الفراعنة بين مفاجأة تعيين كوبر وآمال التغيير
هل سينجح المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر في انتشال المنتخب المصري من دوامة الفشل التي دخل فيها خلال السنوات الخمس الأخيرة؟
أحمد النفيلي أنهى الاتحاد المصري لكرة القدم حالة الحيرة والجدل التي صاحبت اختيار المدرب الجديد لمنتخب الفراعنة واستمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، بالتعاقد مع هيكتور كوبر المدرب الأرجنتيني البعيد عن الأضواء منذ فترة طويلة، وهو ما أصاب الشارع الرياضي المصري بالدهشة الشديدة خاصة أن كوبر بدا بعيداً تماماً عن ترشيحه من الأساس لهذه المهمة الثقيلة، إذ أنه لم تتوافر فيه أي من الشروط التي وضعها الاتحاد المصري من قبل لاختيار مدرب جديد لمنتخب البلاد الأول، يمتلك القدرات والخبرات اللازمة على انتشاله من عثراته المستمرة على مدار السنوات الخمس الأخيرة، ويعيده لسابق مستواه. فمنذ فوز المنتخب المصري بلقب كأس الأمم الأفريقية عام 2010 مسطراً إنجازاً أسطوريا في تاريخ القارة السمراء كونه أول فريق يحرز لقب أمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية إضافة إلى أنه ابتعد في صدارة الدول المتوجة باللقب برصيد سبعة ألقاب، انحدر مستوى المنتخب المصري تماماً ففشل في التأهل لكأس أفريقيا أعوام (2012 – 2013 – 2015 ) وتراجع على لائحة ترتيب المنتخبات العالمية من التاسع عالمياً والأول إفريقيا مطلع عام 2010 إلى الـ57 عالمياً والخامس عشر أفريقياً، وهو ما جعل الجميع يتأكد أن المنتخب المصري سيقع في مجموعة بالغة الصعوبة عندما يتم سحب قرعة التصفيات التمهيدية لكأس العالم القادمة في تشرين الأول/أكتوبر القادم. أخبار متعلقة بالفيديو - هيكتور كوبر حاملاً جديداً لآمال "الفراعنة" رينار تحت المجهر المصري بالفيديو - المقاولون العرب يعين حسن شحاتة مدرباً بالفيديو - الفراعنة أمام الفرصة الأخيرة تخبط إداري [[{"uri": "/media/40575", "style": ""}]] جمال علام رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم أقيل شوقي غريب المدرب السابق للمنتخب المصري ومساعد حسن شحاته في ولايته التاريخية، عقب فشله الذريع مع الفراعنة في تصفيات كأس أمم أفريقيا الماضية، إذ ودع بطل أفريقيا السابق التصفيات بعد تلقيه أربع خسائر ذهاباً وإياباً أمام تونس والسنغال، فسارع رجال الاتحاد المصري بإقالة غريب محملين إياه المسؤولية كاملة وانشغلوا بالبحث عن المدرب المنتظر، وصدرت من الاتحاد "بشكل غير رسمي" قائمة تضم العديد من الأسماء المعروفة على الساحة الأفريقية، أبرزها كان البوسني وحيد خاليلوزيدش مدرب الجزائر في المونديال الماضي والفرنسي رينار مدرب زامبيا السابق وكوت ديفوار الحالي إضافة إلى دوارتي الذي نجح في قيادة بوركينا فاسو إلى الحصول على مركز الوصيف في أمم أفريقيا عام 2013. وزعم وقتها رجال الاتحاد أن المدرب الجديد ينبغي أن يكون أجنبياً وأن يمتلك خبرات سابقة في القارة السمراء وأن تكون لديه سيرة ذاتية ناجحة مع منتخبات عالمية سابقة. ووصل التخبط مداه برجال الاتحاد عندما سعوا للتعاقد مع البلجيكي ليكنز المرتبط حالياً بعقد طويل الأمد مع المنتخب التونسي، ضاربين بكل أعراف وتقاليد التعامل بين الاتحادات الكبرى عرض الحائط، وهو الخطأ الذي سارع مجلس إدارة الاتحاد المصري بنفي ارتكابه، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد التونسي وليكنز نفسه أكدت تلك الاتصالات السرية. رفض عودة شحاته [[{"uri": "/media/40576", "style": ""}]] الفيفا كرم حسن شحاته منتصف العام الماضي وصلت محاولات الاتحاد المصري والذي يرأسه جمال علام "الوجه الجديد في مجال إدارة كرة القدم المصرية" إلى طريق مسدود بعد أن وضع أعضاؤه شروطاً مالية صعبة تتمثل في أن لا يتخطى راتب مدرب المنتخب حاجز الخمسين ألف دولار. وهو رقم بدا بعيداً عن الأسماء الكبرى التي تليق باسم المنتخب المصري وجعل قائمة المرشحين لا يتبقى فيها سوى الفرنسي آلان جيريس مدرب السنغال السابق، وكوبر ذاته الذي أقيل حديثاً من تدريب فريق الوصل الإماراتي وهو ما دفع نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد حسن فريد إلى تبني فكرة عودة حسن شحاته إلى تدريب المنتخب الأول إلا أن طرح اسم شحاته واجه اعتراضات شديدة من داخل الاتحاد نفسه، حيث رأى البعض أن شحاته منذ ابتعاده عن تدريب المنتخب المصري عام 2010 فشل تماماً في تحقيق أي نجاح يذكر فأقيل من تدريب العربي القطري وانتهت تجاربه مع فرق فرانكفورت 1860 الألماني والدفاع الحسني المغربي والزمالك المصري بالفشل. لماذا كوبر؟ [[{"uri": "/media/40577", "style": ""}]] كوبر أثناء قيادته لإحدى تدريبات فريق آريس اليوناني عام 2010 وكانت المفاجأة الكبرى في أن ينتهي المطاف بالتعاقد مع هيكتور كوبر، إذ أن الرجل تتعارض سيرته الذاتية تماماً مع الشروط التي وضعها الاتحاد المصري نفسه، فهو لا يمتلك أي خبرات سابقة في التدريب داخل القارة السمراء، كما أنه يفتقر بشدة لخبرات تدريب المنتخبات الوطنية إذ أنه لم يتول مسؤولية قيادة أي منتخب طوال مسيرته سوى منتخب جورجيا عام 2008 وكانت مهمة كوبر فاشلة بكل المقاييس إذ أخفق في تحقيق أي فوز مع المنتخب الجورجي فأقيل سريعاً بعد ستة أشهر فقط على تولي مهمته. وللإنصاف فقد كان كوبر أحد المدربين البارزين في منتصف التسعينات وحتى مطلع الألفية الجديدة إلا أن الرجل البالغ حالياً من العمر 59 عاماً فقد سريعاً بريقه بعد أن فشل في تحقيق أي لقب هام للأندية التي دربها باستثناء قيادته لفالنسيا للفوز بكأس السوبر الإسبانية عام 1999 والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين عام 2000 و2001، كما حقق المركز الثاني في الدوري الإيطالي مع إنتر ميلان عام 2003. فشل كوبر عقب تجربته مع الإنتر في تحقيق أي لقب يذكر إذ أقيل سريعاً من تدريب أندية مايوركا وريال بيتيس الإسبانيين وبارما الإيطالي وأخفق تماماً مع فريق راسينغ سانتاندير إذ أقيل بعد خمسة أشهر فقط من تدريبه الفريق عام 2011 وتركه وهو في المركز الأخير على لائحة ترتيب الدوري الإسباني. استمر مسلسل الفشل مع كوبر عقب ذلك فتولى تدريب أحد الفرق التركية المغمورة وهو فريق أردوسبور ولكنه لم يتمكن الأرجنتيني من الحفاظ على منصبه أيضاً، فشد رحاله سريعاً إلى الإمارات حيث درب الوصل أحد فرق دوري المحترفين عام 2013 إلا أنه سريعاً ما تم الاستغناء عنه بعد أربعة أشهر فقط من توليه منصبه بسبب عروض الوصل المتواضعة وتقهقره على لائحة الترتيب. انطلاقة ناجحة لمسيرة كوبر أعقبها فشل مستمر حتى خفت نجمه تماماً، وهو ما فجر سؤال هام في وجه أعضاء الاتحاد المصري لكرة القدم، ألا وهو "هل كوبر هو الاختيار الصحيح أم أنه يمثل مرحلة انتقالية يتم التمهيد خلالها لعودة حسن شحاته لتدريب الفراعنة من جديد؟".