زي روبرتو - جيسوس .. منصة واحدة وطريقان معاكسان
الأول قطع سن التقاعد الكروي والثاني للتو تلوح له بشائر قارة المجد والأضواء، لكن بالميراس بطل الدوري البرازيلي المتوج، جمع جيلين كرويين يفصل بينهما نحو ربع قرن من الزمن، زي روبرتو وجيسوس.
هُمام كدر
آخر فرسان جيل ريفالدو وروبرتو كارلوس وديدا... الذي كان له تجربة قصيرة لم يكتب لها النجاح في ريال مدريد (15 مباراة في موسم 1997-1998)، بحسب صحيفة آس الإسبانيّة أصبح أكبر لاعب يتوج بالدوري البرازيلي، فقد قطع سن الثانية والأربعين بعدة أشهر.
أربعة عقود من الزمن، عمر هائل في كرة القدم، ولكنها سنوات لم تُطفئ ظمأ زي روبرتو (6 أهداف في 84 مباراة دولية)، الذي فاجأ الجميع بعد الفوز بلقب الدوري مع بالميراس فجر اليوم؛ حين قال إنه يتطلع للمزيد من النجاحات وإن هذا ليس وقت الاعتزال "أعتقد أن لاعب كرة القدم يجب أن يعيش اللحظة، هذه اللحظة، لا ينبغي أن تنتهي، لذلك أنا ذاهب للاستمتاع، سآخذ الوقت للتحدث مع عائلتي، القرار لن يكون اليوم، وأنا لا أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للتقاعد".
مدافع بايرن ميونيخ الألماني (أكثر الفرق الأوروبية التي تألق ولعب فيها زي روبرتو) عاد إلى البرازيل بشكل نهائي عام 2012، فلعب لصالح غريميو ثم انتقل إلى بالميراس عام 2014 وقاده إلى بطولة كأس البرازيل عام 2015.
اليوم وبعد أن حان وقت الراحة وألح جسد لاعب الغرافة القطري سابقاً عليه، لا يبدو أنه سيعلق حذائه مرة واحدة وأخيرة ويتفرغ لرؤية الجيل الجديد الواعد في بلاده، إذ لا تزال شعلة كرة القدم تضيء في داخله، إنما بالتأكيد لن تكون أوروبا وجهته إلا كمدرب أو مدير فريق ربما.
برازيلي من الزمن الجميل
بالانتقال إلى غابرييل الذي لم يعرف قميصاً في ماضيه سوى بالميراس، سيغادر في الفترة التي سيفكر فيها زي روبرتو بالرحيل جدياً؛ إنما إلى أول تجربة احترافية له، وتحديداً إلى مانشستر سيتي الإنكليزي بعد اتفاق الطرفين على عقد يمتد لخمس سنوات قادمة.
وأخرج ابن مدينة ساو باولو، البرازيليين من حسرتهم على عصورهم البراقة، عندما كانت له أدوار البطولة رفقة زميله نيمار في إدخال كرة البلاد إلى متحف أبطال الأولمبياد، حين توجوا بالذهب الأولمبي الرفيع في ريو 2016 على حساب ألمانيا.
ثم وصحبة نجم برشلونة أيضاً وتحت قيادة "ثورية" من المدرب تيتي، انتشل البرازيل من مستنقع لا يليق بربع تاريخها ووضعها على رأس منتخبات أميركا الجنوبية الساعية للوصول إلى روسيا 2018.
جيسوس، جعل عشاق السيلساو في أنحاء المعمورة يتأملون خيراً بمهاجم يعيد أمجاد رونالدو وروماريو وآخرين. مهاجمٌ صريح يغزو ملاعب أوروبا مجدداً مثلما كان يفعل أسلافه في غابر الأزمان.
في جعبة بالميراس تبقى مباراة احتفالية لاختتام الموسم، بعد ذلك سيعود زي روبرتو لذكريات الشباب والطفولة، وسيقلّب مع أولاده صوراً له في مدن أوروبية وعربية وبرازيلية مختلفة وربما لعب لأشهر أو لأعوام قليلة لكنه قريباً جداً لن يكون بمقدوره مجاراة الشباب على العشب الحار في البرازيل، بينما هناك في بلد تقل فيه الشمس؛ سيبدأ لاعب سيتي القادم بمراكمة الذكريات والدروع، ومع كلا اللاعبين دولة بيليه هي التي كسبت.