"لويس الثاني" يمتحن صبر "الخبير"؟
هل تشفع سنوات "العِشرة" لفينغر مع موناكو في قلب الطاولة على الأخير في بيته؟
باسم السالمي
هانت "العِشرة" على موناكو الذي وضع صديق الأمس البعيد، أرسين فينغر (درّب موناكو من 1987-1994)، في محنة شديدة وموقف لا يُحسد عليه بعد أن "طعنه" وفي معقله بثلاثة سهام، لا تزال تتكفّل إلى حدود ما قبل موعد الإياب في وضع أرسنال تحت حالة "الاحتضار الكروي" على سطح مسابقة أوروبية اشتاق للبروز فيها، كيف لا وهو من يبحث عن طريق العودة إلى محطة ربع النهائي لأول مرة منذ 2010.
آمال فينغر وأرسنال لم تتلاش برغم عسر الامتحان في معقل "لويس الثاني".. فمدافع لندن تمتلك نقاط قوّة عدّة تبقى تحمل الاستطاعة على قلب أدوار البطولة في ليلة أوروبية ستتركّز فيها الأنظار على سليل الوطن فينغر، الذي سيسعى لأن يخدم مصلحة الضدّ ومصلحته على حساب لون بلده. فهل ينجح في اختبار الإمارة بعد أن سقط على أرض "الإمارات"؟
ذهاب للنسيان
[[{"uri": "/media/36694", "style": ""}]]
في ذهاب لندن قبل أسبوعين، ركّز الكثير من المحلّلين والمتابعين على نقطة مشتركة اعتبروها أحد الأسباب الجوهرية في السقوط المذلّ للغانرز على أرضه، ألا وهي قطعاً عدم احترام الإنكليز لسفير "ليغ 1" الذي لم يكن مرشّحاً في نظرهم حتى للخروج بنقطة التعادل من ملعب الإمارات رغم إكماله الدور الأول في صدارة مجموعته الثالثة، والسبب كان وقتها الفوارق الفنية في الرصيد البشري الموجود لدى كل من أرسين فينغر ونظيره ليوناردو جارديم.
ما فات كان حديثاً في خانة الأحكام المسبقة الذي سرعان ما فنّدها رجال المدرب البرتغالي جادريم على أرض الواقع، حيث لقّنوا "العجرفة" اللندنية درساً في احترام الخصم، بتدوينهم فوزاً تاريخياً (3-1) لم يسبق له مثيل ولا صنيع على الرغم من افتقاد المجموعة لضابط إيقاع خط الوسط والقائد "الوقور" جيريمي تولالان، ولكنّ الواقعية الكبيرة للفرنسيين في اللقاء والتي منحتهم الهدف الافتتاحي بقدم جوفروي كوندوغبيا من أول تسديدة على المرمى إضافة إلى الصلابة الدفاعية والعطاء البدني الغزير ساهمت في النتيجة المبهرة وغير المفاجئة، خصوصاً أنّ الفريق يعدّ الدفاع الأقوى في مرحلة المجموعات، حيث لم يتلقّ سوى هدفاً واحداً، كما أنّ مرماه لم يتلطّخ بأيّ هدف حتى الآن على ملعبه.
[[{"uri": "/media/36594", "style": ""}]]
الملخّص الذي خرج به فينغر بعد صفعة الموعد الأول أمام بني وطنه، هو حتماً وضع هذه النسخة القاتمة في خانة النسيان، لما حملته من استنتاجات كارثية فيما يتعلّق على وجه الخصوص بخطّ دفاعه المهزوز (أضعف خط دفاع في خماسي المقدمة بالبريميرليغ، تلقّت شباكه 30 هدفاً) بقيادة "الهَرِم" الألماني بير ميرتساكر والفرنسي "التّائه" لوران كوسييلني، ونسب الفرص الضائعة هجوماً الذي تفنّن "قنّاص العادة" أوليفييه جيرو في إهدارها على كلّ لون.
سلسلة وردية تدفع للتحفّز
[[{"uri": "/media/36591", "style": ""}]]
ما يحيّر في أمر أرسنال أنّ سقوطه أمام موناكو جاء في فترة يمكن وصفها بالوردية على مستوى النتائج حيث لم يسقط أرسنال سوى في مناسبتين فقط على مستوى البريميرليغ في آخر 10 مباراة، حيث كانت الأولى أمام ساوثهامبتون (2-0) بتاريخ 1 كانون الثاني/يناير، والثانية أمام توتنهام هوتسبير (2-1) في 7 شباط/فبراير، قبل أن يتكبّد سقوطه الأوروبي أمام موناكو في 25 من الشهر ذاته.
كما أنّه يوجد عامل آخر معنوي قد يخدم أرسنال وهو تحقيقه لأربع انتصارات متتالية منذ خسارته الأوروبية، حيث فاز على إيفرتون (2-0) وكوينز بارك رينجرز خارج أرضه (2-1) ووست هام (3-0) لحساب الدوري الممتاز، علاوة على إزاحته للعملاق مانشستر يونايتد من مسابقة كاس الاتحاد الإنكليزي بفوزه عليه في "أولد ترافورد" بالذات بنتيجة (2-1) وهو ما لم يحدث منذ عام 2006.
كثيرة هي النقاط المضيئة التي تسجّلها كتيبة فينغر على مستوى النتائج في مختلف الإستحقاقات المحلية هذا الموسم ويعود الفضل في ذلك خصوصاً لتوهّج الثنائي الهجومي، التشيلي ألكسيس سانشيز والفرنسي أوليفييه جيرو. فهل سيكرّر هذا الثنائي لعب دور البطولة على أرض موناكو؟
هل يزول صدأ المدفع اللندني؟
[[{"uri": "/media/36592", "style": ""}]]
الحديث عن آمال أرسنال في موعد "لويس الثاني" يقودنا بالضرورة للتطرّق إلى جاهزية الثنائي المرعب "سانشيز - جيرو"، الذي يبلي حسناً هذا الموسم، حيث وقّع الأول 19 هدفاً في جميع المسابقات حتى الآن وتكفّل الفرنسي بتدوين 14 هدفاً، ولو أضفنا اجتهاداتهما إلى 8 أهداف أخرى رسمها الإسباني سانتي كاثورلا في مرمى الخصوم، فسنخلص إلى أنّ هذا الثلاثي وقّع أكثر من نصف أهداف الفريق في الدوري الممتاز هذا الموسم (56 هدفاً)، كما أنّه نجح في الوصول إلى المرمى في 30 مباراة من مجموع 31 وهو معدّل مرعب.
ولكي يزول صدأ المدفع اللندني لا بدّ على أرسنال أن يزيح جملة من العقبات على الأراضي الفرنسية، وهي قطعاً تختزل طموحات المضيف الذي يحلم بمواصلة المغامرة الأوروبية التي أوصلته حتى الآن إلى محطة ثمن النهائي للمرة الأولى منذ 10 أعوام وتحديداً منذ سقوطه أمام أيندهوفن الهولندي خلال الدور ذاته في موسم 2004-2005.
أحكام التاريخ
[[{"uri": "/media/36593", "style": ""}]]
كلّ مؤشرات الأرشيف تخدم مصالح موناكو في مواجهة "المدفعجية"، ومن أهمّها أنّه لا وجود لأيّ فريق في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا نجح في تعويض خسارته ذهاباً بفارق هدفين أو أكثر ضامناً بطاقة عبوره إلى الدور التالي.
جدير بالذكر أنّه يوجد فريقان فقط في تاريخ المسابقة تمكّنا من تعويض خسارتهما ذهاباً لكنّ النتيجة كانت وقتها 0-1 وهما أياكس أمستردام الهولندي وإنتر ميلان الإيطالي، الأول ضد باناثينايكوس اليوناني في نصف نهائي موسم 1995-1996 (فاز إياباً 3-0) والثاني ضد بايرن ميونيخ الألماني في ثمن نهائي موسم 2010-2011 (3-2 إياباً).
علاوة على ذلك، أنّ فريق الإمارة لم يخسر في أيّ من مبارياته القارية الثماني الأخيرة في "لويس الثاني" وتحديداً منذ أن خسر أمام أيندهوفن الهولندي 0-2 في آذار/مارس 2005.
كما لم يخسر موناكو قارياً على أرضه بفارق هدفين أو أكثر من 12 أيلول/سبتمبر 1995 حين سقط أمام فريق إنكليزي آخر هو ليدز يونايتد 0-3، ويتأمّل المحافظة على هذا السجل الناصع في أوّل مباراة له على أرضه ضدّ منافس إنكليزي منذ 2004 حين تغلّب على تشيلسي 3-1 في نصف نهائي نسخة 2003-2004 ثم على ليفربول 1-0 في دور المجموعات من النسخة التالية.
بيت القصيد أنّ فينغر يعيش منطقياً آخر دقائقه الأوروبية هذا الموسم، إلاّ إذا اجتثّ الماكر أملاً من مستنقع الإحباط.
أخبار متعلقة