- الرئيسية >
- كرة القدم >
- دوري أبطال أوروبا >
- دوري أبطال أوروبا - ما سبب صافرات جماهير ريال مدريد تجاه رونالدو ؟
دوري أبطال أوروبا - ما سبب صافرات جماهير ريال مدريد تجاه رونالدو ؟
يعيش البرتغالي كريستيانو رونالدو حالة من التألق غير المسبوق مع ناديه ريال مدريد الإسباني، لكن رغم كل هذا التوهّج لا تبدي جماهير "سانتياغو برنابيو" رضاها على الأسطورة.
أنيس معط الله
النجم البرتغالي المتوّج بطلاً لأوروبا مع منتخب بلاده خلال الصائفة الماضية، أظهر كل ما يكتنزه من مهارات وثقة في آخر 3 مواجهات للنادي الملكي في دوري أبطال أوروبا، فقد تعملق وسجل 5 أهداف أمام بايرن ميونيخ في مواجهتي ربع النهائي (ثنائية ذهاباً وثلاثية إياباً)، وغرّد بعيداً عن باقي نجوم المسابقة العريقة في ليلة إسقاط أتلتيكو بهاتريك تاريخي خطا بفضله ريال مدريد خطوة مهمة نحو نهائي كارديف.
بأهدافه الثمانية الأخيرة قفز رونالدو من المركز الثاني عشر في ترتيب هدافي البطولة برصيد هدفين فقط (سجلهما أمام بوروسيا دورتموند الألماني وسبورتينغ لشبونة البرتغالي) إلى المركز الثاني برصيد 10 أهداف خلف غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني والذي غادر البطولة عند محطة ربع النهائي أمام يوفنتوس الإيطالي.
جماهير ريال مدريد تعودت على رونالدو الخارق
رغم كل هذه الأرقام الملفتة للدون إلا أن جماهير النادي الملكي لا تظهر رضاها عن ابن ماديرا ولا تفوت الفرصة لتطلق عليه صافرات الاستهجان، حتى اضطر اللاعب إلى مطالبة الجماهير بتغيير سلوكها في أكثر من مناسبة آخرها أمام أتلتيكو الثلاثاء.
تراجعت أرقام النجم الأول لريال مدريد مقارنة مع مواسمه السابقة، فرغم ظهوره الحاسم في العديد من المناسبات إلا أنه لا يعيش أفضل مواسمه رقمياً.
جماهير الملكي اعتادت على مستويات غير مسبوقة من كريستيانو رونالدو ويبدو أنها ترفض ظهور البرتغالي بوجه شاحب ولو لدقائق معدودات.
هذه الأرقام ربما تجيب على بعض التساؤلات بشأن تدني مستوى رونالدو في الموسم الحالي مقارنة بالمواسم السابقة، وهي أرقام قد تبرّر سلوك الجماهير الملكية تجاه أفضل لاعب في تاريخ النادي.
نبدأ مع موسم 2009-2010 الذي شهد انطلاقة كريستيانو مع ريال مدريد، والذي كان ناجحاً بكل المقاييس على الصعيد الفردي لرونالدو فقد خاض اللاعب 35 مباراة في كل المسابقات وسجل 33 هدفاً بمعدل 0.94 هدف في كل مباراة.
في الموسم الثاني، خاض 54 مباراة في كل المسابقات وسجل 53 هدفاً بمعدل 0.98 هدف في كل مباراة.
الموسم الثالث، شارك بـ 55 مباراة في كل المسابقات وسجل 60 هدفاً بمعدل 1.09 هدف في كل مباراة.
الموسم الرابع، خاض 55 مواجهة في كل المسابقات وسجل 55 هدفاً بمعدل هدف في كل مباراة.
الموسم الخامس، لعب 47 مباراة في كل المسابقات مسجلاً 51 هدفاً بمعدل 1.08 هدف في كل مباراة.
الموسم السادس، شارك في 54 مباراة في كل المسابقات وسجل 61 هدفاً بمعدل 1.12 هدف في كل مباراة.
الموسم السابع، خاض 48 مباراة في كل المسابقات وسجل 51 هدفاً بمعدل 1.06 هدف في كل مباراة.
نصل الآن إلى الموسم الحالي الذي خاض خلاله رونالدو 41 مباراة في كل المسابقات وسجل 35 هدفاً بمعدل 0.85 هدف في كل مباراة.
يشهد هذا الموسم أقل معدل تهديفي لرونالو منذ قدومه لريال مدريد عام 2009، إذ اكتفى بـ 0.85 هدف في كل مباراة حتى الآن.
تراجع رونالدو جاء ربما بسبب الحلول التكتيكية البديلة التي أوجدها زيدان لتخليص ريال مدريد من تبعية "الدون"، أو بسبب عدم اعتماد الفرنسي عليه في الكثير من المواجهات السهلة مفضلاً إراحته حتى يستعيد لياقته التي تتراجع منطقياً مع تقدمه في السن.
وعن هذا الموضوع علّق زيدان قائلاً "من المهم بالنسبة إليه أن يخلد للراحة من وقت إلى آخر في ظل تراكم المباريات، وهو يدرك ذلك... هو ذكي".
برغم هذه الأسباب، لا أعتقد أن هناك مبررات مقنعة وشافية للأسلوب الذي تعتمده جماهير ريال مدريد مع رونالدو، فإن كان السبب شخصيته النرجسية التي جلعته لا يفرح أحياناً إذا ما سجل لاعب آخر غيره فهذا أمر لا دخل لجماهير ريال مدريد به، إذ يكفيهم أن أجواء غرف تبديل الملابس جيدة ولا يشكو أحد من اللاعبين من سلوك رونالدو تجاه زملائه داخل وخارج الملعب، وإن كان بسبب تراجع منسوبه التهديفي فعليها أن تتذكر أن هذا اللاعب تفوّق على كل أساطير النادي الملكي وبات الهداف التاريخي لريال مدريد، إضافة إلى أنه بلغ الـ 32 عاماً وأصبح يستهدف توزيع مجهوداته على مراحل مهمة من الموسم حتى يكون حاسماً عندما يحتاجه الفريق.
على جماهير ريال مدريد أن تتذكر أن رونالدو خلق التوازن الذي اختل بسبب سيطرة برشلونة خاصة في آخر 4 مواسم، وأنه الوحيد القادر على مقارعة ليونيل ميسي تهديفياً في الدوري ودوري أبطال أوروبا، وأنه صاحب الأرقام القياسية التي جعلت اسم ريال مدريد يعود إلى القمة مجدّداً بعد سنوات من التخبط، إضافة إلى مساهمته الكبيرة والفعالة في الفوز بالعاشرة والحادية عشرة.