إلى إدارة برشلونة... أعيدوا لنا هويتنا
جلس في المنصة الرئيسية لملعب بارك دي برانس يطالع قائمة فريقه الزائر، يتنهد ... ثم يقول لطفله المتحمس: "أحصيتهم سنشجع ستة لاعبين الليلة".
مازن الريس
تمر الدقائق وتتلقى شباكهم الهدف الأول من دي ماريا (18) ثم يجهز دراكسلر على المعنويات قبل الدخول إلى غرفة الملابس (40)، يصيح الوالد: "هيا لقد قضي الأمر"، يغادر الملعب مع صافرة شوطه الأول بخطوات ثقيلة، يروي لطفله زيف الصفقات الصيفية الفائتة وما تغير بين سنوات حمله بين يديه وبلوغ طفله لسن الثامنة الآن.
يقول الرجل الأربعيني: "يا بني أدرك غضبك مني وإصرارك على إكمال المباراة وأحلامك في العودة بالنتيجة، لكنهم لن يعودوا، لم يسبق أن تأخروا في السنوات الأخيرة بفارق هدفين في دوري الأبطال وعادوا، إنريكي ليس غوارديولا ولا مورينيو ولا كلوب، هو غير قادر على الوقوف أمامهم فكيف تتوقع منه تحفيزهم".
لم يتمكن من إغلاق صوت الإذاعة فاستمع لصيحات ذاك المعلق الفرنسي وهو يتغنى بهدف دي ماريا الثالث (55).
يتابع: "لقد قلت لك من البداية سندعم ستة لاعبين، البقية موظفين في النادي، جاؤوا من أجل المال والشهرة، كل قطرة عرق يبذلونها لها أجر، اسمهم الذي سيتأثر بالهزيمة يعنيهم أكثر من تاريخ نادٍ سلب القلوب لأكثر من مئة سنة وغيّر مفهوم كرة القدم في آخر 10 سنوات".
يشاهد خلف واجهة أحد المطاعم كافاني وهو يضيف الرابع (71) ونظرات إنريكي الذي استدعى راكيتيش للمشاركة بعده بدقيقتين.
يا بني أنا لا أطلب التخلي عن سواريز ونيمار والانتظار لخمس سنوات وربما أكثر لصناعة نجوم بقدراتهم، يا بني أنا أسأل عن المدرسة التي رفضتُ تسجيلك بها كي لا تصبح سلعة قابلة للبيع عندما تبلغ الثامنة عشر لعدم وجود مكان لك في مكان ستمضي فيه وقتاً أكثر من بيتك.
أسأل عن شخصية القائد كارليس بويول، عن انفعال فيكتور فالديس، عن اتزان تشافي هيرنانديز، أسأل عن الفريق الرديف الذي انقلب من منافس في دوري الدرجة الثانية في 2011 وصامد بها حتى 2015 إلى فريق احتل المركز الحادي عشر في دوري الدرجة الثالثة الموسم الفائت قبل أن يستيقظ هذا الموسم ويتصدر حالياً دوري ذات الدرجة (الثالثة).
يستفسر الطفل ببراءة: "شاهدت في أشرطة الفيديو خاصتك استفادتنا من إيتو وهنري وتوريه سابقاً، هل نسيت أن سواريز هداف الدوري في الموسم الفائت؟"، يختم الوالد بابتسامة يا ولدي أنا لست غبياً لأطالب برحيلهم، نريد من مدرستنا بدلاء على الأقل كأولئك الذين كانوا مع غوارديولا.
هل تعلم يا بني أن بارترا الذي ضحينا به إلى دورتموند وبيدرو إلى تشيلسي وتياغو ألكانتارا إلى بايرن هم أفضل فنياً من ماتيو وألكاسير وغوميز وأقل كلفة، هل تعلم بأننا أهدرنا أكثر من مئة مليون يورو على لاعبين يطالبوننا بالصبر عليهم كأساسيين لسنة أو اثنتين في الوقت الذي رفضوا به الصبر على من ضحوا بهم ولو لعدة أشهر كبدلاء.
هذا البناء خاطئ حتى وإن حققنا الألقاب، ما نحتاجه هو مدرب يؤمن بمؤسسة برشلونة ومنتجاتها، نحن نريد من يعيد لنا هويتنا.