زيدان يمر بفترة حرجة في مسيرته مع ريال مدريد
تمر مسيرة الفرنسي زين الدين زيدان مع ريال مدريد بفترة مهمة بعد أن عانى الفريق الملكي من تخبطات كبيرة في العقد الماضي.
مازن الريس
وأتى الرهان على زيدان في كانون الثاني/ يناير الماضي وسط مطالبات بإنهاء فترة بينيتيز الذي لم يجد ريال مدريد به ضالته، ليوضع في موقف لا يحسد عليه خاصةً وأنّ إرث أنشيلوتي كان كبيراً بعدما سار الأخير على ذات نهج البرتغالي جوزيه مورينيو في الحفاظ على شكل ريال مدريد والفوز بالألقاب (أهم ألقاب كارلو كان النسخة العاشرة من دوري أبطال أوروبا في 2014).
ويعدّ خوض زيدان لهذه التجربة بحدّ ذاته مغامرة وهو يثبت يوماً وراء آخر أنّ نتائجه الملفتة (فاز في الليغا بـ25 مباراة وتعادل في 5 وخسر واحدة) لن تكون كتلك التي جاءت في مسيرة الإيطالي دي ماتيو الفائز مع تشيلسي الإنكليزي بدوري أبطال أوروبا التاريخي في 2012، مما جعل إنجاز دي ماتيو فورة لا أكثر.
ووضع زيزو خبرته الكبيرة كلاعب في خدمة ريال مدريد ونجح في معظم الرهانات التي خاضها (من حيث النتائج) وهو ما رفع أسهمه في عالم المدربين وجعله يسير على خطا الوجوه الجديدة التي وضعت بصمتها في عالم المستديرة مثل الإسباني بيب غوارديولا والأرجنتيني دييغو سيميوني وغيرهما.
ومن المعروف أن تقييم المدرب يمرّ بمحطات مفصلية قد تفرضها ظروف قائمته الأساسية أو تفاصيل صغيرة مثلما حدث مع أنشيلوتي عندما فشل في عبور نصف نهائي أبطال أوروبا 2015 أمام يوفنتوس الإيطالي، حيث تناسى معظم عشاق الملكي وقتها الإصابات الكثيرة التي عانى منها ريال وتراجع مستوى بعض لاعبيه.
وتنتظر ريال مدريد مواجهة صعبة السبت أمام مضيفه أتلتيكو مدريد في المرحلة الثانية عشرة من الدوري الإسباني وتليها مباراة مصيرية فيما يتعلق بالتأثير على تصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا عندما يلاقي سبورتينغ لشبونة في البرتغال الثلاثاء.
ووجد صاحب الـ44 عاماً نفسه فجأة أمام اختبارين من العيار الثقيل وهو منقوص من خدمات ركائز نتائجه الإيجابية للإصابات المختلفة وأبرزهم الألماني طوني كروس والبرازيلي كاسيميرو وألفارو موراتا.
وتشير بعض المصادر الصحفية أنّ زيدان سينتهج خطة دفاعية في ديربي اليوم باعتماده على فاسكيز مكان بنزيمة مما يعني اختياره خطة 4 – 4 – 2 (بلا رأس حربة) حيث سيضع البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل في المقدمة ويبدو هذا الأسلوب منطقياً في حال قدم فاسكيز ما هو مأمول منه والتزم بالدور التكتيكي المنوط له (المساندة في الحد من خطورة البلجيكي كاراسكو المتألق مؤخراً).
ولن يكون فشل زيدان في العودة بنتائج مرضية من مباراتي الأسبوع الحالي ذا معنى مصيري إذا تمكن الفرنسي من حسم موقعة الكلاسيكو في أوائل الشهر المقبل لكن اتخاذه لقرارات صائبة أمام أتلتيكو وسبورتينغ سيرفع من أسهمه كثيراً حتى وإن أتت نتائجه بفضل تفاصيل صغيرة غالباً ما كان لها الدور الأكبر في حسم مثل هذه المباريات.