الفقير: "تحضيرنا المتواضع دافع للعطاء"
يعمل بصمت، لكن نتائج أعماله تتحدث بطلاقة عن تجربته التدريبية وتراكم خبراته في الملاعب.
حاوره: هُمام كدر
يأتي مهند الفقير مدرب منتخب سوريا الأولمبي إلى العاصمة القطرية الدوحة وهو مدرك أن منتخب بلاده مرشح للذهاب بعيداً في بطولة أمم آسيا تحت الـ23 عاماً، المؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، بعد احتلاله وصافة غرب آسيا الودية قبل أشهر.
ترشيحات لا تخلُّ بتواضع الرجل الأربعيني الذي قضى العقد الأخير من عمره في العمل مع منتخبات سوريا للفئات العمرية، فحجم المعرفة والخبرة التي يمتلكها مدرب نادي المجد سابقاً، تجعله لا يتخلى عن القاعدة التدريبية البسيطة... "كل مباراة على حِدا".
ومن هنا يتحدث الفقير عن مباراة إيران التي يفتتح فيها نسور قاسيون مشاركتهم يوم غد الثلاثاء ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضاً قطر صاحبة الضيافة والصين.
فيما يلي لقاء موقعنا مع مهند الفقير:
- لنتحدث بداية عن ظروف إعداد المنتخب لهذه البطولة خصوصاً معسكر الإمارات الذي تم إيقافه؟
"نحن أقل منتخب حضّر من الناحية الفنية، الجميع يعلم أننا تأخرنا كثيراً، بسبب العديد من الظروف التي لم تكن إلى جانبنا، أهمها استمرار الدوري السوري الذي يضم الغالبية العظمى من لاعبي المنتخب، إضافة لـ7 من المحترفين خارج سوريا، حاولنا استدراك ذلك بمعسكر الإمارات، لكن تم إيقافه دون أن نعرف حقيقة الأسباب، فاستعضنا عن ذلك بمعسكر لمدة أسبوع في قطر، لعبنا فيه مباراة واحدة ضد اليابان".
- هل تشكيلة اللاعبين التي كنت تخطط للمشاركة بها كاملة أم فيها بعض النقص؟
"لدينا نقص حتى قبل يومين من بداية البطولة، لعبنا مباراة اليابان الودية بنقص 7 لاعبين أساسيين بسب الإصابة من جهة وعدم التحاق البعض من جهة أخرى، مع ذلك قدّمنا مباراة جيدة المستوى وكان من الممكن ألا نخسر (فازت اليابان 2-1)، لو كان هناك انسجام أفضل في خط الدفاع".
(من مباراة المنتخب السوري ضد اليابان تحضيراً للبطولة)
- كيف عملتم على تلافي النقص في التحضيرات الفنية؟
"بالتصميم والإرادة التي أراها في عيون اللاعبين، أرى أن طموحنا المشروع على المنافسة هو دافعنا الكبير الذي يعوض أي نقص في التحضيرات.
نحن ندرك أننا من المنتخبات الجيدة، لكن لا نريد لهذه الثقة أن تقوم بدور سلبي لدى اللاعبين، العديد من المنتخبات المشاركة هي منتخبات جيدة، هناك 6 أو 7 من منتخبات النخبة في آسيا، نعرف أننا أحد هذه المنتخبات، لكننا يجب أن نحترم كل المنافسين في الملعب، نحن بحاجة دائمة للانضباط والتركيز والتوفيق من الله".
- هل تعتبر أن مواجهة إيران في نهائي غرب آسيا ثم افتتاح المشاركة أمام المنتخب ذاته نقطة إيجابية؟
"عادة لا يكون ذلك أمراً إيجابياً، لكنه بالنسبة لنا عكس ذلك، لأن منتخبنا الذي لعب نهائي غرب آسيا اختلف كثيراً عن المنتخب الحالي، من ناحية التشكيلة وأسلوب اللاعبين، أنا أعتبر أننا منتخب مجهول بالنسبة للمنتخب الإيراني حالياً، بينما هم بالنسبة لنا واضحو المعالم، وفي الوقت ذاته خسارتنا معهم في نهائي غرب آسيا (0-2) كانت ظالمة فنياً وهذا دافع إضافي للاعبينا".
- عاش منتخب سوريا في الماضي القريب ظروف إعداد تشابه التجربة الحالية ويمكن القول أنه أخرج من رحم الأحزان فرحة كبيرة في بطولة غرب آسيا نهاية عام 2012، التي توج بلقبها، هل يمكن أن يتكرر المشهد الآن؟
"ما يميّز المنتخب الحالي عدة نقاط: أهمها الروح القتالية والتصميم، هذا أهم ما نملك ولا نريد التخلي عنه، اللاعبون أنفسهم قالوا لنا، إن كل الظروف أعطتنا دافعاً كبيراً لإثبات أنفسنا وأحقيتنا بطموح التأهل إلى الأولمبياد".
- تواجهون مدارس مختلفة في المجموعة فكيف هي رؤيتك لهذه المنافسة؟
"اختلاف أساليب لعب المنتخبات التي سنواجهها يصعّب من المهمة، لكننا نحضّر لكل منتخب على حِدا، المنتخبات الثلاثة الباقية قوية، نحن نحترمهم جداً، لكن أعتقد على الورق، أننا مع المنتخب القطري والإيراني، المرشحون الأوفر حظاً للمنافسة؛ مع كل الاحترام للمنتخب الصيني الذي قد يخلط الأوراق".
- فيما يتعلق بالجمهور؛ دائماً عندما يلعب المنتخب السوري خارج البلاد نجد الجاليات تقف إلى جانبه وتؤازره، ما مدى تعويلكم على هذا الأمر؟
"يبدو أننا محظوظون جداً بجماهيرنا أينما لعبنا، صحيح أنهم يطالبوننا دائماً بالأفضل، لكن ذلك لا يشكل إلا نقطة إضافية في خانة معنويات اللاعبين، دائماً جمهورنا حافز قوي على أرض الملعب، انتهز الفرصة لأشكرهم جميعاً على وقوفهم إلى جانبنا في بطولة غرب آسيا إضافة للجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، صحيح أن البعض يختلف معنا بالرأي. هذا حقه وواجب علينا أن نستمع لهم".
- رأينا أن المنتخب الإيراني لديه تفوق واضح من الناحية الجسدية والقوة البدنية كيف سيتم التعامل مع هذا الموضوع؟
"ربما أجسام لاعبينا ليست كلاعبي منتخب إيران، لكننا عملنا على تخطي هذا الموضوع من خلال زيادة اللياقة البدنية والقوة الجسدية".
- كيف ترى وأنت محاضر كروي آسيوي ثقافة لاعبي سوريا الكروية ومدى تفاعلهم مع الكرة الحديثة وأساليب اللعب التي تتطور باستمرار؟
"نحن نعمل على زيادة ثقافة اللاعبين وتجاوبهم لأساليب اللعب الحديثة، لكن هذا الأمر نسبي، وعائد لظروف كثيرة، الوضع في سوريا غير طبيعي كما تعلم، وهذا يؤثر كثيراً على إعداد اللاعب الذهني".
- هل هناك لاعبين يسألون في المحاضرات أكثر من غيرهم؟
"نعم.. نعم لا شك هناك لاعبين يلحون بالأسئلة التكتيكية، أكثر من سواهم، لكن الجميع لديه الرغبة بالتطور الدائم. أريد أن أقول أن نسبة تنفيذ التكتيكات مقبولة لكن نطمح للمزيد".
- سؤالي الأخير؛ منتخب سوريا يضم عدداً من المواهب وهذه البطولة فرصة لكي يقدموا أنفسهم أمام الكشافين ومندوبو الأندية، كيف تتعامل مع هذا الموضوع؟
"أتمنى التوفيق للجميع، لكن اللاعبين يعلمون أن السعي الجماعي للفوز هو الأهم، وأن الأنانية ستكون عاملاً سلبياً على نتائج المنتخب، لذلك يجب عليهم أن يفكروا بمصلحة المنتخب أولاً وهذا ما أثق أنه موجود لدى الجميع".