التاريخ يميل للباريسيين والمنطق للكتالونيين
هل يعيد التاريخ نفسه بعد عشرين سنة؟ سؤال يتبادر إلى أذهان عشاق كرة القدم الذين سيكونون على موعد مع موقعتين ستجمعان برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي مجدداً ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
فبعد مباراتين في دور المجموعات، تقاسم الفريقان فيهما الفوز (فاز النادي الفرنسي ذهاباً 3-2، والإسباني 3-1 إياباً)، ها هما يجددان اللقاء في ربع النهائي، ليحسم أحدهما التأهل إلى دور الأربعة، في إعادة لما جرى في نسخة البطولة في موسم 1994/1995، حين نجح الباريسيون بالعودة من الأراضي الكتالونية بتعادل ثمين بهدف لمثله، قبل أن يفوزوا على أرضهم (2-1)، وينتقلوا لمواجهة آي سي ميلان الإيطالي في دور الأربعة، وفي الدور نفسه من موسم 2012/2013، حين تأهل الفريق الإيطالي بفوزه ذهاباً 1-0 وإياباً 2-0.
سان جيرمان الذي كانت صفوفه في منتصف التسعينيات من القرن الماضي مدججة بالنجوم أمثال الحارس بيرنانر لاما، دافيد جينولا، الليبيري جورج وياه، والبرازيلي راي، يشابه إلى حد بعيد فريقه الحالي الذي يضم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الأورغوياني انديسون كافاني، البرازيلي تياغو سيلفا، والأرجنتيني ازيكيل لافيتزي وحارس منتخب إيطاليا البديل سيلفاتوري سيريغو واخرين.
[[{"uri": "/media/28183", "style": ""}]]
ولا يقتصر التشابه عند هذا الحد، ففريق العام 1995 كان تحت إدارة لويز فرنانديز لاعب المنتخب الفرنسي السابق، وهو ما يتكرر حالياً مع لوران بلان قائد الديوك السابق، في الوقت الذي كان فيه برشلونة تحت قيادة أحد لاعبيه السابقين وهو الهولندي يوهان كرويف، وهي حال الفريق الحالي الذي يعهد بإدارته الفنية للويس أنريكي.
ولا يخفي محبو الفريق الكتالوني تخوفهم من استعادة هذا السيناريو، لاسيما أن الفريق الفرنسي نجح بالفوز عليهم ذهاباً في النسخة الحالية، لا بل هو كان أيضاً صاحب هدف التقدم في مباراة العودة على أرض الكامب نو عبر إبراهيموفيتش الذي أضاع فرصاً عدة كادت تحرم البلاوغرانا من الانتصار، غير أنهم مرتاحون نسبياً لغياب اللاعب السويدي عن المباراة بعد حصوله على بطاقة حمراء في إياب دور الـ16 أمام تشيلسي بعد أن ارتكب خطأ على البرازيلي أوسكار.
ولا تحمل مواجهات الفريقين في البطولة تفوقاً بارزاً لطرف على الاخر، وبحصيلة المباريات الست المذكورة يكون كل فريق لعب على أرضه ثلاث مباريات، فاز باريس سان جيرمان في مباراتين أقيمتا على ملعبه وتعادل في واحدة ولم يخسر، فيما فاز برشلونة على أرضه بمباراة وتعادل في اثنتين ولم يخسر أيضاً. وسجّل الفريق الفرنسي ما مجموعه عشرة أهداف وهو نفس عدد الأهداف التي هزت شباكه من طرف الفريق الكتالوني.
[[{"uri": "/media/28184", "style": ""}]]
ويتشابه الخصمان أيضاً لجهة تصدر كل منهما للدوري المحلي في بلاده بعد مخاض عنيف، وتنافس كبير مع الفرق الأخرى التي تطمح بالفوز بلقبه، فبرشلونة يعتلي صدارة لا ليغا برصيد 75 نقطة بفارق نقطتين عن ريال مدريد، وباريس يتقدم على ليون بفارق نقطة واحدة بعد أن وصل إلى نقطته الثانية والستين.
وتعرّض برشلونة للخاسرة محلياً في أربع مناسبات خلال مبارياته الـ31، فيما سقط النادي الفرنسي 3 مرات في نفس عدد المباريات، غير أنه تعادل في 11 مناسبة مقابل ثلاثة فقط لغريمه، ويكمن الفارق بين الفريقين في عدد الانتصارات المحققة إذ سجّل برشلونة 24 فوزاً محلياً مقابل 17 لسان جيرمان.
[[{"uri": "/media/28185", "style": ""}]]
ويمكن اعتبار أن الفاعلية الهجومية إن على الصعيد المحلي أو الأوروبي هي ميزة الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه في "البلاوغرانا" وبها يتفوقون على إبراهيموفتيش وزملائه في "لي باريزيان"، فرصيد الفريق الإسباني من الأهداف محلياً بلغ 87 هدفاً، وأوروبياً 18 هدفاً، فيما رصيد الفرنسيين محلياً 58 هدفاً، وقارياً 13 هدفاً، علماً أن ميسي يحتل مركز الوصافة على لائحة هدافي الدوري الإسباني بـ34 هدفاً خلف البرتغالي كريستيانو رونالدو (38 هدفاً)، ويحتل المركز الثاني أوروبياً بثمانية أهداف خلف البرازيلي لويز أدريانو لاعب شاختار الأوكراني، في حين أن إبرا سجّل 17 هدفاً فقط في ليغ 1، ويحتل المركز الثالث خلف لاعب ليون ألكسندر لاكازيت صاحب الـ24 هدفاً، وأندريه – بيار جينياك 18 هدفاً، واكتفى بهدفين في البطولة الأوروبية، تاركاً التهديف فيها لكافاني الذي سجّل 6 أهداف.
ولا شك أن مدرب برشلونة لويس أنريكي لا يزال يحمل في ذاكرته شيئاً من المرارة، بعد أن تسبب باريس سان جيرمان في موسم 1992-1993 بإخراج فريقه حينها ريال مدريد من الدور ربع النهائي لكأس أوروبا، بفارق الأهداف بعدما تقدموا ذهاباً 3-1 ثم عادوا وخسروا إياباً 1-4.
وستكون مباراة الذهاب بمثابة فرصة ذهبية لبرشلونة لخطف الفوز من الأراضي الفرنسية، كون أصحاب الأرض سيلعبون بدون نجمهم السويدي، كذلك سيغيب عنهم لاعب منتخب إيطاليا ونجم خط وسط الفريق ماركو فيراتي لنيله ثلاث بطاقات صفراء خلال البطولة.