهم تجاوزونا (لم يأخذوا بعين الاعتبار وضع الفريق الألماني)، جاء القرار "غدا ستلعبون".
وواصل "في نهاية المطاف، اتخذ القرار في نيون في سويسرا (مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم) إذا كنا سنلعب في اليوم التالي من عدمه. ما شعرنا به أنه لا حول لنا ولا قوة... كنا نفضل لو حظينا بالمزيد من الوقت من أجل تجاوز ما حصل. هناك لاعبون نجحوا في تخطي ما حصل وآخرون كانوا متأثرين جدا لأنهم أكثر عاطفية".
إلا أن مسؤولي الكرة في النادي والاتحاد الأوروبي للعبة شددوا على انه لم يكن ممكنا تحديد موعد آخر، نظرا لارتباط النادي باللعب في الدوري المحلي في عطلة نهاية الأسبوع (الماضي)، واقامة مباريات اياب الدور ربع النهائي منتصف الأسبوع الحالي.
وقال الرئيس التنفيذي لدورتموند هانس-يواكيم فاتسكه: "لم يكن ثمة خيار بديل (...) الجدول بين ربع النهائي ونصف النهائي لم يترك مجالاً لأي موعد آخر".
ومن اللاعبين الذين وجدوا صعوبة في تخطي ما حدث الحارس رومان بوركي "أستيقظ كل ليلة مرعوباً، ولا أستطيع النوم مجدداً، ولكني أبقى في سريري".
وأشار بوركي إلى أن لاعبي دورتموند يحصلون على مساعدة من الأخصائيين النفسيين، معتبرا ان كرة القدم هي جزء أساسي من العلاج "انا سعيد بالحصول على ما يمكن أن يساعدني على التركيز، ومن المهم جدا أن تكون قادرا على التفكير أقل بما حدث".
وكان لاعب دورتموند اليوناني سقراطيس باباستاتوبولوس معبرا جدا بعد مباراة الذهاب بقوله "لسنا حيوانات، نحن كائنات بشرية لدينا عائلات وأطفال. أشعر (أنني عوملت) كحيوان وليس كانسان".
وأضاف: "من لم يختبر هذا الأمر لا يمكنه أن يفهم مدى صعوبته".
لكن توخل يؤكد أنه يجب الآن التركيز على مباراة الإياب "بالنسبة إلى اللاعبين، فان الأمر أسهل عندما يكونون داخل الملعب مما يحصل بعد انتهاء المباراة لأنه عندها يشعرون بأن عليهم التحدث" حول ما حصل، مشيراً إلى أن المشكلة هي "كيف نركز" على مباراة موناكو.
وقال مدرب موناكو البرتغالي ليوناردو جارديم بشيء من الإنصاف إلى حد ما بعد مباراة الذهاب: "ما سيدون في التاريخ ليس نتيجة المباراة، بل ما حصل (التفجيرات). الإعداد للمباراة كان صعباً".
أفضلية واضحة لموناكو
وبعيداً عن التفجيرات وتأثيرها النفسي على لاعبي دورتموند، فان الفريق الألماني الذي فاز على ضيفه أينتراخت فرانكفورت 3-1 السبت في الدوري الالماني، سيحاول التعويض على أرض موناكو برغم صعوبة مهمته لأن فريق الإمارة سجل ثلاثة أهداف خارج قواعده.
ولعب المهاجم الشاب كيليان مبابي (19 عاما) دوراً بارزاً في فوز موناكو ذهاباً بتسجيله هدفين، مؤكداً قوة فريقه الهجومية هذا الموسم، وهو صاحب أفضل هجوم أوروبي هذا الموسم.
وتغلب العناصر الشابة على تشكيلة الفريقين، فإضافة إلى مبابي، يضم موناكو الجناح البرتغالي برناردو سيلفا والظهير البرازيلي فابينيو والهداف الكولومبي راداميل فالكاو، في حين يبرز في دورتموند الفرنسي عثمان ديمبيلي والأميركي كريستيان بوليسيتش بالإضافة إلى الهداف الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ (لاعب موناكو السابق).
وسجل أوباميانغ 26 هدفاُ في الدوري الألماني حتى الآن، ويتشارك مع البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ صدارة ترتيب الهدافين.
ويبلغ معدل أعمار لاعبي موناكو 25,3 عاما، مقابل 25,6 للاعبي دورتموند، وهما الأدنى بين الفرق الثمانية المشاركة في ربع النهائي.
ويعول توخل على عودة النجم الدولي ماركو رويس إلى التشكيلة بعد تعافيه من اصابة ابعدته ستة أسابيع، حيث شارك أمام فرانكفورت وسجل الهدف الاول.
تأهل موناكو متصدر ترتيب الدوري الفرنسي إلى ربع نهائي البطولة الأوروبية على حساب مانشستر سيتي الإنكليزي بفوزه إيابا 3-1 بعد تأخره ذهاباً 3-5، بينما تأهل دورتموند بفوزه إيابا على بنفيكا البرتغالي 4-صفر (صفر-1 ذهاباً).