يوفنتوس.. من بوفون إلى ديبالا، صنّاع اللقب
نجح يوفنتوس في الاحتفاظ بلقب بطل الدوري الإيطالي لكرة القدم للعام الخامس على التوالي على الرغم من التجديد الكبير الذي شهدته صفوفه مطلع الموسم الحالي برحيل لاعبين بارزين..
وضمت صفوف يوفنتوس العديد من المواهب في مختلف الخطوط بدءاً من حارس المرمى العملاق والاسطوري جانلويجي بوفون وصولاً إلى الظاهرة الأرجنتيني باولو ديبالا.
بوفون، الرمز
على الرغم من تقدمّه في السن، لا يزال العملاق بوفون (38 عاماً) في قمة مستواه ويدين له فريق "السيدة العجوز" بإنجازه التاريخي هذا الموسم. سيد منطقة العمليات على غرار غرف الملابس، أكد بوفون جدارته كقائد من خلال تعامله مع اللاعبين بالحكمة والمرونة بالإضافة حماسه الكبير.
صلب مثل الرخام الذي تشتهر به مدينة مسقط رأسه كارارا، أحرز بوفون هذا الموسم لقبه السابع مع يوفنتوس. كان له دور بارز في تحقيقه كونه حقق رقماً قياسياً في تاريخ الدوري الإيطالي في نظافة شباكه حيث لم يدخل مرماه أي هدف لمدة 973 دقيقة بين الهدف الذي سجلّه في مرماه مهاجم سبمدوريا انطونيو كاسانو في 10 كانون الثاني/يناير في المرحلة التاسعة عشرة إلى ركلة الجزاء التي سجلّها لاعب تورينو اندريا بيلوتي في 20 آذار/مارس الماضي في المرحلة الثلاثين.
بارزاغلي، الحمض النووي
قضية القرن. جلبه يوفنتوس من فولفسبورغ الألماني عام 2011 ووقتها كان عمره 30 عاماً في صفقة قدرت بـ 300 الف يورو فقط. وقتها قال بوفون: "إنه الأفضل في إيطاليا بأسرها".
بعد 5 أعوام، يبدو بارزاغلي أقوى أكثر من أي وقت مضى، وبوفون لم يغير رأيه، واقترح مؤخراً "استنساخاً فورياً" لزميله.
بارزاغلي مدافع متألق وقوي ولكنه نظيف، ونادراً ما يغامر بتجاوز منتصف الملعب وأسلوب لعبه يجعل منه مدافعاً إيطالياً قحاً.
مع ليوناردو بونوتشي وحده في خط دفاع بأربعة لاعبين أو مع جورجو كييليني أو دانييلي روغاني عندما يلعب يوفنتوس بخمسة مدافعين، كان مستوى بارزاغلي ثابتاً طوال الموسم.
خضيرة، الخبير
تأثر خط وسط يوفنتوس كثيراً بعد رحيل بيرلو وفيدال. ولكن الفرنسي بول بوغبا وكلاوديو ماركيزيو والألماني سامي خضيرة رفعوا التحدي وكانوا عند الموعد وشكلوا ثلاثياً من الطراز العالمي.
لم يخسر الثلاثة أية مباراة لعبوها معاً، والألماني على الرغم من الإصابات التي عانى منها، كان عنصراً قوياً ومهماً جداً في صفوف البيانكونيري. سجّل 5 اهداف وصنع 4 في 24 مباراة.
واستفاد يوفنتوس كثيراً من خبرة خضيرة في الملاعب الأوروبية خاصة المواسم الخمسة التي لعبها مع ريال مدريد الإسباني وقدرته على اللعب في مستويات عالية.
عزز خضيرة سجلّه: بطل العالم، بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا، بطل إسبانيا، بطل ألمانيا، وها هو الآن توّج بطلاً لإيطاليا.
ديبالا، الجوهرة
كنيته تدل على كل شيء. ديبالا تعني الجوهرة. مباشرة بعد انضمامه إلى صفوف يوفنتوس قادماً من باليرمو، أي إلى عالم آخر من حيث الضغط والاستعراض، فرض الأرجنتيني الواعد نفسه في صفوف السيدة العجوز.
سجّل ديبالا 20 هدفاً مع 7 تمريرات حاسمة في 43 مباراة في مختلف المسابقات حتى الآن، وفرض نفسه المهاجم الأكثر فعالية في خط هجوم يوفنتوس، كما أن انسجامه مع الكرواتي ماريو ماندزوكيتش كان فعالاً أيضاً.
الكرواتي يعمل، ويبذل المجهودات ويقوم بالواجب، في حين أن ديبالا يتفنن ويتألق، ويضيف الخيال إلى براغماتية فريق السيدة العجوز. في سنة واحدة، أنسى الجماهير مواطنه كارلوس تيفيز وهذا إنجاز.