ما هي أسباب "انهيار" المنتخب التونسي أمام بلجيكا ؟
لا يزال الشارع الرياضي التونسي تحت وقع صدمة الخسارة الكبيرة أمام بلجيكا والتي أثارت سخطاً شديداً على أداء منتخب نسور قرطاج في كأس العالم روسيا FIFA 2018.
محمد أنور قلمامي - موسكو
لم يتوقع أشد المتشائمين هزيمة ثقيلة مثل التي حدثت للمنتخب التونسي أمام نظيره البلجيكي (5-2) أمس السبت على أرضية ملعب سبارتاك في ضواحي العاصمة الروسية موسكو ضمن فعاليات المرحلة الثانية من المجموعة السابعة لحساب كأس العالم روسيا FIFA 2018.
وكانت التكهنات قبل موقعة ملعب سبارتاك تصب في خانة ردّ فعل تونسي عقب الخسارة في الوقت القاتل أمام إنكلترا في الجولة الافتتاحية للمجموعة السابعة في فولغوغراد.
ولئن كان الشياطين الحمر على الورق الأكثر ترشيحاً للخروج بالنقاط الثلاث فقد توّقع متابعو مسيرة نسور قرطاج أن يُحسم اللقاء على جزئيات صغيرة وأن تمثّل تونس عقبة حقيقية في طريق فريق المدرب روبرتو مارتينيز.
وسنغوص في أسباب فشل تونس في الوقوف صامدةً أمام المدّ البلجيكي في مباراة ستظل راسخةً في الأذهان.
الرهبة ترافق أداء نسور قرطاج
اتسم المردود العام للمنتخب التونسي خلال مباراتيه أمام إنكلترا وبلجيكا بالتردّد إذ فشل فريق المدرب نبيل معلول دفاعياً وهجومياً مما يطرح أكثر من سؤال عن الأسباب الكامنة وراء ذلك علماً وأن تشكيلة نسور قرطاج تضمّ العديد من المحترفين في الدوريات الأوروبية المتعوّدين أساساً على المواجهات القوية والنسق العالي.
وفي هذا الصدد وضع نجم كرة القدم التونسية سابقاً طارق ذياب الخوف والرهبة كأكبر عدوّ لزملاء وهبي الخزري إذ قال إن المباريات الدولية تختلف عن مواجهات الدوريات ويصعب التعويض فيها لذا فإن شخصية اللاعبين ستكون حاسمةً في مسألة التعامل مع الضغوطات المسلّطة خلال المونديال.
وعلى هذا الأساس فقد فشل لاعبو الخضراء في التغلّب على خوفهم واستسلموا للرهبة التي سلبتهم إمكانياتهم المعهودة.
أخطاء فردية قاتلة
حكمت الأخطاء الفردية على نسور قرطاج بالمرور بجانب الحدث بما أن أغلب أهداف المنافسين كانت ناتجة عن هفوات دفاعية وهدايا من لاعبي تونس.
ولم يتعض المنتخب التونسي من الخطأ القاتل الذي كلّفه هدفاً قاتلاً أمام إنكلترا بل أوغل في ارتكاب الأخطاء التي قادت المنتخب الإفريقي إلى أكبر هزيمة في تاريخ مشاركاته المونديالية.
وفي هذا السياق نال علي معلول وابلاً من الانتقادات لارتكابه أخطاء قاتلة منحت الشياطين الحمر فرصة القضاء على آمال التونسيين بيد أن الغريب هو عدم تغيير ظهير الأهلي المصري الأيسر واستبداله بمدافع ديجون الفرنسي أسامة الحدادي.
كما يعدّ إقحام سيف الدين الخاوي مكان نعيم السليتي غير موفق إذ فشل لاعب أولمبيك مرسيليا المعار إلى تروا في تقديم الإضافة مثلما كان الحال في المباريات الودية التي سبقت مونديال روسيا.
وشكّل محور الدفاع أيضاَ نقطة ضعف كبيرة في ظل غياب المحاصرة اللصيقة والجاهزية البدنية للثنائي ياسين مرياح وصيام بن يوسف وخصوصاً البديل يوهان بن علوان الذي ساد الارتباك مردوده.
لعنة الإصابات
ساهمت الإصابات في تضاؤل حظوظ تونس في العبور إلى ثاني أدوار المونديال للمرة الأولى في تاريخها إذ خسر فريق المدرب نبيل معلول خدمات نجم الدحيل القطري وأفضل لاعب تونسي حالياً يوسف المساكني ثمّ جاء الدور على وهبي الخزري الذي لم يلعب آخر الوديات واكتفى بالدخول في صلب المونديال مباشرةً مما أثّر على استعدادته وجاهزيته البدنية.
كما انتهت مغامرة الحارس الأول معز حسن منذ المباراة الأولى أمام إنكلترا فضلاً عن خروج اضطراري للثنائي ديلان برون وصيام بن يوسف أمس السبت أمام بلجيكا لأسباب صحية.
بالتالي وضعت هذه الإصابات الطاقم الفني لنسور قرطاج في موقف محرج وقلّلت من خياراته مما ساهم في تلقي المنتخب التونسي لهزيمتين قاسيتين.