كرسي العرش في الفيفا.. أحلام وأوهام!
حُمّى المنصب بدأت بعد انهيار "بورصة" بلاتيني.. وحياتو فضّل الانسحاب..
عزالدين الكلاوي
أوروبا انقلبت على العرب.. وقائمة السبعة معرّضة لمزيد من الاختصار..
*أغلقت اللجنة الانتخابية بالفيفا برئاسة السويسري دومينيكو سكالا، الباب رسمياً منتصف ليلة أمس الأول باب الترشح لمنصب الرئيس، ليبدأ الصراع على كرسي العرش في مملكة الفيفا والذي يستمرّ على مدى ثلاثة أشهر حتى يوم 26 فبرارير المقبل.. وتداولت وسائل الإعلام أسماء المرشحين السبعة بعد استبعاد التريندادي ديفيد ناكيد باعتبار قائمتهم نهائية وهذا ليس صحيحاً، كما كانت بداية الإحماء قبل السباق حافلة بالأماني والتصريحات البراقة قبل أن يكتشف البعض صعوبة الحلم بالمنصب!
*السباق لرئاسة الفيفا بدأ منذ إعلان زعيم الفيفا جوزيف بلاتر نيته الاستقالة بعد أربعة أيام من نجاحه في الانتخابات لولاية خامسة في مايو الماضي متأثراً بردود فعل فضائح الفساد وتوجيه الاتهامات لـ 14 مسؤولاً بالفيفا، ووقتها انطلقت عشرات التصريحات والترشيحات لحالمين بالمنصب ومنهم النجوم والمشاهير مثل مارادونا وزيكو وديفيد جينولا وبعض المسؤولين السابقين مثل الشيخ أحمد الفهد والمليادرير الكوري تشونغ ميونغ، ومع الوقت بدأ الحديث عن تحالفات وظهرت أسماء كبيرة في مقدمتها السوبر ستار ميشيل بلاتيني الذي حصل على ترحيب عالمي واسع ورغم ذلك لاحقته انتقادات حادة وتم اتهامه بأنه نسخة جديدة من والده الروحي جوزيف بلاتر وكانت أهم الانتقادات من صديقه الأمير على بن الحسين المرشح السابق الذي تحالف معه بلاتيني في تلك الانتخابات، أما أعنف الانتقادات من مارادونا الذي اتهمه بأنه و بلاتر لصّين!
*ثم اندلعت فضيحة إيقاف بلاتر وبلاتيني لمدة 90 يوماً قابلة للتجديد لـ 45 يوماً أخرى بواسطة لجنة الأخلاقيات بعد إحالتهما للتحقيق للمدعي العام السويسري أحدهما متهماً والآخر "نصف متهم" بسبب مدفوعات غير مشروعة لبلاتيني من الفيفا، قيل أنها مقابل عمله كمستشار لبلاتر من عام 1998 وحتى 2002 ولكنها جاءت متأخرة 9 سنوات، ليبدأ بعد ذلك تحول كبير في عمليات الترشيح، بعد تراجع وانهيار بورصة بلاتيني!
*وارتفعت أسهم الأمير علي الذي بدا وكأن الساحة تخلو له وهو كان آخر المنافسين للزعيم بلاتر وكان في جعبته 72 صوتاً في الانتخابات الأخيرة، ولكن بدأت المزيد من التحركات والتطورات، وخاصة في أوروبا القارة التي انقلبت عليه، وفي قارته آسيا التي انحازت ضده في الانتخابات الماضية والتي كانت تستعد للتحالف مع بلاتيني هذه المرة.. وفي أعقاب ذلك ظهر اسم الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي ونائب رئيس الفيفا، وبرز في كونغرس الاتحاد الأوروبي تداول اسمه كممثل لآسيا وأوروبا في حالة الغياب القسري لبلاتيني باعتبار الشيخ كان الحليف الاستراتيجي للنجم الفرنسي، وتصاعد هذا الاتجاه لدى الشيخ الذي اقتنع بالترشح وإمكانية نجاحه بعد وصول آراء عديدة من داخل القارة الآسيوية تشجع ذلك.
*وفي ظل الصراع الآسيوي والارتباك الأوروبي، بدأ الأفريقيون يشعرون بأن لديهم الفرصة للعب على الكرسي، وبدأ تداول اسم المليونير الجنوب أفريقي طوكيو سكسويل رفيق مانديلا في السجن، والذي تحوّل بعد ذلك من وزير إلى رجل أعمال ومليونير، فجذب انتباه بلاتر الذي يعشق صحبة هذه النوعية، فقام بتعيينه مستشاراً لمكافحة العنصرية، وكان صديقه المقرب القيصر الألماني بيكنباور أول من طرح اسم سكسويل لرئاسة الفيفا، وانتظر الرجل دعماً من كونغرس الاتحاد الأفريقي بالقاهرة، ولكن عيسى حياتو رئيس "الكاف" ورئيس الفيفا بالإنابة بعد إزاحة بلاتر، لم يتحمّس للرجل كما لم يتحمّس للمنصب الساخن خوفاً من تصرفات سابقة معرّضة للانكشاف في أي لحظة، وانشغل حياتو خلال وجوده بالقاهرة بمقابلة الأمير علي والشيخ سلمان، ويبدو أنه اختار أن يحاول ضمان الدعم الأفريقي للشيخ سلمان.
*وفي الوقت الضائع وقبل ساعات قليلة من إغلاق الباب، وفي اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لليويفا قررت التراجع عن الوعود والنوايا الهامسة للكونغرس الأوروبي بالتحالف مع الشيخ سلمان، وتأكد ذلك بالدفع بالسويسري جياني إينفانتينو السكرتير العام كمرشح ممثل لأوروبا بشكل احتياطي، في حال بقاء بلاتيني مستبعداً بشكل رسمي وهذا أمر بالغ التعقيد وقد لا يتحدّد إلا في شهر كانون الثاني/يناير المقبل.
*أخيراً.. قائمة الأسماء السبعة التي أعلنت لجنة الانتخابات عن قبول أوراقهم بعد استبعاد التريندادي ديفيد ناكيد الذي لم يقدّم تعهدات 5 دول بترشيحه، ليست نهائية، وليست قبولاً لترشيحهم، بل ستبدأ اللجنة فحص أوراقهم والتحري عن نظافة ملفاتهم خلال أسبوع قبل إصدار القائمة النهائية التي قد تشهد استبعاد أسماء أخرى أو مع بلاتيني المستبعد حتى لو بقي اسمه على الورق.. أما عن قصة انسحاب زيكو وانتقاداته المثيرة وتفاوت فرص المرشّحين وسيناريو المنافسات المتوقعة، والصدامات المحتملة فلذلك قصة أخرى سأرويها عما قريب.