بمناسبة اعتزال بيرلو.. خفايا من سيرة المايسترو "الحلقة الأولى"
موقعة اسطنبول 2005 هي أكثر نقطة سوداء في مسيرته، كان قريباً من ريال مدريد وبرشلونة، يكره الإحماء بشدة، لديه مقالب تاريخية مع غاتوزو، ملهمه في الكرات الحرة جونينيو...المزيد من الخفايا حول المعتزل بيرلو
همام كدر
"عبقري كروي آخر يعلن اعتزاله، لاعب كبير، رجل عظيم، صديق عظيم". هذا ما كتبه أليساندرو نيستا أحد أكثر أصدقاء آندريا بيرلو قرباً، بمناسبة اعتزال الأخير كرة القدم بشكل نهائي.
نجم ميلان ويوفي البالغ من العمر 38 عاماً ترك خلفه إرثاً كروياً عظيماً سواء مع منتخب إيطاليا حين فاز بكأس العالم 2006 أو مع الأندية التي أخلص في الارتداء لقميصها.
إنجازاته وألقابه تتحدث بوضوح عن قيمة هذا اللاعب الذي وصِف مِراراً بوصوفات عازف موسيقي بارع أو رسّام من زمن مايكل أنجلو، ولكن ما هو مطوي في الصفحات، هي تلك الفصول التي لا يتحدث عنها اللاعب للصحف في حينها بل يتركها لكتاب يُلخص فيه أبرز المحطات في سيرته.
نشرُ كتاب سيرة ذاتية بالنسبة للاعبي كرة القدم هو أمر رائج للغاية في أوروبا والعالم الغربي، فأغلبية مشاهير اللعبة يستعينون بصحافي رياضي أو كاتب متخصص بكرة القدم يبوح له بالأسرار فتدوّن بشكل احترافي ومهني.
بيرلو تأخر حتى نشر كتابه "أنا أفكر إذا أنا ألعب" فانتظر حتى عام 2014 وتشارك مع الكاتب الإيطالي أليساندرو ألكياتو الذي سبق له وتعاون مع كارلو أنشيلوتي عام 2010.
أعمق نقطة سوداء
واحدة من الذكريات القاتمة في مسيرته هي مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا 2005 ميلان - ليفربول وفاز الفريق الإنكليزي بركلات الجزاء بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 3-3 رغم تقدم ميلان 3-0 في الشوط الأول، حينها كان على وشك الاعتزال...
يروي بيرلو:
"لما انتهت مباراة العذاب تلك، جلسنا في غرفة تغيير الملابس لملعب أتاتورك كالبؤساء، بَدونا كالمتعطشين للدماء، لكن في المقابل هم من شربوا من دماءنا، ولم يتركوا نقطة واحدة. لم نستطع التحرك، دمرونا معنوياً.
كان الضرر واضحاً للعيان في اللحظات الأولى، وكان يسوء كلما تقدمت الساعات، الأرق، السعار، الاكتئاب، شعور بعدم الوجود، كل هذه كانت أعراض مرض جديد، اسمه مرض اسطنبول.
لم أعد أحس بأني لاعب كرة قدم، وهذا الشعور وحده كاف لتدمير أياً كان، والأخطر أني لم أعد أشعر بأني رجل، فجأة أصبحت كرة القدم آخر اهتماماتي، على الرغم من أنها كل شيء في حياتي، تناقض رهيب.
لم أجرؤ على النظر في المرآة مخافة البصق في وجهي، والحل الوحيد الذي كنت أفكر فيه هو الاعتزال.
وأي اعتزال سيكون بهذه الطريقة الرهيبة سيمحي كل ما أنجزته سابقاً".
كان قريباً من ريال مدريد
صيف 2006 وبعد الظفر بلقب كأس العالم مع الأتزوري، كان بيرلو على يقين كامل بأن عقداً لمدة 5 سنوات مع مرتب عالٍ، أصبح في جيبه الخاص، "كنت لاعباً لريال مدريد بعقلي وروحي وقلبي، ظهرت المشاكل في ميلان في ذلك الصيف، كنا نقرأ عن إمكانية هبوطه إلى الدرجة الثانية، في هذه الأثناء اتصل بي فابيو كابيلو قال:
مرحبا آندريا أنا فابيو كابيلو، (واحد من أنجح المدربين في التاريخ يتصل بي، رددتُ عليه)،
أهلاً مستر، هل أنت بخير؟
رد كابيلو: أنا في حالة ممتازة، وأنت ستكون كذلك، تعال إلى ريال سوف أجعلك تلعب مع إيمرسون لقد اشتريناه مؤخراً من يوفنتوس، لم يستغرق الأمر كثيراً لإقناعي، أقل من دقيقة"..
بعد هذا الاقتراب حد التوقيع، يتحدث بيرلو أن تدخل أدريانو غالياني المدير التنفيذي لميلان حوّل مساره وأعاده إلى ميلان.
ثم في نهاية الموسم فاز بدوري أبطال أوروبا... مع ميلان.