بطولة آسيا الأولمبية – ثقة قطرية وخيبة سورية
تقف في الممر الخاص باللاعبين بعد مباراة قطر وسوريا في بطولة كأس آسيا لتحت 23 عاماً، لتكوّن خلال أقل من 20 دقيقة نظرةً عن الفارق بين إدراكك بأنّك تعدّ للمستقبل وتحميلك مسؤولية فرحة بلد بأكمله.
مازن الريس - ملعب جاسم بن حمد
ومع أنّ تناقض الحالة النفسية للاعبي الفريق الفائز مقارنة بالخاسر أمرٌ اعتدنا عليه ويدخل ضمن الإطار الطبيعي لخلفية مباريات كرة القدم، لكن فوز قطر على سوريا 4-2 يوم الإثنين في المرحلة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى لبطولة آسيا الأولمبية أعطانا نظرة أبعد عن تفكير نجوم المنتخبين قبل اللقاء نظراً للظروف التي يمر بها كلّ بلد وتعامل المسؤولين مع لاعبيهم.
فابتداءً من قطر التي يعلم الجميع بتخطيطها لأداء مشرف في كأس العالم 2022 وجهدها الكبير لتطوير منتخباتها وخاصةً في كرة القدم واليد، نجد أنّ ردود أفعال لاعبيها بعد تصدرهم المجموعة كانت تنظر على ما يقدموه فقط.
ويقول أحمد معين عن التأهل: " الحمد لله، قدمنا ما علينا، لعبنا كرجل واحد، الفرحة اليوم فقط، غداً علينا أن ننسى كلّ شيء، إذا لم ننتصر في ربع النهائي فإنّ هذه الانتصارات لا تعني شيئاً، حلمنا الوصول إلى النهائي والفوز في البطولة".
أما بسام الراوي الذي لعب بديلاً: "نتطلع للمباراة القادمة، لم أشارك اليوم كأساسي ولكنني أديت ما طلب مني في الدقائق التي لعبت بها، المهم أن نقدم ما علينا في المباراة المقبلة".
أما نجم المنتخب القطري أكرم عفيف: " المنتخب السوري كان جيداً، لكننا استفقنا من الهدف الذي تلقيناه بسرعة"، وعن ربع النهائي: "لكل مباراة ظروفها، أتمنى أن نقدم مباراة جيدة في ربع النهائي".
من الطرف الآخر ارتبطت الخيبة بالضغوط النفسية التي عانى منها اللاعبين خلال البطولة، حيث اعتبرهم العديد من العشاق، البسمة التي ستنسي الشعب السوري آلامه "لدقائق" متجاهلين الأثار السلبية التي خلفتها الحرب على إعداد هذا المنتخب وعدم قدرة المشرفين على الرياضة السورية عموماً على إيجاد حلول فعّالة، بعكس حالة الكرة العراقية المتألقة في زمن الحرب.
وركّز عمر خربين الذي بدا منفعلاً جداً على التحكيم قائلاً: الحكم ظلمنا، الهدف الأول جاء من لمسة يد واضحة، وقرارته أخرجتنا نفسياً من المباراة".
ويقول يوسف قلفة صاحب الهدف الثاني والذي تألق في مباراة اليوم ومباراة الصين :"لدينا لاعبين خارج سوريا أتوا إلى البطولة قبل يومين فقط، لم يلعبوا معنا منذ التصفيات، نحن أيضاً كنا ملتزمين بالدوري السوري، لم نلعب مباريات سوياً، جاهزيتنا البدنية لم تكن بأفضل أحوالها، كلها عوامل أدت إلى الخروج، إضافةً لقرارات الحكم".
وعن استمرارية المنتخب: "يقولون إننا مستقبل سوريا، آمل ذلك".
وتحدّث مدرب سوريا مهند الفقير: " أنا أركز على فريقي فقط، الحكام جزء من كرة القدم والخطأ وارد، هناك من يقيم عملهم".
وعن المشاكل التي أثرت على سوريا: "هذا المنتخب جيد، لكن حظه سيء وظروفه سيئة، تحضّر في ظروف سيئة وتحديداً فترة الشهر الأخير التي سبقت البطولة، معسكر الإمارات تمّ قطعه، كان لدينا ارتباك كبير، ألغيت مباريات مهمة قبل البطولة، بينما المنتخب القطري، متكامل، منسجم، هناك استقرار كبير لديهم، أعتقد بأنهم سيذهبون لأبعد ما يمكن في هذه البطولة".