فورمولا وان: موسم لا مفاجآت فيه
لم يكذب النقاد عندما قالوا في بداية الموسم أن مرسيدس ستسيطر.
جاد سركيس
أطل علينا الموسم الحالي من الفورمولا وان وهو لا يحمل في طياته سوى أمل بأن تطيح إحدى الفرق بآمال فريق مرسيدس المسيطر. وتجارب ما قبل الموسم كانت تقول عكس ذلك بأن لا أحد بإمكانه إزاحة الصانع الألماني في القريب العاجل. لكن رغم ذلك كانت الأنظار شاخصة نحو فيراري لمعرفة مدى قدرتهم على مقارعة مرسيدس ثم نحو مكلارين وسائقهم الجديد ألونسو كما محركهم الجديد من صنع هوندا التي عادت هذه السنة للبطولة.
سيطرة لمرسيدس وملاحقة لفيراري
بدأت البطولة من أستراليا لكن دون مفاجآت إذ فاز البريطاني لويس هاميلتون وحل زميله في مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ ثانياً ومواطن الأخير سيباستيان فيتل من فيراري ثالثاً.
في الجولة الثانية في ماليزيا كانت المفاجأة المدوية التي دقت ناقوس الخطر في مرسيدس بفوز فيتل بالسباق أمام هاميلتون وزميله روزبرغ بعد أن تعامل فريق الحصان الجامح بذكاء مع استراتيجية الأول في التوقفات والاستفادة من دخول سيارة الأمان.
أما الجولة الثالثة في الصين فقد أعادت مرسيدس لفرض سيطرتها المطلقة على البطولة منذ ذلك الحين بفوز هاميلتون هناك أمام زميله روزبرغ ومن خلفهما ثنائي فيراري فيتل ورايكونن.
ثم بعد ذلك تتالت نجاحات مرسيدس بالفوز في السباقات المتبقية جميعها ولكنها كانت تختلف من الفوز بثنائية أي مع حلول كلا السائقين في المركزين الأول والثاني أو مع دخول سائق من فيراري فيما بينهما في المركز الثاني.
ففي الجولة الرابعة من حلبة صخير في البحرين تابع هاميلتون القيام بما يحبه وفاز بالسباق من أمام سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن وثم روزبرغ ثالثاً.
ثم في السباق الخامس حدث التغيير وكانت الغلبة هذه المرة لسائق مرسيدس الثاني روزبرغ في إسبانيا والذي بدا بأنه وجد إيقاع التسابق المناسب أخيراً وتفوق على زميله هاميلتون وفيتل على التوالي.
ثم تابع روزبرغ طريق الفوز من خلال سباق موناكو وهو الجولة السادسة وحل أمام فيتل من فيراري فيما جاء هاميلتون متصدر البطولة ثالثاً بعد خطأ من فريقه، كان الفريق حينها قد وعد بألا يعيد الكرة بعدها مع بطل العالم.
بعد سباقين ناجحين لروزبرغ عاد هاميلتون ليذكر زميله ومنافسه حتى الآن بمن هو حامل اللقب وفاز بسباق كندا الجولة السابعة أمام زميله في سباق شهد تطور سيارة فريق ويليامز بشكل ملحوظ حيث حل سائقها الفنلندي فالتيري بوتاس ثالثاً خلف مرسيدس.
ثم مع قدوم المرحلة الثامنة عادت البطولة إلى القارة العجوز، وفي النمسا عادت الغلبة لروزبرغ على حساب زميله هاميلتون وحل البرازيلي فيليبي ماسا ثالثاً موكداً على تطور سيارة فريقه ويليامز التي بدأت تنافس فيراري.
بدء إثارة الانطلاقات ووصولها للذروة في المجر
في المرحلة التاسعة، على أرض هاميلتون وبين جماهيره في سيلفرستون لم يخيب الأخير ظن الحضور وفاز بالسباق بعد تعامله بذكاء مع سقوط الأمطار في اللفات الأخيرة، وحل أمام روزبرغ وفيتل لكن مفاجأة السباق الكبرى كان فريق ويليامز الذي سيطر سائقاه ماسا وبوتاس على أغلب لفاته والحق يقال بأنه لولا أخطاء مديري الفريق لكان أحد السائقين فاز بالمركز الأول. فأخطأوا أولاً بعدم السماح لبوتاس بمنافسة زميله رغم كونه أسرع منه بشكل واضح ثم لم يعرف الفريق التعامل مع استراتيجية السباق بشكل جيد مع سقوط الأمطار. فسوء الإدارة والأمطار كانا السببين الرئيسيين لخسارتهم للسباق.
أما في المجر (المرحلة العاشرة) فكان واحداً من أجمل السباقات التي تشهدها البطولة منذ حوالي الخمس سنوات وذلك نتيجة التنافسية العالية التي ميزته بالإضافة لعديد التجاوزات والأحداث المثيرة والتي كان بطلها هاميلتون ولكن هذه المرة بطريقة عكسية فسوء أدائه من جهة ورعونته من جهة أخرى بالإضافة لانطلاقة ثنائي الفيراري الصاروخية والتي منحتهما الأفضلية على ثنائي مرسيدس منذ اللفة الأولى كل ذلك صنع الإثارة وجعل فيتل يفوز بالسباق أمام ثنائي ريد بول في حين حل فرناندو ألونسو سائق مكلارين-هوندا (أسوأ الفرق الكبرى) في المركز الخامس وكانت تلك المفاجأة الكبرى نتيجة أخطاء وأعطال كل من هاميلتون وزميله روزبرغ بالإضافة لسائق فيراري الثاني رايكونن الذي كاد أن يحل ثانياً لولا انسحابه لعطل في السيارة الحمراء.
طبعاً هذا لا يعني الشيء الكثير كون هاميلتون بقي في الصدارة برصيد ٢٠٢ نقطة مقابل ١٨١ لزميله روزبرغ ثانياً في حين بقي فيتيل ثالثاً ولكنه قلّص الفارق ويملك ١٦٠ نقطة.
ما هو السيناريو لما تبقى من الموسم؟
أعتقد بأن السيناريو سيبقى على حاله بتفوق مرسيدس ومنافسة بعيدة قليلاً من فيراري. إلا إذا استفادت الفرق من فترة التوقف الصيفية بتطوير جذري للسيارات وردم الهوة مع مرسيدس عندها يمكن القول بأن البطولة قد تنطلق من جديد.
الفورمولا وان إلى أين؟
أعتقد بأن الفورمولا وان في تضاؤل مستمر من حيث شعبيتها وحب الجمهور لمتابعتها، كل ذلك بسب القوانين الصارمة التي طرأت عليها بالإضافة لضعف أداء السيارات مقارنة بالسابق.
وبالتالي على الاتحاد الدولي القيام بتغييرات جذرية على قوانين البطولة والسماح بقواعد استثنائية لتطوير السيارات بالإضافة للاستفادة من عوامل كثيرة ومنها الإطارات بغية خلق إثارة أكبر كما كانت البطولة في سنوات خلت وإلا ستخسر تلك البطولة الشعبية الكثير من بريقها.