معتز جومني .. بطل تحدى المستحيل
الرياضي البريطاني ذو الأصول التونسية ألهمته إنجازات دافيد وير لتحقيق نجاحات لافتة في فترة قياسية.
متابعة: محمد الغرباوي
قبل ساعات من انطلاق منافسات بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة التي تستضيف العاصمة القطرية الدوحة منافسات نسختها السابعة في نادي قطر الرياضي، تحدثنا مع البطل البريطاني معتز جومني عن آخر استعداداته للبطولة والنتائج التي يتوقع تحقيقها.
معتز، البالغ من العمر 26 عاماً، توج بطلاً لأوروبا العام الماضي في سباق 400 م للكراسي المتحركة فئة T53، كما نال أيضاً برونزية سباق 800 م، وقد حقق الفوز خلال لقاءات عديدة في العام الحالي مسجلاً أزمنة واعدة.
كل ذلك سيجعله واحداً من أبرز المرشحين للصعود على منصات التتويج في "الدوحة 2015" حيث سيشارك في سباقات الكراسي المتحركة "T53" لمسافات 100 م و200 م و400 م و800 م.
لم يبدأ معتز مسيرته في هذه الرياضة إلا منذ ما يقارب ثلاث سنوات ونصف بعدما شاهد البطل البريطاني الأسطوري في سباقات الكراسي المتحركة، دافيد وير، يتوج بأربعة ميداليات ذهبية خلال أولمبياد لندن.
ولكن كيف استطاع معتز تطوير موهبته في سنوات قليلة؟ ما الذي يتوقع تحقيقه من خلال مشاركته في "الدوحة 2015"، وما هي انطباعاته عن العاصمة القطرية التي يزورها للمرة الأولى؟ إجابات تلك الأسئلة تجدوها في السطور التالية.
عن الدوحة
"حضرت هنا منذ أسبوعين، والأمور تسير بشكل رائع، لاحظت حرص كبير من المنظمين على الخروج بكافة التفاصيل في أفضل صورة ممكنة، وقد نجحوا في ذلك، كل الأمور سارت على أفضل ما يرام وقد أحببت هذه المدينة، تنظيم الدوحة لبطولة العالم هو حدث تاريخي وأنا فخور لكوني جزء منه"
"لم يكن ما وجدته هنا مفاجئاً فتصريحات كل الرياضيين الكبار الذين زاروا الدوحة في السابق كانت إيجابية، والجميع يعلم أن قطر تمتلك إمكانيات كبيرة من ناحية التنظيم، أنا سعيد لأن اللجنة البارالمبية الدولية منحت الدوحة حق استضافة البطولة، فهي تستحق ذلك".
"مضمار نادي قطر أكثر من رائع لم أرى من قبل مضماراً بهذه الجودة، سيكون من المثير أن أخوض سباقاتي عليه".
عن المنافسة المرتقبة
"أتوقع أن أواجه منافسة قوية، ولكنني واجهت بعض أفضل العدائين في العالم العام الحالي خلال لقاء في سويسرا وحققت نتيجة جيدة، في الحقيقة الأمر يدعو للفخر، فقبل ثلاثة أعوام ونصف كنت أشاهد هؤلاء الأبطال عبر التلفاز والآن أنا اتنافس معهم جنباً بجنب، أتوقع تحقيق نتائج جيدة في الدوحة".
"نحن محظوظون بالطقس الحار في الدوحة، فهو طقس مثالي للتدرب والتنافس في هذا الوقت من العام، وساعدني ذلك على الاستعداد بالشكل الأمثل خلال الأسبوعين الماضيين".
ريو 2016
"بالطبع، المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية هي حلم كل رياضي، المقاعد في الفريق البريطاني محدودة، ولن يتواجد مع الفريق في ريو العام المقبل سوى أفضل الرياضيين القادرين على حصد الذهب، ولذلك هناك الكثير من العمل الذي يجب أن أقوم به، سأبذل قصارى جهدي، لا يوجد مجال للخطأ، يجب علي أن أكون قوياً ومتعطشاً للتنافس على أعلى مستوى وباحثاً عن التحدي بشكل دائم".
رحلته مع الرياضة
"أولمبياد لندن 2012 ألهمت الكثيرين، وما حققه دافيد وير كان أكثر الهاماً ودفعني للاستفسار من اللجنة البارالمبية البريطانية عن كيفية المشاركة في هذه الرياضة، وكنت محظوظاً للانضمام لأكاديمية وير-آرشر التي أصبحت من خلالها بطلاً لأوروبا ومتسابقاً يشارك في بطولات العالم."
"الأكاديمية أسسها ملهمي الأول ديفيد وير مع جيني آرشر بهدف نشر وتطوير هذه الرياضة في بريطانيا، ونجحا بالفعل خلال سنوات قليلة في تحقيق الكثير من الإنجازات، أتوقع أن تسيطر بريطانيا خلال أعوام قليل على الألقاب العالمية".
"تعلمت الكثير عبر تواجدي في هذه الأكاديمية، دافيد وير يلهم الجميع ويدفع الكثيرين للمشاركة في الرياضة، وجيني آرشر مدربة رائعة، هناك متسابقون من جميع أنحاء العالم يحضرون خصيصاً لهذه الأكاديمية من أجل التعلم والاستفادة من الخبرات الموجودة في هذه المكان لتطوير أدائهم".
معتز جومني مع القطري جاسم المفتاح خلال زيارة الأخير لمنطقة التدريبات في نادي قطر
خططه المستقبلية
"أنا حالياً رياضي محترف وأنوي الاستمرار في المجال الرياضي بعد اعتزالي، بدأت بالفعل تعلم التدريب من خلال مساعدة جيني آرشر، أريد أن أنقل ما تعلمته للأخرين وتطوير الرياضة في بلادي".
اسم "معتز"
أنا من أصول تونسية، ولدت في تونس وعشت جزءاً من طفولتي فيها، الحادث الذي تعرضت له كان هناك أيضاً، وانتقلت للعيش في بريطانيا وأنا في العاشرة من عمري.
هوايات أخرى
"أهوى متابعة رياضات أخرى مثل الرغبي وكرة القدم، وأشجع مانشستر يونايتد منذ الصغر، الفريق يبدو قوياً هذا الموسم، هذا أمر جيد".
رسالة للرياضيين في الشرق الأوسط
"الأمر بسيط، حدد هدفك وأعمل على تحقيقه، لا تضيع وقتك، هناك الكثير من الأمور التي يمكنك أن تفعلها، وهناك أيضاً الكثير من الأمور التي يمكنك أن تتعلمها، أجعل بلدك فخورة، لا تستسلم، أبذل قصارى جهدك بعقلك وقلبك وكل شيء سيكون رائعاً."