بالأرقام - أوزيل يتفوّق على الجميع باستثناء ميسي
النجم الدولي الألماني يقدم مستويات مذهلة، أهلته لتجاوز نجوم كبار في القارة العجوز، ومنحت أرسنال دفعة كبيرة في الدوري الإنكليزي الممتاز.
أنيس معط الله
يعيش أرسنال الإنكليزي أياماً جميلة، منحته شراكة مستحقة لدوري إنكلترا مع مانشستر سيتي، وفوزاً عزيزاً على البعبع الألماني بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، وما رجوع المدافع إلى سنون مجدها إلا بفضل رماة استعادوا ذكريات النصر وتذكروا أنهم يدافعون عن واحد من أكبر حصون إنكلترا.
في زحمة الضغوطات وفوضى الانتقادات، يخرج المدرّب الفرنسي أرسين فينغر من محن كل عام بتصريحات تبعث على الأمل وتطمئن الجماهير المتعطشة للقب الدوري الإنكليزي الغائب عن خزائن النادي منذ موسم 2003-2004، حتى رُفعت اللافتات في وجه أفضل مدرب في تاريخ النادي.
بالرغم من الغضب الكبير الذي كان يسيطر على الجميع في محيط النادي العريق، إلا أن أكثر الطلبات تطرفاً كانت مطالبة فينغر بصرف الأموال على تدعيم النادي، إلا مرة واحدة تجرأ خلالها أحد المشجعين ورفع لافتة الرحيل في وجه "البروفيسور" مع الكثير من اللطف والاحترام المغلّف بعبارات الشكر على الأيام الخوالي.
استجاب فينغر لما كتب في اللافتة الأولى وأخذ يبني صرحاً جديداً للنادي الذي قهر إنكلترا وكسر كبرياء مانشستر يونايتد ومدربه سير أليكس فيرغسون وكتب صفحة خالدة في كرة القدم الإنكليزية عنوانها "بطل الدوري من دون أي هزيمة".
عملية البناء وإعادة الهيكلة استغرقت الكثير من الوقت ولازالت مستمرة في البيت اللندني، خاصة بعد أن تعدّدت مصادر الدخل والتمويل للنادي الذي بات يملك ملعباً كبيراَ (60 ألف متفرّج)، وشركاء اقتصاديين من ضمن الأبرز على الساحة العالمية.
كثرت الضغوطات على فينغر وبات متهماً بـ"السمسرة"، ما اضطره إلى تغيير سياسته في الحفاظ على النجوم وبدأ يطالب إدارة النادي بالاستجابة إلى رغبات اللاعبين الكبار في النادي كما حصل مع ثيو والكوت الذي كان مطلوباً من الأندية الكبيرة في إنكلترا وأوروبا، فأبقى عليه النادي براتب أسبوعي كبير.
أوزيل .. رمز أرسنال الجديد
بعد النجاح في الإبقاء على وثيو والكوت وآرون رامسي وسانتي كازورلا وأوكسلايد تشامبرلاين، عمد فينغر إلى جلب أسماء أخرى بأسعار مرتفعة، مستغلاً وضعياتهم الغامضة مع فريقهم، وبالفعل بدأ الخبير الفرنسي في تدعيم النادي بنجوم كبار كالتشيلي ألكسيس سانشيز من برشلونة الإسباني والألماني مسعود أوزيل من ريال مدريد الإسباني الذي يعتبر أغلى صفقة في تاريخ النادي (50 مليون يورو).
قدوم أوزيل ومن بعده ألكسيس أعاد الألقاب إلى البيت اللندني العريق، فقد عاد النادي إلى منصات التتويج من خلال الفوز بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي موسم 2013-2014 بعد غياب قرابة 10 أعوام، أي منذ الفوز بذات اللقب موسم 2004-2005، قبل أن يتمكن الفريق من الحفاظ على لقبه العام الماضي، ثم أضاف لقباً ثالثاً بالفوز على تشيلسي في كأس الدرع الخيرية، وهو أول فوز لفينغر على مورينيو.
بالرغم من مساهمته في عودة الألقاب إلى أرسنال بعد غياب طويل، فإن أول موسمين لأوزيل مع "المدفعجية" لم يكونَا في مستوى تطلعات الجماهير، لكن الدولي الألماني ظهر بشكل مختلف تماماً هذا العام وبات يحقق أرقاماً قياسية غير مسبوقة في تاريخ النادي والدوري الإنكليزي عامة.
وتحدث أسطورة النادي تيري هنري عن المستويات التي يقدمها أوزيل قائلاً: "إنه لاعب مذهب، له قدرة خيالية على التحكم في نسق الفريق، بإمكانه أن يدفع زملائه نحو الهجوم متى أراد".
وأضاف: "يجب عليك أن تعطيه الحرية داخل الملعب، لأنه قادر على فعل أشياء لا تتوقعها، أعتقد أنه القائد الفعلي لأرسنال، وله القسط الأوفر من نجاحات الفريق في الدوري حتى الآن".
الأفضل في تاريخ الدوري الممتاز
بحسب المختصين في الإحصائيات والأرقام، فإن أوزيل صاحب أفضل معدل من التمريرات الحاسمة في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ أن الدولي الألماني يتمكّن من منح تمريرة حاسمة في كل 2.71 مباراة، وهو الرقم الأعلى في تاريخ المسابقة التي عرفت أسماء كبيرة في مركز صناعة اللعب ومنح الأهداف.
في هذا العام لعب أوزيل 9 مباريات مع أرسنال في الدوري، وتمكّن من صناعة 7 أهداف من جملة 18 هدفاً سجلها الفريق في المسابقة حتى الآن، أي أن نسبة مشاركاته في أهداف الفريق قاربت الـ 50%، وبالرغم من مرور 10 مراحل فقط على بداية الدوري، فإن أوزيل تفوّق على رقمه الموسم الماضي الذي اكتفى خلاله بصناعة 5 أهداف فقط.
بالتوغل أكثر في أرقام التركي الأصل، نجد أنه يصنع هدفاً بعد كل 108 دقائق مع الفريق هذا الموسم، كما يملك رقماً آخر تفرّد به على كل لاعبي الدوريات الأوروبية الخمسة الكبيرة، إذ أنه صنع 42 فرصة حتى الآن، بمعدل 4.66 فرصة في كل مباراة، وهو رقم يثبت أن بطل العالم 2014 مع ألمانيا يحمل مفاتيح فوز أرسنال في قدميه، فعندما يكون في أفضل حالاته يكون الفريق كذلك والعكس صحيح، والدليل أن 3 من الأهداف الـ 6 لهداف الفريق ألكسيس سانشيز انطلقت من أقدام مسعود أوزيل.
الرقم المفاجئ
توّهج أوزيل لا يقتصر على ظهوره المميز في الدوري الإنكليزي هذا العام، فقد أظهرت الأرقام، أنه يتمتع بموهبة كبيرة في صناعة اللعب منذ ان كان في بداية مسيرته الرياضية مع فريقه فيردر بريمن الألماني.
وأتضع الأرقام والاحصائيات مسعود أوزيل في المركز الثاني خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة برشلونة الإسباني من حيث صناعة الأهداف منذ آب/أغسطس 2008، متفوقاً على لاعبين كبار كتشافي هرنانديز وأندريا بيرلو وأندريس إنييستا وسيسك فابرغاس وكريستيانو رونالدو.
ويتصدّر ميسي الترتيب بـ 98 تمريرة حاسمة يليه مسعود أوزيل الذي حل ثانياً بـ 93 تمريرة، متجاوزاً سيسك فابريغاس الثالث (83) وكريستيانو رونالدو الرابع (73) وفرانك ريبيري الخامس (67).
بالاعتماد على هذه الأرقام يمكننا الجزم أن مسعود أوزيل هو اللاعب الأهم في تشكيلة أرسين فينغر، وبإمكانه أن يقود الفريق إلى تحقيق حلم الدوري والعودة إلى قمة الكرة الإنكليزية رغم صعوبة المنافسة مع قطبي مانشستر وتشيلسي.