زاهر الحلو

حار كريستيانو رونالدو كيف يروّض الحارس فلاديسلاف ستويانوف وقد لاح أمامه جداراً لا نفاذ عبره إلى الشباك لدرجة نفذ معها صبر الدون طيلة 90 دقيقة أمام بلغاريا.

مباراة دولية ودية أراد منها مدرب "السيليساو الأوروبي" فرناندو سانتوس تحسس أسلوب مشابه للمجريين قبل اليورو، فإذ بها تتحول لمعركة بين فلاديسلاف "ستويانوف vs رونالدو" حسمها البلغاري 9- صفر! ومعها حسمت بلاده اللقاء بهدف.

بدأ متصدر هدافي الليغا مهامه منذ أطلق الحكم صافرة بداية اللقاء في ليريا وشرع ملؤه الثقة بطلعات هجومية على الميسرة محاولاً دكّ شباك ضيوفه لكنه لم يكن يدرك ما ينتظره من إخفاق وكأنه مبتدئ رغم محاولاته التسع الجدية.

لم تكد عقارب الدقيقة الأولى تكتمل دورتها حتى كان كريستيانو بدأ محاولاته ومعها أخذ يتلمس قيمة حارس لوغوريتس البلغاري الذي كان ضيفاً ثقيلاً على البرتغاليين‘ لا لثقل وزنه الظاهر بل لرشاقة تحركاته ووعيه التام وتصدياته الإعجازية الطائرة!

استخدم كريستيانو في هذا اللقاء جلّ ما يملك من أسلحة كروية؛ تسديدات بيمناه ويسراه وكرات ثابتة بعيدة المدى ورأسيات واختراقات ومراوغات ومشاكسات وكرات عرضية وصولاً للوقوف على علامة الجزاء، إلا أنه وفي كل مرة ارتسمت الدهشة والخيبة على محياه وهو لا يصدق ما يجري.

للمفارقة لم تكن تلك المواجهة الأولى بين اللاعبين، ففي دور المجموعات في دوري الأبطال 2014-2015 التقى لودوغوريتس مع ريال مدريد ذهاباً في صوفيا وإيابا في مدريد.

في اللقاء الأول (2-1)، نال ريال ركلتي جزاء تصدى ستويانوف للأولى بكرة مشابهة جداً لمباراة الأمس، وأخفق في الثانية بعد تصويبة زاحفة من رونالدو. أما في الإياب (4-0) سجل كريستيانو مرة جديدة من ركلة جزاء نفذها وقتها بحرفية عالية.

إذاً أحبط الحارس العملاق (188 سم) الدون الذي بدوره أحبط مواطنيه ومحبيه، ولعل إخفاقه المدوي تسع مرات في ليريا سيترك أثره السلبي في نفوس رجلين: زين الدين زيدان وفرناندو سانتوس لاسيما أن معركتي الكلاسيكو واليورو قرعت طبولهما.

بعد "سقوط ليريا" وصافرات استهجان الجماهير المحلية، أسئلة كثيرة سترتسم حول كريستيانو الذي لم نعهده يهدر أمام مرمى خال أو يجد صعوبة في تنفيذ ركلات الجزاء، وقد أضاع منها ثلاث في الدوري هذا الموسم آخرها منذ بضعة أيام أمام إشبيله!