بالفيديو - إيفرتون ليفربول...مواجهة ودّية عنيفة
تبرز مواجهة ليفربول وإيفرتون كواحدة من أقوى مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز وأشهرها، لما تحمله من خصوصيات جمعت الفريقين وفرقت بينهما.
تتميز كرة القدم الإنكليزية، بكثرة المباريات التي تحمل طابعاً خاصاً، كتلك التي تجمع أعظم الأندية في البلاد على غرار مواجهة ليفربول ومانشستر يونايتد، أو أبناء المدينة الواحدة كحال الخصمين اللدودين إيفرتون وليفربول، فيما يعرف في إنكلترا باسم "ديربي ميرسيسايد"، الذي تقترحه المرحلة الثامنة من الدوري الإنكليزي الممتاز اليوم الأحد.
"أنفيلد" وشانكلي سبب العداوة
قد تولد العداوة بين أي فريقين، من اختلاف الأعراق والتوجّهات الدينية والخلفية الاجتماعية لكل ناد، لكن قصة العداوة بين قطبي إقليم "ميرسيسايد" مختلفة تماماً على نظيراتها في إنكلترا وأوروبا، فالخصمين اللدودين أجبرهم مالك الملعب الشهير "أنفيلد رود" على العداء.
في عام 1892 وبعد 14 عاماً من تأسيس إيفرتون، قرّر جون هولدينغ مالك ملعب "أنفيلد" الزيادة في معاليم تأجير الملعب، لكن إدارة إيفرتون رفضت الفكرة وقررت البحث عن مكان ثان يكون مسرحاً لمباريات الفريق الأزرق، ومنذ ذلك التاريخ قرّر هولدينغ تأسيس ناد جديد في المدينة واختار له اسم "إيفرتون" لكن الاتحاد الإنكليزي رفض المقترح، فأجبر هولدينغ على تغيير اسم النادي إلى ليفربول لتبدأ منذ ذلك الحين قصة عداوة تاريخية بين أبناء الشمال الغربي لإنكلترا.
السبب الثاني وراء تأجيج العداوة بين القطبين، هو المدرب الأسطوري لليفربول، بيل شانكلي، والذي كان يستفز إيفرتون وجماهيره بتصريحات مثيرة عقدت الأمور، ففي إحدى أشهر تصريحاته قال شانكلي: "عندما أكون حزيناً، أنظر إلى ترتيب إيفرتون وأبدأ بالضحك"، كما يقول: "إذا أردت معرفة ترتيب إيفرتون، أبدأ من أسفل الجدول حتى أجدهم سريعاً".
بالرغم من كل هذا العداء، فإن طابع الود لا يغيب عن هذه المواجهة التاريخية الرائعة، ففي بعض المباريات يجلس أنصار الفريقين جنباً إلى جنب ويرددّون الأهازيج بصوت واحد، ولعل ذهاب الصحافة الإنكليزية إلى تسمية المباراة بديربي الأصدقاء، هو دليل قاطع على العلاقة المتغيّرة بين الفريقين.
المواجهة الأعنف في إنكلترا
كما أسلفنا الذكر، يتميز "ديربي ميرسيسايد" عن غيره من الديربيات في إنكلترا وأوروبا، فدوناً عن العداوة التاريخية التي اختلفت أسبابها، وجدنا الود حاضر في موعد مدينة ليفربول، أما ما يشد الانتباه في هذه المواجهة المثيرة هو الاندفاع والحماس المبالغ فيهما، فمباراة الأخوة الأعداء، تعرف درجات مرتفعة جداً من الإثارة والندية حتى تلامس أحياناً مرحلة الاشتباك ويتحول الملعب إلى حلبة مصارعة برعاية "ديربي الأصدقاء".
عنف الحوار بين الغريمين، بات مرجعاً لدى النقاد والخبراء، فإذا أراد أحدهم أن يضرب مثالاً عن الحدة في المباريات، فلا يمكن أن ينسى مواجهات ليفربول وإيفرتون، والتي تفوّقت على كل مباريات إنكلترا من حيث عدد البطاقات الحمراء التي شهدتها هذه المباراة العنيفة، إذ تحتفظ سجلات الدوري الإنكليزي الممتاز بالرقم الأعلى لحالات الطرد بـ 20 مرة.
20 حالة طرد قد يراها البعض، رقماً سيئاً لقمة مميزة، فيما يجدها آخرون مكمّلة لخصوصيات هذه المواجهة الغريبة.
الخونة المغضوب عليهم
مع هذه العلاقة الغريبة الممزوجة بالكراهية والحب بين الناديين، تبرز العديد الأسماء التي عاشت التجربة بلونيها الأحمر والأزرق، فطوال سنوات طويلة، لم تمنع حساسية المواجهة بين القطبين بعض اللاعبين من خوض التجربتين.
من خصائص هذه المباراة، أن عدد اللاعبين الذين لعبوا للفريقين كبير جداً، فمنذ أول انتقال لتوماس وايلي ودنكن ماكلين من إيفرتون إلى ليفربول عام 1892، بلغ عدد اللذين ارتدوا قميصي الفريقين 44 لاعباً، إذ انتقل 28 لاعباً من إيفرتون إلى ليفربول (21 انتقال مباشر و7 انتقالات غير مباشرة بعد مرورهم باندية أخر، و16 لاعباً من ليفربول إلى إيفرتون ( 10 انتقالات مباشرة و6 انتقالات غير مباشرة).
المميز في هذه التجربة الفريدة لهؤلاء اللاعبين، أن بعضهم سجل مع الفريقين كدافيد جونسون وبيتر بيردلي، أما أندرو هنّا فارتدى شارة القيادة مع القطبين.
أرقام من القمة
- ليفربول خسر مباراة وحيدة في آخر 8 مباريات على ملعب إيفرتون "غوديسون بارك".
- شهدت مباراة الغريمين 20 حالة طرد، وهي الأكثر في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز منذ عام 1992.
- إيفرتون هو ثاني أكثر الفرق التي سجل فيها دانيال ستوريدج بـ 5أهداف، بعد نيوكاسل 6 أهداف.
- النجم الأسبق لليفربول إيان راش هو الهداف التاريخي للمواجهة بـ 25 هدفاً.
- النجم الأسبق لإيفرتون نيفيل ساوثال هو الأكثر مشاركة في الديربي بـ 41 ظهوراً.