الفراعنة وذكرى الظهور العربي والإفريقي الأول في المونديال
في 27 أيار/مايو عام 1934 وتحديداًمنذ 86 عاماً كان المنتخب المصري هو أول منتخب عربي وإفريقي يشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، فما هي قصة هذا الظهور التاريخي على ساحة كرة القدم العالمية؟.
أحمد النفيلي
منذ 86 عاماً وتحديداً في السابع والعشرين من أيار/مايو عام 1934 خاض المنتخب المصري أول مباراة في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وذلك عندما لعب أمام المجر في الدور الأول من مونديال إيطاليا 1934، ليدخل بذلك التاريخ كأول منتخب عربي وإفريقي يظهر في هذا المحفل العالمي الكبير.
الحدث الفريد من نوعه وقتها صنعه المنتخب المصري بعد أن تمكن من اجتياز التصفيات التي ضمت معه تركيا وفلسطين، إذ انسحبت تركيا فخاض المصريون مباراتين ذهاباً وعودة أمام فلسطين، فاز الفراعنة وقتها ذهاباً في القاهرة في مباراة اقيمت في القاهرة أمام أعين 13 ألف متفرجاً بسبعة أهداف مقابل هدف في السادس عشر من آذار/مارس عام 1934 ويومها تألق أسطورة الأهلي ومصر مختار التتش وسجل 3 أهداف في الدقائق (11 و35 و51) فيما سجل مصطفى طه هدفين في الدقيقتين 21 و79، وأحرز المعلق الشهير فيما بعد محمد لطيف هدفين في الدقيقتين (43 و87).
وفي لقاء العودة الذي أقيم في السادس من نيسان/أبريل من العام ذاته، كرر المنتخب المصري الفوز بأربعة أهداف مقابل هدف، وسجل التتش هدفين ولطيف وعبد الرحمن فوزي هدفين آخرين، ليسجل المنتخب المصري حضوره في النسخة الثانية من نهائيات كأس العالم.
التدرب على الباخرة
سافر المنتخب المصري إلى إيطاليا بالباخرة عابراً البحر المتوسط في رحلة استغرقت أربعة أيام كاملة، استقر بعدها الفرعنة في مدينة نابولي مقر مباراته التاريخية أمام المجر إحدى القوى العالمية في كرة القدم آنذاك.
وفي شهادته على هذه المشاركة التاريخية قال حارس مرمى منتخب مصر الراحل مصطفى كامل منصور، إن الفريق اضطر للتدرب بدون كرة على ظهر الباخرة بسبب طول الرحلة، ثم تدرب الفريق ثلاث مرات أيضاً في نابولي قبل خوضه لمواجهة المجر.
قائمة منتخب مصر المشاركة في المونديال الثاني في تاريخ الساحرة المستديرة ضمت كل من عزيز فهمي ومصطفى كامل منصور لحراسة المرمى، وكامل مسعود، وهاني كامل ومحمود مختار من الأهلي. ومن الزمالك المعروف وقتها بالمختلط تم اختيار كل من علي كاف، وحسن الفار، وإبراهيم حليم، ومحمد لطيف، ومصطفى طه.
فيما مثل الأولمبي السكندري كل من حميدو شارلي وحسن رجب وحافظ كاسب، وتم اختيار عبدالرحمن فوزي، ومحمد حسن من المصري البورسعيدي، وإسماعيل رأفت من الترسانة، ومحمود إسماعيل النجرو من فريق الشرطة "البوليس".
مدرب الفراعنة التاريخي
كان يدرب المنتخب المصري وقتها الاسكتلندي جيمس ماكري المولود في الثاني من أيلول/سبتمبر عام 1894 والذي توفي في الثالث من أيلول/سبتمبر عام 1974 عن 80 عاماً والمثير أنه كان لاعباً معروفاً ومن نجوم الأندية الإنكليزية الكبرى إذ لعب في مركز الجناح الأيسر في فرق وست هام وويغان ومانشستر يونايتد وواتفورد.
والأهم في مسيرة ماكري أنه من أوائل اللاعبين المحترفين في تاريخ الكرة الإنكليزية إذ وقع عقد احترافه الأول عام 1912 مع فريق كلايد الاسكتلندي إلا أن مسيرته توقفت بعد ذلك بسنتين بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى وعاود نشاطه عقب ذلك فخاض 187 مباراة في الدوري الأول الإنكليزي قبل أن يعتزل عام 1928.
مواجهة المجر الكبرى
نذهب إلى مواجهة مصر والمجر التي دشنت المشاركة العربية والإفريقية في نهائيات كأس العالم، واقيمت المباراة على ملعب ملعب جيورجيو أسكاريلي الذي كان يتسع لـ40 ألف متفرجاً ويقع في مدينة نابولي والذي تم تدميره تماماً أثناء الحرب العالمية الثانية.
المباراة أقيمت أمام تسعة آلاف متفرجاً وقادها الحكم الإيطالي رينالدو بارالاسينا ولعبت في تمام الساعة الرابعة بتوقيت وسط أوروبا.
دخل المنتخب المصري المباراة بتشكيل يضم كل من مصطفى كامل منصور لحراسة المرمى، وعلي كاف وحميدو شارلي وحسن الفار في خط الدفاع، وفي خط الوسط إسماعيل رأفت وحسن رجب، وفي الهجوم محمد لطيف ومصطفى كامل طه وعبدالرحمن فوزي ومختار التتش قائد الفريق، ومحمد حسن.
وسريعاً ما باغت المنتحب المجري الفراعنة بتسجيل هدفين عن طريق بال تيليكي في الدقيقة 11 وجيزا تولدي في الدقيقة 31 قبل أن يتمكن عبد الرحمن فوزي من إحراز هدفين في الدقيقتين 35 و39، ليدخل بذلك لاعب المصري البورسعيدي التاريخ كهداف مصر في المونديال برصيد هدفين وظل رقمه صامداً حتى مونديال 2018 عندما تمكن محمد صلاح من إحراز هدفين لمصر في المونديال الروسي.
الكفة في الشوط الثاني مالت لأصحاب الخبرة المنتخب المجري الذي سجل هدفين عن جينو فينتشي في الدقيقة 53 وتولدي أيضاً في الدقيقة 61 لتصعد المجر إلى ربع النهائي قبل أن يخسر من النمسا 2-1، فيما عاد الفراعنة سريعاً إلى الديار بعد أن بصموا على المشاركة الأولى التاريخية في المحفل العالمي.