رسالة مبابي بطل العالم لأبناء ضاحيته...هناك تعلمت ما يتجاوز كرة القدم (1-2)
قبل نحو شهر قام موقع "Theplayerstribune"، وهو منبر لقصص يكتبها اللاعبون بأنفسهم، بنشر مقال كتبه النجم الفرنسي كيليان مبابي روى فيه قصته مع كرة القدم على شكل رسالة للشباب.
إعداد: هُمام كدر
وتوجّه مبابي إلى أطفال بوندي - مسقط رأسه - ولأطفال الضواحي في فرنسا فكتب:
"أريد أن أخبركم قصة؛ ربما لن يفاجئكم أن كل شيء بالنسبة لي هو كرة القدم، يمكنكم أن تسألوا والدي، عندما كان عمري ثلاث سنوات، أحضر لي شاحنة صغيرة هدية عيد ميلادي، كان والداي يسمحان لي بقيادتها من منزلنا إلى ملعب كرة القدم عبر الشارع، وكما لو كنت لاعب حقيقي كنت أقود السيارة من المنزل إلى التدريبات. أخذت هذا الروتين الصغير على محمل الجد، كان ينقصني أدوات تمرين حقيقية لأنني كنت أضع أدوات التنظيف في الحقيبة.
ولكن بمجرد وصولي إلى الملعب الصغير، أترك السيارة التي كانت تثير غيرة كل الأولاد في الزاوية مهملة من أجل لعب كرة القدم، أردت فقط الكرة.
لدينا الحلم وهو مجاني
في الضواحي، ربما لا يوجد الكثير من المال، هذا صحيح، لكننا حالمون، أعتقد أننا ولِدنا بهذه الطريقة، ربما لأن الحلم لا يُكلف الكثير، في الواقع إنه مجاني.
الجيران هنا عبارة عن بوتقة مدهشة من الثقافات المختلفة، الفرنسية، الأفريقية، الآسيوية، والعربية وكل جزء من العالم، يتحدث الناس من خارج فرنسا دائماً عن الضواحي بشكل سلبي، ولكن إذا لم تكن من هنا، فلا يمكنك حقاً فهم ما يجري. يتحدث الناس عن "البلطجية" وكأنهم إختُرعوا هنا، ولكن هناك سفاحون في كل مكان في العالم، وهناك أناس يكافحون في كل مكان في العالم، الحقيقة هي أنني عندما كنت طفلاً كنت أشاهد بعض من أشد الرجال في الحي يحملون البقالة لجدتي، أنت لا ترى تلك الأجزاء من ثقافتنا على الأخبار، أنت تسمع فقط عن السيئ".
قاعدة صغيرة ...قيمة كبيرة
هناك قاعدة في بوندي يعرفها الجميع، تتعلمها عندما تكون صغيراً: "إذا كنت تسير في الشارع ورأيت 15 شخصاً يقفون في الزاوية، وكنت تعرف واحداً فقط من هؤلاء الأشخاص، فلديك خياران؛ إما أن تلوّح وتمضي في طريقك، أو تصافحهم جميعاً باليد".
إذا مررت وصافحت شخصاً واحداً فقط، فلن ينسك الآخرون الأربعة عشر، سيعرفون أي نوع من الأشخاص أنت.
إنه أمر مضحك، لأنني حملت هذا الجزء من بوندي معي طوال حياتي. في العام الماضي فقط في حفل توزيع جوائز FIFA، كنت مع والدي نتجول قبل الحفل، ورأيت مورينيو في الغرفة، قابلته من قبل، لكنه كان معه أربعة أو خمسة أصدقاء لم أكن أعرفهم. لذا ترأت لي في تلك اللحظة بوندي، كنت أفكر، "هل أتوجه لمصافحة مورينيو فقط".
حسناً، ذهبت إليه، صافحته وصافحت من معه بنفس الحميمية.
كان الأمر مضحكاً، لأن كل وجوههم كانت متفاجئة نوعاً ما "أوه ، إنه يرحب بنا؟ مرحبا!"
عندما غادرنا ، كان والدي يضحك، وقال لي: "كل هذا من بوندي".
في بوندي، تتعلم القيم التي تتجاوز كرة القدم. تتعلم معاملة الجميع بالطريقة نفسها.
لم نتوقع، لم نخطط... حلمنا فقط
أنا وأصدقائي، لم نكن نأمل أن نصبح لاعبي كرة قدم، لم نتوقع، لم نخطط، حلمنا فقط، يوجد اختلاف فيما بيننا، بعض الأطفال لديهم ملصقات للأبطال الخارقين على جدران غرف نومهم، كان لدي الكثير من ملصقات زيدان وكريستيانو. (لكي نكون منصفين، عندما كبرت، كان لدي أيضاً بعض صور لنيمار، هذه قصة أخرى).
يسألني الناس أحياناً عن سبب وجود الكثير من المواهب من أحيائنا، ربما هناك شيء ما في الماء، أو نتدرب بطريقة مختلفة، مثل برشلونة أو شيء من هذا، ولكن لا شيء من هذا، كرة القدم ضرورة بالنسبة لنا، مثل الخبز والماء".
"كأس عالم" بقيمة 2 يورو
يتحدث مبابي عن أول بطولة شارك فيها وهو يافع فيقول "أتذكر أننا شاركنا بهذه البطولة في مدرستنا - جميع طلاب الصف السادس والسابع والثامن والتاسع - وكانت بمثابة كأس العالم بالنسة لنا.
كنا نلعب من أجل كأس بلاستيكية بقيمة 2 يورو، لكننا عاملناها وكأنها حياة أو موت، شرفك دائماً على المحك.
أتذكر أنني عدت من المدرسة، إلى المنزل، ذات يوم مع تسعة تحذيرات مختلفة من المدير. (كيليان لم يقم بواجبه، نسيّ لوازمه المدرسية، كيليان يتحدث عن كرة القدم خلال درس الرياضيات...".