الطريق نحو مونديال 2022 .. ما تحقق خلال خمس سنوات
خمسة أعوام مضت على تلك اللحظة التاريخية في زيوريخ عندما تم الاعلان عن فوز دولة قطر بشرف تنظيم نسخة عام 2022 من البطولة الرياضية العالمية الأبرز، "كأس العالم لكرة القدم".
بطولة ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول كأس عالم للكبار تقام في الشرق الأوسط.
الاعلان المبكر عن فوز قطر بتنظيم المونديال منحها ما يقارب 12 عاماً من أجل الاستعداد لاستضافة الحدث العالمي من خلال بناء الملاعب والمنشآت المطلوبة بالإضافة إلى انجاز مشاريع عملاقة لتطوير البنية التحتية ستساهم أيضاً في بلوغ أهداف "رؤية قطر 2030".
مع تبقي أقل من سبع سنوات على انطلاق البطولة التي ستقام للمرة الأولى في التاريخ خلال فترة الشتاء، وبالتحديد من 21 تشرين الثاني/نوفمبر حتى 18 كانون الأول/ديسمبر 2022، دعونا نستعرض معاً أبرز ما تم انجازه من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث خلال الأعوام الخمسة الماضية.
الملاعب والبنية التحتية
حتى الآن لم يتم تحديد العدد النهائي للملاعب التي ستستضيف البطولة، فالأمر ما زال في طور المناقشة بين اللجنة المنظمة والفيفا.
تم الكشف عن تصاميم خمسة ملاعب، ومن المنتظر أن يكشف أيضاً عن تصميم ملعب المباراة النهائية "استاد لوسيل" العام المقبل، وهناك أنباء عن ملعبين آخرين في الطريق.
وإلى جانب مشاريع بناء الملاعب والمنشآت المجاورة لها يجري العمل على قدم وساق في دولة قطر من أجل انجاز مشاريع عديدة كبرى ستلعب دوراً حيوياً خلال المونديال منها ما زال في طور الانشاء مثل مشروع الريل ومنها ما تم بالفعل افتتاحه مثل مطار حمد الدولي.
استاد خليفة الدولي
أحد أبرز ملاعب دولة قطر منذ عام 1976، ويشهد حالياً عملية توسيع وتطوير شامل بالتعاون مع مؤسسة آسباير زون سيتم الانتهاء منها في عام 2016.
استاد الوكرة
تصميمه مستوحى من المراكب الشراعية القديمة وقد انطلق العمل على بنائه في نهاية عام 2013 ومن المتوقع الانتهاء منه في عام 2018، وأبرز ما تم انجازه حتى الآن هو تسييج الموقع واستكمال أعمال حفر ووضع الأساسات وتجهيز الموقع لبدء عمليات البناء الرئيسية، إلى جانب بدء شركة كهرماء في أعمال بناء محطة الطاقة الفرعية للاستاد.
استاد البيت
أحد أجمل ملاعب البطولة بتصميم مستوحى من شكل خيمة تقليدية، ويتم انجاز هذا المشروع أيضاً بالتعاون مع آسباير زون، وقد بدأ العمل على بنائه في منتصف عام 2014، ويتوقع أن يتم الانتهاء منه في عام 2018.
استاد مؤسسة قطر "Qatar Foundation"
تصميمه الخارجي متأثر بالفن المعماري الاسلامي وقد تم بالفعل البدء في عمليات حفر الاساسات مطلع العام الجاري على أن يتم انجازه في عام 2019.
استاد الريان
يتم بنائه في موقع استاد الريان السابق "ملعب أحمد بن علي" وقد تم الانتهاء من هدم الملعب القديم وبدأ أعمال الحفر ليتم انجاز المشروع مع حلول عام 2019.
استاد لوسيل
العمل بدأ بالفعل على تجهيز المكان الذي سيحتضن ملعب المباراة النهائية وسيتم الكشف عن تصميمه في العام المقبل على أن يستغرق بنائه أربع سنوات.
الإرث
بعيداً عن الملاعب والمنشآت الرياضية والبنية التحتية، لا يمكن التحدث عن الانجازات التي تم تحقيقها خلال الأعوام الخمسة الماضية بدون التركيز على المبادرات العديدة الناجحة التي اطلقتها اللجنة العليا بهدف تكوين إرث بشري واقتصادي يعود بالنفع ليس فقط على دولة قطر بل على جميع دول المنطقة.
معهد جسور
معهد لتطوير المهارات في مجال تنظيم الفعاليات الرياضية أسسته اللجنة العليا في عام 2013 الهدف منه اعداد جيل قادر على بناء نهضة رياضية مستدامة في مجال تنظيم الفعاليات الكبرى في المنطقة، وشهدت ورشات العمل التي قدمها المركز حتى الآن مشاركة ما يقارب 900 شخص من 70 دولة، مع العلم أن هناك ما يقارب 1600 متدرب مسجل بالمعهد.
تحدي 22
دعوة وجهتها اللجنة العليا للمبدعين من دول الخليج بتقديم مشاريع تعالج التحديات التي يواجهها قطاع تنظيم الأحداث الرياضية. وخلال النسخة الأولى تم تقييم ما يقارب 400 مشروع واختيار 6 منهم يتم حالياً العمل على تنفيذهم، وهناك نية لتكرار هذه المبادرة ليس فقط على مستوى دول الخليج بل أيضاً على المستوى العربي والعالمي.
ترشيد 22
مبادرة بالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" وبمشاركة عدد من نجوم كرة القدم المحلية تم من خلالها توعية طلاب 22 مدرسة بضرورة ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، وحققت نتائج أكثر من رائعة في مرحلتها الأولى تمثلت في تخفيض استهلاك الماء والكهرباء في تلك المدارس بنسب كبيرة.
الجيل المبهر
برنامج أطلقه ملف مونديال قطر في عام 2010 يهدف لتمكين القيادات الشابة من تحقيق تغيير إيجابي في مجتمعاتهم من خلال استثمار الطاقة الإيجابية لكرة القدم.
كما يعمل أيضاً على توفير ملاعب في المناطق المهمشة في عدة بلدان حول العالم بالتعاون مع منظمة الحق في اللعب، وقد تم افتتاح 9 ملاعب حتى الآن في الأردن وباكستان ونيبال يستفيد منها أكثر من 12,560 فتى وفتاة شهرياً.
التواصل مع المجتمع
من أهم ما حققته اللجنة العليا خلال الأعوام الماضية كان التواصل مع كافة أطياف المجتمع من أجل التعرف على ارائهم وأفكارهم ومتطلباتهم فيما يخص المونديال ومشاريعه.
فريق اللجنة العليا للتواصل المجتمعي زار 28 مجلساً من مجالس الرجال ومجالس النساء في الريان والخور والوكرة حتى الآن، كما أطلقت اللجنة في الشهر الماضي جولة تعريفية لزيارة المراكز التجارية والتعريف بمشاريع اللجنة ومبادراتها المجتمعية المختلفة وقد فاق عدد الزوار الذين زاروا جناح اللجنة حتى الآن 7 آلاف زائر، كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع ممثلي حوالي 30 جالية قبل أيام قليلة لضمان إشراكهم في جهود التحضير لاستضافة البطولة.
وبالإضافة إلى كل ما سبق ذكره تنُظم اللجنة ورشات عمل فنية بالتعاون من فنانين من قطر والخليج وذلك ضمن مشروع الريان لفن إعادة استخدام المواد المستهلكة، كما أطلقت اللجنة مشروعاً للتواصل مع الطلاب القطريين في الخارج لتعريفهم بجهود التحضير للبطولة وليكونوا سفراء لقطر ولبطولة كأس العالم في مناطق تواجدهم.
الإرث الاقتصادي
تتعاون اللجنة بشكل كبير مع الشركات المحلية في قطر من أجل انجاز أعمال متنوعة في مشاريع الاستادات الخاصة بكأس العالم وهو ما يساهم في تطوير الاقتصاد المحلي ويمنح تلك الشركات خبرات تجعلها رائدة في المنطقة.