بالأرقام - هل أصاب ليفربول بإقالة رودجرز ؟
أثارت إقالة برندن رودجرز من تدريب ليفربول جدلاً واسعاً في صفوف عشاق "الريدز".
أنيس معط الله
أعلن نادي ليفربول الإنكليزي أمس الأحد، إقالة مدرب الفريق، الايرلندي برندن رودجرز، بسبب النتائج المخيبة للفريق في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وتعادل ليفربول مع جاره ومضيفه إيفرتون 1-1 في المرحلة الثامنة من الدوري، وبات على بعد 6 نقاط من المتصدر مانشستر سيتي.
بعد الإعلان عن قرار الإقالة، اختلفت ردود الأفعال بين مؤيد ورافض، فهناك من يطالب بإعطاء المدرب صاحب الـ 42 عاماً الفرصة حتى نهاية الموسم الحالي، وهناك جبهة رافضة أيدت القرار وتنتظر البديل المناسب.
بالإمكان تقييم تجربة رودجرز مع ليفربول خلال المواسم الثلاثة التي قضاها داخل أسوار "أنفيلد رود"، فالمدرب القادم من تجربة ناجحة مع سوانسي سيتي، منحته إدارة النادي العريق كل الصلاحيات وأتاحت له جميع الإمكانات المادية لإعادة الفريق إلى منصات التتويج.
في صيف عام 2012، تعاقد ليفربول مع برندن رودجرز، بعد العروض الجيد التي قدّمها مع سوانسي سيتي والتي أظهر خلالها خصالاً تدريبية مميزة تعد بمدرب مستقبلي جيد قادر على إعادة الهيبة الضائعة لأحد أكبر فرق الدوري الإنكليزي الممتاز.
قراءة في المواسم الثلاثة لرودجرز
جاء الموسم الأول لبرندن رودجرز مع ليفربول، دون المأمول، إذ أنهى الفريق منافسات الدوري الممتاز في المركز السابع، وهي نتيجة مخيبة لمدرب كان يطمح إلى إعادة الفريق إلى المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، لكنه فشل بالرغم من تدعيم الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية.
في الموسم الثاني، ابتسم الحظ لبرندن رودجرز، فقد وجد تحت تصرفه الثنائي الهجومي الأفضل في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهما الأوروغوياني لويس سواريز والإنكليزي دانيال ستوريدج واللذان قدما موسماً استثنائياً وقادا الفريق إلى احتلال المركز الثاني، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب، لكن الخسارة أمام تشيلسي في "أنفيلد" ثم التعادل المثير أمام كريستال بالاس بعد التقدم 3-صفر، أضاع اللقب على فريق رودجرز.
خلال هذا الموسم الرائع لليفربول، ألقت الصحافة الإنكليزي باللوم على برندن رودجرز الذي فشل فنّياً في التعامل مع الأمتار الأخيرة لسباق الدوري.
في الموسم الثالث لرودجرز مع ليفربول، شهدت تشكيلة الفريق مغادرة لويس سواريز إلى برشلونة ما أثر سلباً على النتائج، الذي فشل في تعويض رحيل الهداف الأوروغوياني الفذ، رغم الأموال الطائلة التي جناها من الصفقة (81 مليون يورو).
قاد برندن رودجرز ليفربول في 122 مباراة بالدوري الممتاز، حقق 63 فوزاً وتعادل 30 وخسر 29، وسجل الفريق تحت إشرافه 232 هدفاً وتلقت شباكه 151 هدفاً، وبلغت نسبة الفوز معه 52%.
أما الحصيلة الإجمالية له مع الفريق فسجلت تراجعاً، إذ أنه خلال 166 مباراة في كل المسابقات، فاز في 83، وتعادل في 41 وخسر 42، أي بنسبة انتصارات بلغت 50%.
أموال طائلة وتعاقدات دون المستوى
خلال مواسمه الثلاثة التي قضاها في "أنفيلد"، تعاقد برندن رودجرز مع 23 لاعباً بقيمة إجمالية بلغت 291.55 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ لم تتحه إدارة النادي لأي مدرب سابق.
بإمكاننا وصف برندن رودجرز برجل الصفقات الفاشلة بامتياز، فمن جملة 23 لاعباً تعاقد معها المدرب الايرلندي خلال المواسم الثلاثة التي ترأس فيها الإدارة الفنية للنادي العريق، نجد 5 أسماء فقط نجحت في إثبات قدراتها وهم الظهير الأيسر الإسباني ألبيرتو مورينو والحارس البلجيكي سيمون منيوليه، وخاصة الثلاثي، البرازيلي فيليب كوتينيو والإنكليزي دانيال ستوريدج وبدرجة أقل الألماني إيمري كان، أما بقية التعاقدات فقد مرّ أغلبها بجانب الحدث وهناك من لم يلعب أي مباراة مع الفريق.
فشل رودجرز في التعاقد مع لاعبين قادرين على تقديم الإضافة للنادي المترنّح، جعل الشكوك تحوم حول إمكانيات استمراره على رأس الإدارة الفنية للحمر، لكن إدارة النادي برئاسة الأميركي جون هنري منحت الايرلندي فرصة جديدة لتدارك الموقف في موسمه الرابع الذي اكتفى فيه بـ 12 نقطة من 8 جولات ما جعله يخسر وظيفته بعد التعادل مع إيفرتون.
لم تُمنح الأموال في ليفربول كما منحت لبرندن رودجرز، ولم تأتي النتائج مع رودجرز كما جاءت مع بينيتيز المتوّج بدوري أبطال أوروبا عام 2005 أو كيني دالغليش المتوّج بكأس الرابطة عام 2012، فكانت النتيجة الحتمية هي التخلي عن خدمات مدرب أنهك خزينة النادي دون الفوز بأي لقب.