مونديال الأندية يُعيد الحياة إلى مدرجات كرة القدم
يعتقد الكثيرون من خبراء وعشاق كرة القدم أن أبرز فوائد كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020™ تتمثل في أنها تمكنت وبفضل الجهود التنظيمية الرائعة من إعادة الجماهير والحياة إلى الملاعب مجدداً.
أحمد النفيلي
لم تمثل بطولة كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020™ حدثاً تاريخياً للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" كونها تعد أول بطولة عالمية منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد والذي تسبب في الإرباك التام لروزنامة الكرة العالمية فقط، ولكن الأهم من ذلك أن البطولة دخلت التاريخ كونها شهدت إعادة جماهير كرة القدم إلى المدرجات بعد طول غياب وبعد عدة محاولات لم يكتب لها النجاح أو الاستمرار في الدوريات الأوروبية وتحديداً في البوندسليغا الألماني والدوري الإنكليزي الممتاز.
أخيراً وبعد طول انتظار عادت الجماهير بصخبها وبعشقها لكرة القدم وبحيوتها إلى المدرجات فأعادت الحياة إلى الساحرة المستديرة، وهو ما منح الفيفا المزيد من الآمال أن النسبة التي حددت سلفا لحضور مباريات مونديال الأندية في قطر والتي بلغت ثلاثين في المئة ممكن أن تزيد رويداً رويداً حتى تصل إلى 100% مع انطلاق مباريات نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022™.
ولا شك أن العودة الناجحة للجماهير يقف ورائها نظام صحي بالغ الدقة والصرامة وفرته دولة قطر يقضي بضمان سلامة جميع الجماهير الحاضرة للمباريات من خلال إجراء مسحات بالغة السرعة والدقة لهم قبل استلام تذاكر المباريات ثم تنظيم دخولهم لمباريات البطولة والحرص على التباعد الاجتماعي فيما بينهم إضافة إلى الحرص على ارتداء الكممات إضافة إلى واقي الوجه الذي تم توزيعه على الجماهير عند دخولهم إلى الملاعب.
كل هذه الإجراءات والتي كانت إلى حد كبير مبتكرة ولم تحدث في العديد من الملاعب العالمية الأخرى والتي شهدت حضور الجماهير على استحياء بأعداد لم تتجاوز الـ2000 متفرج في كل مباراة، منحت الثقة للجماهير الحاضرة في أن صحتها ستكون بأمان عند الدخول إلى الملاعب، كما أنها إجراءات جعلت الفيفا ينظر بأمل وتفاؤل في أن تستعيد كرة القدم حيويتها وعافيتها سريعاً.
جماهير الأهلي مثلت اختباراً هاماً
ولعل من حسن حظ الفيفا بالتأكيد أن مونديال الأندية "قطر 2020" شهد مشاركة فريق الأهلي المصري الذي يحظى بشعبية وجاهيرية طاغية في دولة قطر ما جعل اللجنة المنظمة أمام اختبار حقيقي في التعامل مع الأعداد الغفيرة من جماهير القلعة الحمراء التي أقبلت بقوة على شراء تذاكر مباريات عملاق مصر وإفريقيا.
واستتبع هذا الإقبال على التذاكر، خضوع كل هذه الجماهير للمسحات الطبية ثم ذهابها للملاعب واستحواذها على كل السعة المخصصة لها، كل ذلك تم تنظيمه وتأمينه بسرعة وبسهولة ويسر في ثلاث مباريات على التوالي هي مواجهات الأهلي والدحيل ثم الأهلي وبايرن ميونيخ وأخيراً مواجهة المركز الثالث بين الفريق المصري وبالميراس البرازيلي، وهو ما مثل تحدياً حقيقياً نجحت فيه اللجنة المنظمه وفرقها الطبية على وجه الخصوص، ومثل هذا النجاح منهج عمل يمكن أن يحتذى به في البطولات الكبرى التي ستقام في عام 2021 مثل بطولة أمم أوروبا وبطولة كوبا أميركا بل وأيضاً دورة الألعاب الأولمبية المزمع إقامتها في اليابان ما بين تموز/يوليو وآب/أغسطس القادمين.
إنفانتينو يتحدث
وما عزز من كل المفاهيم السابقة وأكد على أهمية النسخة السابعة عشرة من كأس العالم للأندية أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو قال إن هذه البطولة مثلت تحدياً هاماً جداً وأنه سعيد بإقامتها لأنها أول بطولة يتم تنظيمها منذ جائحة فيروس كورونا والأهم في تنظيم هذه البطولة أنها أرسلت رسالة إلى العالم أجمع بأن كرة القدم عادت إلى الحياة.
إنفانتينو أكد أن هذا النجاح لم يكن ليحدث لولا العمل الدؤوب الذي أنجز في قطر "من خلال الهيئات الصحية والمنظمون والحكومة".
رئيس الاتحاد الدولي أكد أن نسبة ال30 في المئة المقررة والتي حضرت المباريات بسعادة وشغف كانت نسبة جيدة جداً وجعلت الأجواء رائعة، موضحاً أن هذا النجاح منح الأمل في أن تعود الحياة بشكل كامل لملاعب كرة القدم في المستقبل وهو أمر يعود الفضل فيه بالتأكيد في المقام الأول للجهود التنظيمية التي قامت بها دولة قطر.
عام التحديات
وأخيراً فإن نجاح الحضور الجماهيري في مونديال الأندية منح التفاؤول لمنظمي البطولات الكبرى التي ستقام في العام الحالي من إمكانية نقل التجربة القطرية، وبشكل عام فإن عام 2021 يمثل لكرة القدم عام التحديات الكبرى حيث يأمل الجميع أن ينتهي على وقع عودة شبه مكتملة للجماهير إلى المدرجات، وأن يشهد إنتصاراً إنسانياً على فيروس كورونا الذي أربك الحياة بشكل عام على مدار أكثر من عام.