ميلان سوبر في ليلة سوبر إيطاليا
شهد ملعب جاسم بن حمد بنادي السد قمة كروية حارقة جمعت بين البيغ ميلان والسيدة العجوز لحسم لقب كأس السوبر الايطالي.
آخر مباراة جمعت بين الفريقين انتهت لصالح ابناء مونتيلا بهدف للصغير لوكاتيللي فكان هدف ابناء اليغري الانتقام فيما كان هدف ابناء مونتيلا تأكيد التفوق والعودة بميلان للزمن الجميل.
الميلان دخل المباراة بشاكلة 4-3-3 والتي تتحول لـ 4-1-4-1 في حال فقدان الكرة وذلك بالضغط على حامل الكرة انطلاقا من الثلث الأول لملعب اليوفي كما أن أحد لاعبي الوسط في العمق مطالب بالضغط على لاعب اليوفي المكلف بالربط بين الدفاع والوسط والتي تعتبر المرحلة الأولى لبناء الهجمة بالنسبة للبيانكونيري وهو ما كان يضطر لاعبي السيدة العجوز في العديد من المرات باعادة الكرة للخلف، لكن ما يعاب على الميلان اليوم أن المدافع الأيمن اباتي لم يكن يجد الدعم الدفاعي الكامل سواء من الجناح سوسو أو لاعب الوط الأيمن كوتشكا وهو ما كان يضع المدافع الأيمن في العديد من المواقف في مواجهة اثنين من لاعبي الخصم لكن من حسن حظهم أن اليكس ساندرو اصيب ليحل محله ابفرا والذي ورغم خبرته الا انه ضعيف بدينا ومهاريا مقارنة بنظيره المصاب كما أن لاعب الوسط المتواجد على تلك الجهة هو ستورارو الممتاز تكتيكيا لكنه مهاريا ضعيف وضعيف جدا وهو من اضاع على فريقه فرصصا محققة لقتل المباراة ولو كانت اتيحت للاعب آخر بقيمة هيغواين مثلا لشاهدنا سيناريو آخر للقمة.
هجوميا وبصراحة ميلان مرعب بتواجد الثنائي بنافنتورا يسارا وسوسو يمينا خاصة هذا الأخير الذي ارهق دفاعات يوفنتوس وصنع العجب العجاب وكان الخطر الأكبر وكانت كل كرة يلمسها أو يرسلها في عمق دفاعات اليوفي سواء ككرات ارضية أو تمريرات عرضية كالجمرة المشتعلة التي يمكن ان تمزق شباك بوفون في أي لحظة، هذا دون اغفال دور ثلاثي الوسط برتوليتشي، كوتشكا وخاصة الصغير لوكاتللي الذي يكاد يبدع في كل مباراة يشارك فيها بتباث في المستوى وكذا حكمة في تسيير إيقاع فريقه دون نسيان قدرته على تحمل ضغط المنافسين.
الميلان له عناصر شابة تخلق الفارق وان عرف الملاك الصينيون كيفية استغلال هذه الجواهر وتدعيمها بعناصر ذات وزن كبير أو على الأقل بجودة جبدة في بعض المراكز فمن المؤكد أننا سنرى عودة البيغ ميلان قريبا خاصة بقيادة مدرب بجودة تكتيكية عالية بقيمة مونتيلا الذي اتبث كفاءته الى الآن بعناصر قليلة الخبرة وبدكة احتياطية يمكن اعتبارها ضعيفة بلاعبين كلابادولا، نيانغ وماتياس فيرنانديز وهم فقط من يمكن ان يحدثوا الفارق عند دخولهم.
على الجانب الآخر دخل اليغري بخطة 4-4-2 والتي تتحول لـ4-3-1-2 عند فقدان الكرة لكن ما يعاب على فريقه اليوم عدم وجود لاعب وسط بتلك اللمسة التي يمكن أن تخلق الفارق خاصة أن بيانتش كان ذلك الحاضر الغائب، هاته اللمسة والتي ستظهر نسبيا بعد نزول ديبالا ومما زاد من مشاكل اليوفي هو اصابة اليكس ساندرو والذي كان العنصر الأبرز في أول نصف ساعة وعرف كيف يستغل الفراغ الموجود على الجهة اليمنى الميلانية لكن اصابته قلبت الموازين وكما ذكرنا سابقا فايفرا البديل ليس بجودته خاصة مهاريا كما أن هذا الأخير عانى كثيرا أمام المتألق سوسو والذي جعله كلعبة بين يديه إلى أن نزل الغابوني لمينا والذي ساعدالفرنسي في الحد ولو نسبيا من خطورة الجناح الاسباني كما أن الجهة اليمنى كانت التحركات فيها شبه منعدمة نظرا لسوء ليشتستاينر هجوميا وهو من أخذ فرصته بمدة ليست بالقصيرة وذلك منذ اصابة داني ألفيس ومما أثر على اداء الجهة اليمنى لليوفي هو الضغط الرائع لببونافينتورا ومساندة دي تشليو له مما خنق الخصم في هذا الرواق.
بالنسبة لرباعي الوسط فقد كان أفضلهم الثنائي ماركيزيو وخضيرة واللذان حاولا خلق فرص لفريقهم سواء بالتوغل في العمق أو التسديد من بعيد. أما ثنائي الهجوم قد كان ماندزوكيتش الأبرز بحيث تحرك على الأروقة يمينا ويسارا وحاول من عمق الملعب الا انه لم يجد الدعم الكافي من زميله هيغواين والذي كان شبه غائب في معظم اطوار المباراة.
الشوط الأول وفي أول 30 دقيقة عرف سيطرة لليوفي إلى غاية ما سجل كليني الهدف بعد تمرية بالمقاس من بيانيتش من ضربة ركنية، بعدها انقلبت موازين المباراة ليتحكم الروسونيري بالمباراة طولا وعرضا فرأينا تكتل غير مبرر للسيدة العجوز استغله الميلان خير استغلال فحققوا التعادل.
الشوط الثاني انقسم لقسمين أول ربع ساعة كان الميلان الأخطر وبفرص حقيقة بعدها تحكمت اليوفي لـ 20 دقيقة لكن دون خطورة كبيرة بل كاد باكا يوقع هدف الخلاص فيما تبقى من دقائق لكن تألق الأسطورة بوفون حرمهم من ذلك، تألق استمر في الأشواط الاضافية خاصة الأول لتنتهي المباراة في وقتيها الأصلي والاضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ليحسم الميلان اللقب بضربات الترجيح 4-3 عن جدارة واستحقاق.
فقدان هذا اللقب يجب ان تأخذه السيدة العجوز كانذار قبل فقرة العطلة الشتوية خاصة انهم مقبلين على بطولة دوري أبطال أوروبا وان هم استمروا بهكذا اداء فلن يقدموا الكثير ولن يحققوا هدفهم اوروبيا.