روزبرغ يعتزل بعد أيام من فوزه ببطولة العالم
أعلن سائق مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ بشكل مفاجئ الجمعة، وضع حد لمشواره على حلبات بطولة العالم لسباقات فورمولا وان، بعد خمسة أيام فقط على تتويجه بلقبه العالمي الأول.
وأحرز روزبرغ (31 عاماً) لقبه الأول بحلوله ثانيا خلف لويس هاميلتون، زميله في "مرسيدس" وبطل العالم للموسمين الماضيين، في السباق الأخير الذي أقيم الأحد على حلبة مرسى ياس في أبوظبي.
وأبدى هاميلتون الذي نافس روزبرغ حتى الرمق الأخير، عدم استغرابه لاعتزال زميله الذي جمعته به علاقة تنافسية غالبا ما شابها التوتر.
وفي إعلان غير متوقع، نشر روزبرغ الجمعة بيانا كشف فيه أنه اتخذ "قرار الاعتزال مساء الاثنين"، أي غداة تتويجه في أبوظبي.
وأضاف: "هذا العام كان صعبا للغاية لأني بذلت فيه كل شيء ممكن. لم أدخر أي جهد منذ سباق أوستن العام الماضي لأني عانيت كثيرا بعد تلك الخسارة"، في إشارة إلى سباق الولايات المتحدة في الموسم الماضي، والذي شهد تتويج هاميلتون بثالث ألقابه في بطولة العالم.
إلا أن روزبرغ ثابر وعوّض في هذا الموسم، وتوج بطلا في أبوظبي رغم حلوله ثانيا خلف هاميلتون وأمام بطل العالم السابق سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل.
وفي ما بدا تبريرا لقراره، أعرب روزبرغ، وهو نجل بطل العالم السابق كيكي روزبرغ (توج بطلا عام 1982 تحت ألوان فنلندا)، عن رغبته في تكريس مزيد من الوقت لعائلته، مشيرا إلى أن حياته الاحترافية أثرت على زوجته وطفلته التي "لم أعتن بها بالشكل المناسب".
أضاف: "الأمر الوحيد الذي يجعل هذا القرار صعبا بالنسبة لي هو أنني أضع فريقي في وضع صعب"، علما أنه أول سائق ألماني يتوج بطلا للعالم على متن سيارة ألمانية.
حلم الطفولة
وخاض روزبرغ سباقه الأول عام 2006، وحقق فوزه الأول عام 2012. ويعتزل وفي رصيده 23 فوزا. وهو ثاني سائق ينهي مسيرته بعد إحرازه البطولة، بعد الفرنسي ألان بروست (1993).
وفي هذا الصدد، قال: "أنا في القمة، وصعودها كان صعبا جدا، ولذلك أشعر بأنه الوقت المناسب"، مضيفا "حققت الحلم الذي راودني منذ الطفولة، وأنا لست مستعدا لالتزام مماثل مجددا ولعام آخر وأنا لست مهتما باحتلال المركز الرابع أو أي مركز آخر".
أضاف: "أنا مقاتل وأريد الفوز. لست مهتما بخوض هذا الأمر (التنافس الشرس) مجددا ولا أريد أن أخوضه مجددا وبالتالي قررت أن أتبع قلبي، وقلبي قال لي أن أتوقف هنا فقررت أن أنهي المشوار والتفرغ للقيام بأشياء أخرى".
وأوضح السائق أن القرار لم يكن وليد اللحظة، بل بدأ بالتفكير بهذه الخطوة "في حال إحراز اللقب" بعد سباق سوزوكا باليابان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والذي فاز به.
وأنهى روزبرغ البطولة برصيد 385 نقطة بفارق خمس نقاط فقط عن هاميلتون.
ودخل الألماني السباق الختامي متقدما بـ 12 نقطة على منافسه الوحيد على اللقب، وكان يكفيه المركز الثالث ليضمن اللقب بغض النظر عن مركز البريطاني. ولجأ هاميلتون إلى استراتيجية "الملجأ الأخير" عندما خفف سرعته بهدف السماح للسائقين الآخرين بتضييق الخناق على زميله وتجاوزه.
إلا أن روزبرغ حافظ على رباطة جأشه وتمكن من إبقاء فيتل والهولندي الشاب ماكس فرشتابن (ريد بول-تاغ هيوير) خلفه، منهيا السباق في المركز الثاني.
هاميلتون غير متفاجئ، عكس بولت
وفي تعليقه على قرار زميله، قال هاميلتون: "أنا على الأرجح أحد القلائل الذين لم يتفاجأوا، وذلك لأني أعرفه منذ فترة طويلة".
أضاف: "إنه اللقب الأول له في غضون 18 عاما (...) وبالتالي لهذا السبب أنا لست متفاجئا بقرار اعتزاله".
وأردف: "لكن لديه عائلة أيضا ويريد التركيز عليها. رزق بأولاد والفورمولا وان تأخذ الكثير من وقته. بدأنا مشوارنا حين كنا في الثالثة عشرة من عمرنا وتحدثنا دائما عن فكرة تتويجنا أبطالا".
وتوقع أن يكون "الوضع غريبا جدا ومن المحزن ألا يكون بجانبنا في الفريق الموسم المقبل. الرياضة ستفتقد إليه وأنا أتمنى له الأفضل".
ووصف مدير فريق مرسيدس توتو وولف قرار روزبرغ بـ "الشجاع"، كاشفا أنه علم به مساء الاثنين بعد معرفة فيفيان (زوجة روزبرغ) به.
إلى ذلك، أعرب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" الفرنسي جون تود عن تفاجئه بقرار روزبرغ "كما حال الجميع".
ولم تقتصر ردود الفعل على عالم رياضة السيارات، إذ اعتبر العداء الجامايكي أوساين بولت أن خطوة روزبرغ غير مفهومة.
وقال البطل الأولمبي الأسطوري لسباقات 100 و200 والتتابع 4 مرات 100 م، "لا يمكنني أن أفهم. لكل أسبابه الخاصة لكني لا أفهم حقا. شعر على الأرجح بأنه حصل على ما يريده".
وتابع بولت الذي يعتزم الاعتزال السنة المقبلة: "أعتقد أنه لم يفز يوما بلقب وهذا ما أراده. إذا حققت أهدافك، فلا جدوى من الاستمرار. هذا ما أردته، حصلت على ما تريده، حان الوقت للمضي قدما".
وكان الموسم الأخير لروزبرغ الأفضل له، إذ فاز بتسعة سباقات وحل ثانيا في خمس مناسبات. وبات ثالث ألماني يحرز لقب بطولة العالم بعد الأسطورة ميكاييل شوماخر (سبع مرات) وفيتل (أربع مرات).