كيف سيحكي أهالي ليستر عن فيتشاي ورانييري؟
بعد أن قادا ليستر سيتي الموسم الماضي إلي تحقيق إنجاز سوف تحكي عنه أجيال وأجيال في المدينة بالفوز بلقب البريميرليج. قرر كل من مالك النادي التايلاندي فيتشاي سريفدانابرابا والثعلب الإيطالي العجوز كلاوديو رانييري المجازفة بكل ما حققوه في خطوة تبدو غير محسوبة بالمرة.
لقد إتفق الإثنان على أن يضحوا بالموسم المحلي في سبيل الذهاب بعيداً في دوري أبطال أوربا وكان لكلً دوافعه وقناعاته. فالإيطالي العجوز الذي شارفت شمس حياته التدريبية في الملاعب على المغيب يحلم بتخليد إسمه في تاريخ النادي والساحرة المستديرة أكثر وأكثر على المستوى الأوروبي. وربما يحلم في قرارة نفسه في تحقيق مفأجاة أخرى بالوصول إلي نصف نهائي دوري الأبطال وربما يطمع فيما هو أكثر.
أما التايلاندي فهو شأنه شان كل مستثمري آسيا الذين إقتحموا مجال كرة القدم في العقدين الأخيرين هدفهم الأول هو المادة والناحية التسويقية قبل الناحية الرياضية. فهو يطمع في عائدات مادية أكبر إذا تقدم الفريق في البطولة الأوربية أكثر. ويبحث عن الترويج والتسويق الإعلاني للنادي لخلق قاعدة جماهيرية أكبر له مما سيعود عليه بعائدات مادية ضخمة خاصة في السوق الأسيوية.
وبناء على هذا القرار كان ليستر سيتي هو الضحية. فقد بدأ الثعالب يترنحون في الدوري المحلي حتى بات يفصلهم نقطتين فقط عن مراكز الهبوط. ولم يحقق الفريق إلا فوزاً يتيماً في أخر تسع مباريات ناهيك عن أن المغامرة الأوربية غير مضمونة فالفريق الذي إحتل قمة مجموعة سهلة حقق فيها نتائج قد تكون خادعة مع فرق تفتقد لخبرة دوري الأبطال بإستثناء بورتو الذي حقق أمس فوزاً كاسحاً على الثعالب بخماسية نظيفة. فماذا لو أوقعته القرعة مع إحدى الفرق القوية التي إحتلت المركز الثاني مثل الريال أو البايرن؟
وقد أظهرت هذه النتيجة الثقيلة أن الصف الثاني من اللاعبين الذين خاضوا المباراة بعيدين كل البعد عن مستوى الأساسين الذين حققوا الفوز على التنين البرتغالي في مباراة الذهاب. وهي الحقيقة التي من المؤكد أن رانييري يعرفها جيداً وكان لابد أن يحذر مالك النادي منها لذا هو من يقع عليه اللوم في المقام الأول.
والأن أصبح الجميع في ليستر في ورطة حقيقية فالفريق قد تنتهي مغامرته الأوربية عند حدود دور الستة عشر. ويطارده شبح الهبوط في الدوري خاصة وأنه تنتظره مباريات صعبة في الفترة القادمة مع فرق تلعب الأدوار الأولى مثل السيتي واليونايتد وتشيلسي. فكيف سيكون الوضع إذا ما فشل الفريق في البقاء في البريميرليج في نهاية المطاف؟.
وكيف ستحكي الجماهير عن فيتشاي ورانييري في المستقبل ؟ هل ستقول أنهم كانوا أصحاب الإنجاز الأكبر في تاريخ النادي؟ أم سيضاف إلي ذلك و أصحاب الإخفاق الأكبر أيضاً؟