بمناسبة اعتزال بيرلو.. خفايا من سيرة المايسترو "الحلقة الثانية"
اعتزال لاعب بحجم أندريا بيرلو جعل الكثير من مشاهير كرة القدم وبالأخص ممن لعبوا إلى جواره يتحدثون عن قيمة وجودة لاعب ميلان ويوفي سابقاً الهادئ الموصوف دائماً بالفنان.
هُمام كدر
لكن خلف هذه الشخصية الهادئة هناك العديد من الخفايا والأسرار نشرها بيرلو في كتابه "أنا أفكر إذا أنا ألعب " عام 2014 بالتعاون مع الكاتب الإيطالي أليساندرو ألكياتو.
فكّرَ بخطف غوارديولا
فكرنا بخطف غوارديولا عام 2010 أنا وأليساندرو نيستا، كان ذلك عندما لعبنا في ميلان ضد برشلونة في كأس خوان غامبر في كامب نو، لكننا تراجعنا عن ذلك حين اكتشفنا أنه سيعاني معنا في العودة، بعد ذلك اكتشفتُ أن بيب نفسه فكّر باختطافي.
ففي نهاية المباراة، جاء "مانويل إستيوارت" مساعد بيب، ودعاني إلى مكتب مدرب برشلونة
بيب قال لي بلغة إيطالية مثالية: "نحن أقوياء، لا يمكن أن نطلب أكثر مما لدينا، لكنك ستكون مثل حبة الكرز على الكعكة، نحن نبحث عن لاعب وسط بإمكانه أن يعوّض تشافي وإنييسنا وبوسكيتس، وهذا اللاعب هو بيرلو، لديك كل الخصائص اللازمة لتكون لاعباً في برشلونة".
يقول بيرلو في كتابه: "بقيت صامتاً لنحو نصف ساعة، استمع لما يقوله، فوجئت بتلك الدعوة وصُدمت لكن بشكل إيجابي".
أكمل بيب: "تعرف أندريا، لقد دعوتك إلى هنا لأن الأمور لدينا تسير على ما يرام، وليس لدينا وقت نضيّعه، نريد أن نشتريك فوراً، تحدثنا مع ميلان وقالوا لنا لا، لكننا لن نتراجع، نحن برشلونة، سنحاول مرة أخرى".
مثلما كان الوضع مع ريال مدريد كان بيرلو مستعداً للمجيء إلى برشلونة حبواً على أربع حسب تعبيره، لكن في النهاية وكما يحدث في كل مرة، ميلان يرفض بيعه...
يكره الإحماء بشدة
من الأمور الغريبة في مسيرة بيرلو أنه يكره الإحماء قبل المباريات بشدة، ولو كان الأمر بيده لما قام بالتسخين قبل أي مباراة لعبها؛ يقول عن ذلك في كتابه:
"الجزء الذي لا يمكنني تقبّله هو الإحماء قبل المباريات، يجعلني مريضاً، أكره عمليات الإحماء من أعماقي، في المقابل عمليات الإحماء هي قمة المتعة لدى مدربي اللياقة.
تحدثتُ في هذا الأمر مع العديد من المدربين بشأن إلغائها، ولم يعطني أي منهم رأي مقنع، كانوا ينظرون لي وكأنني قادم من المريخ، خاصة عندما كنت أطلب بجدية أن أخوض المباريات بدون عمليات التسخين، أنا مستعد للعب فوراً".
مقالب خطيرة مع غاتوزو
- كنتُ أنادي غاتوزو بالـ"مزارع" ثم يقوم بضربي، لكن في أحد الأيام قررت الانتقام منه، كان ذلك أثناء مفاوضاته لتجديد عقده، سرقتُ هاتفه وأرسلت رسالة لأوريدو بريدا المدير التنفيذي السابق لميلان كتبت فيها "عزيزي بريدا، أعطني ما أريد وسأعطيك أختي"، اكتشفني غاتوزو وقام بضربي مرة أخرى.
اتصل بريدا مستفسراً، قال له إنها إحدى مزحات بيرلو الغبية، كنت أنا الاحتمال الأول لديه دائماً.
- وفي مقلب آخر يكتب بيرلو: "دي روسي قبل إحدى المباريات مع المنتخب كان ينتظر غاتوزو في غرفته، بقي هناك لنصف ساعة مُختبئاً تحت السرير، أخيراً جاء غاتوزو يرتدي البيجامة، وينظف أسنانه، ثم توجه نحو السرير، وأخذ كتاباً، وقبل أن ينام مدَّ دي روسي يده من تحت السرير إلى قدم غاتوزو وأنا خرجت من الخزانة أصدر أصواتاً مخيفة، غاتوزو تعامل مع الأمر بشكل جيد قام بضرب دي روسي أولاً ثم اتجه نحوي".
- في إحدى المرات قمنا بغسل غاتوزو بطفاية الحريق، بعد أن تعادلنا مع أيرلندا وتأهلنا رسمياً إلى كأس العالم 2010، كنا سنواجه قبرص بعد أيام في مباراة غير مؤثرة.
ليبي منحنا الحرية ليوم واحد، خرج الفريق كله للعشاء ما عدا غاتوزو، وعندما عدنا قام دي روسي بنزع طفاية الحريق وقال "أريد أن أطفئ غاتوزو" ثم قام بتفريع كل الطفاية عليه ورماها هارباً إلى غرفتي التي كانت غرفته وأقفل الباب.
أنا برازيلي بعض الشيء
يعلم الجميع أن أحد أهم خصائص بيرلو هي اتقانه لتنفيذ الركلات الحرة وهي التي جعلت الصحف والجماهير تتغنى في وصوفاته، عن هذه الخاصيّة يقول:
"أنا برازيلي بعض الشيء، بيرلينيو، عندما أنفذ الكرات الثابتة، أفكر بالبرتغالية، ومن بعد ذلك احتفلُ على الطريقة الإيطالية.
جميع كراتي الثابتة لديها ملامح من أميركا الجنوبية، وتحديداً من مصدر الإلهام جونينيو.
هذا اللاعب عندما كان في ليون كان يخترع تسديدات استثنائية، لا يُخطئ أبداً، لقد درسته وجمعت الأشرطة والمباريات القديمة وحتى الصور له، وبدأت أحاول اكتشاف طريقته.
بصبر أدركت أنه يسدد بطريقة معينة، ولكنني لم أكن أجيدها، حاولت تقليده فكانت النتائج الأولى سلبية جداً، إذ ذهبت الكرة فوق أسوار الملعب التدربيبي، بعد 3 أيام بدأتُ أقلق عامل مستودع الميلان لنفاذ الكرات.
التجارب استمرت لأسابيع، وبما أن خلاصة الأفكار تأتي في منتهى لحظات التركيز اكتشفت السر أخيراً ...جونينيو لم يكن يسدد بكل قدمه بل بثلاثة أصابع فقط.
في اليوم التالي انطلقت إلى الميلانيلو ونجحت....