بالصور- هل يطفئ تشيلسي لهيب مصائبه بصقيع كييف؟
"أزرق لندن" المريض يقاوم تيار النكسات، آملاً في بريق أمل قد يلوح في الأرجاء الأوكرانية الوعرة.
باسم السالمي
أضفت بداية تشيلسي الكارثية هذا الموسم أجواء من الشك، تسجّل الحضور قبيل كل موعد جديد يبرز في الأفق، حيث سيكون هذا الثلاثاء مع صدام جديد في دوري أبطال أوروبا، هو بمثابة الامتحان الحقيقي لقدرة رجال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على تخطّي الواقع المرير الذي يتخبّطون فيه.
أهداف تشيلسي لن تكون في المتناول خصوصاً أنّ الخصم هذه المرة، اسمه دينامو كييف الأوكراني، المعروف بشراسته وصعوبة مراسه لاسيما أمام جماهيره وعلى أرض ملعبه الكبير في العاصمة كييف.
مستنقع الإحباط
8 نقاط فقط من 8 مراحل في عمر الـ"بريميرليغ"، جعلت تشيلسي يتقهقر إلى المركز السادس عشر على لائحة الترتيب العام. بداية مأساوية لم يعرفها روّاد قلعة "ستامفورد بريدج" منذ موسم 1978-1979، زمن أسوء ظهور للبلوز في تاريخ الدوري الإنكليزي والذي ختمه بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى آنذاك.
النادي اللندني الذي حصد انتصارين وتعادلين و4 هزائم، كانت آخرها على أرضه أمام ساوثامبتون بنتيجة (1-3)، يدخل في دوامة عاصفة من المشاكل الفنية والتنظيمية داخل الفريق، والتي عصفت باستقرار بطل الدوري الإنكليزي الموسم الماضي، الذي استهلّ موسمه الحالي بخسارة لقب الدرع الخيرية لمصلحة غريمه أرسنال، وهو ما مثّل أول ضربة لمعنوياته.
عراقيل تحول دون النهوض
إحباطات تشيلسي في بداية هذا الموسم، كانت خلاصة لعدّة مسبّبات، ولكن يبقى أبرزها، المشكل المتعلّق بالجاهزية الفنية لأعمدة الفريق ونجومه الذين اعتادوا على التألق، وقيادة سفينة الفريق لبر الأمان في كل مباراة.
البلجيكي إدين هازار أصبح أحد أبرز نقاط الاستفهام في مردود تشيلسي العقيم ولا سيما في عملية التنشيط الهجومي، حيث لم يوقّع سوى هدفاً يتيماً في 8 مباريات خاضها حتى الآن، وهو ما يمكن اعتباره بعيداً كل البعد عن عطاءاته في موسم البطولة المنقضي، حين كان بيت القصيد في خطورة تشيلسي.
هازار أكثر من تأثّر تشيلسي بنزول مردودهم، ولكنّه ليس الوحيد حيث أنّ تواضع المردود الدفاعي أثّر سلباً على نتائج الفريق، لا سيما مع التراجع غير المفهوم لأداء الخط الخلفي والمتكوّن من الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش وغاري كاهيل وخاصة القائد جون تيري الذي خسر مكانه كأساسي بعد سلسلة من العروض الشاحبة، كبّدت تشيلسي قبول 14 هدفاً كاملاً قبل مباراة ساوثامبتون، ليكون الدفاع الأسوأ، مقارنة بسجل الموسم الماضي حين تمكّن من الحفاظ على نظافه شباكه في 17 مباراة متتالية.
أسماء أخرى لم ترق لتطلّعات مورينيو حتى الآن، بل ودفعت به إلى حدود "تهديدهم علناً"، ونذكر من هؤلاء الصربي نيمانيا ماتيتش والحارس البوسني أسمير بيغوفيتش، الذي جاء معوّضاً للبلجيكي المصاب تيبو كورتوا.
معضلات الـ"سبيشيل وان"
كم هي كثيرة هذه المعضلات، ما بين مناقشة واعتراض لقرارات التحكيم الإنكليزي ومعالجة سيّئة لملفّات حسّاسة تتعلق باستقرار الفريق داخلياً، أدّت لاحقاً إلى التأثير على النتائج.
يبدو من الواضح أنّ المدرب البرتغالي يعيش حالياً أحد أسوأ فتراته في مسيرته التدريبية الحافلة بالنجاحات، وهو ما أقرّه شخصياً، وما ساهم في بلوغ هذه المحطة، هو حتماً شخصية مورينيو "المتعنّتة" والتي تعتبر أحد أكبر عيوبه ومعضلاته، وإن كان البعض من هواة الإثارة يستمتع بها.
بيد أنّ هذه العيوب كلّفت النادي الأزرق وما تزال الكثير، وجميعنا يذكر حكاية مورينيو مع طبيبة الفريق إيفا كارنيرو التي عُزلت من منصبها بعد نقاش حاد واختلاف صارخ في الرؤى مع الرجل الأول في بيت البلوز، وهو ما ترك لغطاً كبيراً في الصحافة الإنكليزية والعالمية.
بدورها، الاتهامات المتكرّرة والاحتجاجات المتواصلة لمدرب تشيلسي على قرارات حكام الـ"برميرليغ"، تدخل الفريق في متاهات هو في غنى عنها أصلاً بل وتشتّت تركيز اللاعبين، الذين سيكونون على موعد مع مواجهة ضيفهم أستون فيلا هذا السبت لحساب الجولة التاسعة من الدوري الممتاز، ولكن من دون دعم مدربهم على خط التماس، عطفاً على العقوبة التي سلّطت عليه أمس الأربعاء من قبل الاتحاد الإنكليزي للعبة بالإيقاف لمباراة واحدة، مع دفع غرامة مالية قدرها 50 ألف جنيه استرليني، وذلك إثر حرب الانتقادات التي شنّها على مردود حكم مواجهة فريقه أمام ساوثامبتون، روبرت مادلي.
أوكرانيا.. منصة إقلاع متجدّد أم انهيار كامل؟
في مسرح الابطال، وبعد فوز افتتاحي مبشّر في المجموعة السابعة جاء استعراضياً بالأربعة على حساب ماكابي، تعرّض الفريق لكبوة في الجولة الثانية على أرض "دراغاو" أمام بورتو البرتغالي بالخسارة (2-1).
هذه الخسارة، جرّت حالة النحس التي ترافق الفريق محلياً إلى البساط الأوروبي، حيث أصبح البلوز محاصراً بضغوط النتائج من كل جانب، وهو ما سيجعل المواجهة الثالثة أمام دينامو كييف متصدر المجموعة (4 نقاط) حامية الوطيس، حيث سيكون الكبير الإنكليزي أمام مآلين، إمّا الفوز وتعديل المسار أو الدخول في نفق مظلم لا يعلم أحد موعد الخروج منه.