أليشا رودريغيز تكشف تفاصيل صراع والدتها مع "المرض الصامت"
توصّلت بطلة العالم في المواي تاي عن فئة وزن الذرّة في بطولة "ون"، البرازيلية أليشا هيلين رودريغيز، إلى دروس وخلاصات قيّمة في الحياة أهمّها الاعتناء بأفراد عائلتها والمقرّبين منها والاهتمام بهم.
قبل سنوات، غادرت أليشا موطنها البرازيل لمطاردة أحلامها في الفنون القتالية. انتقلت الموهبة الشابة إلى آسيا وحطّت تحديداً في تايلاند حيث حقّقت هدفها وأصبحت بطلة عالمية، إلا أنها كانت غافلة عن معاناة والدتها النفسية في البرازيل.
عندما أخذت رودريغيز استراحة قصيرة من القتال وعادت إلى موطنها عام 2021 لتلد ابنها جوزيه، اكتشفت في تلك الأثناء معركة والدتها الخفيّة مع مرض الاكتئاب.
صُدمت اللاعبة، البالغة من العمر 25 عاماً، بمدى هشاشة صحة أمّها النفسية. بشأن هذه المعاناة قالت: "لم يكن لدي أدنى فكرة عن الأمر، لأن أمي لم تسمح لشقيقتي بإبلاغي بأي شيء. ذُهلت للغاية عندما رأيت مدى هشاشتها. لقد كان والدي مدمناً على الكحول - وكما تعلمون - فإن ذلك يُسبب الكثير من المشاكل للعائلة. إضافة إلى ذلك، كان على والدتي أن تحمل وحدها عبء أي مشكلة تحصل في الأسرة".
تفاقم المشاكل الشخصية والمالية وانتقال أليشا إلى بلد آخر، ضاعف من أحزان والدتها. اعترفت المقاتلة الشابة: "اعتقدتُ أنها بخير، ولم يكن لدي أي فكرة عن مدى الحزن الذي كانت تشعر به داخلها. لم أكن أعلم بحجم افتقادها لي. على الرغم من أننا كنا نتواصل يوميّاً، إلا أنها لم تتمكّن بتاتاً من الاعتياد على غيابي".
في محاولةٍ لإخراجها من دوامة الاكتئاب، اصطحبت أليشا معها والدتها إلى بوكيت في تايلاند. كان لهذا القرار تأثير كبير على الوضع النفسي لوالدتها، وفق ما ذكرته رودريغيز: "بدأت أرى والدتي تعيش الحياة. أستطيع اليوم القول إنها أشرقت من جديد. لقد تغلبت على الشدائد والمصاعب كلّها، وهي الآن تحصد ما تستحقّه، وهو سعادتها".
في خضم هذه التجربة، أدركت المقاتلة البرازيلية أن الحفاظ على العائلة أمرٌ في غاية الأهميّة، كما تحثّ بدورها الآخرين على الاهتمام بمن حولهم، لاسيّما من يخوضون حرباً نفسيّة خفيّة. وصرّحت: "أعلم أن الاكتئاب مرضٌ صامت، لكن من المهم جداً أن نعرف الأعراض جيداً وأن نمنح الشخص الاهتمام والحب".
تابعت مقاتلة فريق "Phuket Fight Club"، قائلةً: "من الضروري التأكّد دوماً إن كان الشخص المقرّب منك بخير".
تعلّمت رودريغيز الكثير حول "المرض الصامت" وأهميّة الصحة النفسية، وهي محاطة حاليّاً بوالدتها وشقيقتها وابنها ويعيشون معاً في بوكيت. ولديها نصيحة واحدة: "أفضل نصيحة يُمكنني تقديمها، هي أن تعتني دائماً بأحبّائك".
إلى ذلك، تتحضّر المقاتلة البرازيلية لخوض معركة رفيعة المستوى في عرض ONE Fight Night 14 المرتقب في ملعب سنغافورة الداخلي، فجر السبت 30 أيلول/سبتمبر الحالي.
في نزالها المنتظر، تتطلّع أليشا لتجريد النجمة السويدية سميلا سونديل من لقبها العالمي في المواي تاي عن فئة وزن القشة، لتصبح بطلة عالمية لفئتين في فنّ الأطراف الثمانية.
الجدير ذكره، أنه كان مقرراً أن تخوض سونديل المشهورة بـ" ذا هوريكين" (الإعصار) نزال إعادة مع الأميركية جاكي بونتان، لكن الأخيرة اضطرت إلى الانسحاب لأسباب عائلية، لذا حلّت مكانها رودريغيز.