- الرئيسية >
- كرة القدم >
- الدوري الإنجليزي الممتاز >
- مورينيو على سطح صفيح ساخن.. وينتظر"التفنيش" لأول مرة
مورينيو على سطح صفيح ساخن.. وينتظر"التفنيش" لأول مرة
كلوب يواصل التفوق على "سبيشيال وان".. ويؤكد نجاحه المبكر في البريمييرليج.
عزالدين الكلاوي
. في يوم الإمتحان يُكرم المرء أو يُهان ، وفي مواجهات العيار الثقيل في الكرة الإنجليزية يتقرر مصير بعض المدربين أو النجوم الذين قد يرتفعون فوق أعناق الجماهير وإلى سماء النجومية أو يخرجون من الباب الضيق ، وفي مواجهة اليوم – السبت – بين تشيلسي وليفربول ورغم أن المباراة كانت بين فريقين يحتل أحدهما المركز التاسع – ليفربول – والآخر يحتل المركز الخامس عشر- تشيلسي - ، فإن أعين الجماهير والنقاد والخبراء كانت تتعلق بمباراة بل بمباراة خطفت كل الأضواء ، لأنها كانت بمثابة تقرير مصير لأوضاع تشيلسي بطل الدوري الإنجليزي المدافع عن اللقب وبالتحديد مصير مديره الفني الملقب ب "سبيشسال وان "، بعد موسم هو الأكثر معاناة للبلوز منذ مطلع التسعينيات والأكثرتراجعاً في تاريخ الأندية المدافعة عن لقب البريمييرليج ، وفي نفس الوقت كانت المباراة بمثابة العلامة الفارقة للمدرب الالماني الجديد يورجن كلوب مدرب دورتموند السابق الذي جاء لليفربول في ثوب الغزاة الفاتحين تصحبه حُمي "كلوب مانيا" وكأنه يحمل السحر لتغيير أوضاع الفريق نحو القمة ، وتحسباً لأي شيء رأي أن يُسمي نفسه ب "نورمال وان" .. وبالفعل فلما تولى زمام الريدز لم يحقق في 4 مباريات سوى ثلاث تعادلات وفوز وحيد فقير دون عروض او متغيرات وكادت الحمى تتحول إلى حالة ملل .
. وفي هذه الأجواء بدأت المباراة على ستامفورد بريدج وإحصاءات تسيطر عليها بأن الريدز لم يسبق لهم التفوق على البلوز نهائياً منذ 3 سنوات ولم يسبق لهم الفوز في عقر دارهم منذ 4 سنوات ، في مقابل إحصاءات أخرى تقول أن كلوب تفوق على مورينيو أيام مواجهات دورتموند مع ريال مدريد في دوري الأبطال ، حينما فاز كلوب مرتين وفاز مورينيو مرة وتعادلا مرة واحدة ، ولكن الكرة ليست بالإحصاءات ولا التصريحات ولا التوقعات ، وعلى أرض الملعب كانت المعركة المثيرة التي أخرجت مباراة كبيرة بالفعل في الأداء والروح العالية والمواجهات الخططية وفاز الفريق الذي إستحق ، وتمكن الرجل العادي " نورمال وان " كلوب الذي لعب بواقعية ولم يندفع للهجوم من الفوز في عقر دار منافسه ، ونجح في تحويل هزيمته بهدف في الدقيقة الرابعة من راميريز، إلى فوز كبير بثلاثة أهداف منها هدفين للبرازيلي كوتينيو وهدف لبنتيكي والغريب أن الأهداف الثلاثة جاءت كلها بطريقة واحدة من أخطاء سوء الرقابة وإنعدام التغطية داخل منطقة الجزاء غير المحصنة التي دخلها مهاجمي الريدز مواجهين للمرمى وبلا مضايقة إستطاعوا التمويه والتسديد داخل المرمى بسهولة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين، لهشاشة دفاع البلوز.
. وبدون تطويل أو تنميق ، فقد خسر البلوز ، لأن هجومهم كان ضعيفاً عديم الفاعلية ، ولم يصنعوا حتى أشباه الفرص ، فقد إختفى نجمهم هازارد الفاقد للثقة وحتى أنه نسى قدرته المميزة على الإستحواذ والمرواغة، بسبب الرقابة اللصيقة والتغطية الجماعية التي أخفت كذلك رأس الحربة المشاغب دوجلاس كوستا ، والمعاونون من الخلف وأوسكار وويليان أبرز لاعبي البلوز، ولما يحقق لاعبا المحور جون أوبي ميكل وراميريز معادلة الخط الدفاعي الأول التي كان يحققها المستبعدين فابريجاس وماتيتش، فكان من الطبيعي إهتزاز خط الدفاع المرتعد بقيادة المخضرمين جاري كاهيل وجون تيري .
. وفي المقابل لعب كلوب بتحفظ دفاعي وبتقريب المسافات بين لاعبيه وتحصين منطقة مرماه وتكثيف التمركز في خط الوسط بخمسة لاعبين ثم الإنتقال من الدفاع إلى الهجوم المرتد السريع المقارب لأداء فرق كرة اليد ومن 3 لعبات إستطاعوا إدراك التعادل ثم تحقيق الفوز المستحق، وكان يمكن أن يزيدوا الغلة لولا براعة الحارس بيجوفيتش .
. إنتهت المباراة التي أوضحت الفارق بين المدربين ، وهو أن أحدهما الضيف الجديد – كلوب - إستطاع بسرعة أن يكسب ثقة وحب لاعبيه فقاتلوا لتنفيذ تكتيكه، أما الآخر – مورينيو - فرغم الإنجازات والنجومية، فقد تحول إلى رجل يخسر نجومه الواحد تلو الآخر، و ينزع منهم الثقة ، والدليل هازارد ، الذي كان يعتبره مشروع أحسن لاعب في العالم ويعده ليكون خليفة ميسي وكريستيانو رونالدو، ثم تحول هذا الموسم إلى لاعب فاقد للثقة يخشى الخطأ ويتراجع للدفاع ولا يجد مساندة أو تمريرات ولا دعم المدرب ، فتحول إلى شبح نجم ، والأمر نفسه ينطبق على الكابتن جون تيري والظهير الأيمن الرهيب إيفانوفيتش ومدافع الوسط المتألق ماتيتش الذي حوله للإحتياط رغم أنه كان أبرز لاعب في مركزه في الموسم الماضي.
. الخلاصة : هذه المباراة منحت كلوب الزخم والنجاح الذي كان يتطلع إليه ودعمت قرار إدارة الريدز بالتعاقد معه وجعلت منه مدرباً كبيراً يُشار إليه بالبنان في الكرة الإنجليزية والأوروبية ، أما مورينيو فهو سيعيش على سطح صفيح ساخن حتى إشعار آخر ، وستبقى التساؤلات حول بقائه أو رحيله حديث الساعة في الصحافة الإنجليزية التي رفض الإجابة عن أسئلتها عقب المباراة بأنه ليس لديه تعليق .. ربما يكون التعليق عند الملياردير إبراموفيتش رئيس النادي ومالكه الذي قد يتفق مع سبشيال وان على الرحيل ، لتكون المرة الأولى التي يجد نفسه في هذا الموقف..وعفواً فهذه كرة القدم !