فيرر يفرّط في "النسر الذهبي"
مصدوماً بمردود منافس أوكراني راق لم يعرفه قبلاً.. الإسباني فيرر يُجرّد من لقبه ويودّع الدوحة مبكراً.
باسم السالمي
تصوير - سامر الرجال
بات من المؤكّد أنّ بطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة للتنس 2016 ستعرف بطلاً جديداً عقب خروج المتوّج بالنسخة الماضية، الإسباني دافيد فيرر، من الدور الأول على يدي الأوكراني إيليا مارشينكو، اليوم الأحد ضمن منافسات اليوم الثاني من بطولة التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة من 4 وحتى 9 من الشهر الحالي.
على الرغم من أنّ مارشينكو (28 عاماً) الذي دخل عالم التنس المحترف رسمياً في عام 2005، لا يمتلك صيتاً ذائعاً بين نجوم الكرة الصفراء، إلاّ أنّه قدّم درساً قاسياً للمصنف السابع عالمياً، الإسباني فيرر، الذي ظهر بوجه شاحب، عسُر تفسير أسبابه.
بعيداً جداً عن السهولة
استهلّ دافيد فيرر حامل اللقب مواجهته الافتتاحية في نسخة هذا العام بشبه صدمة أمام منافسه الأوكراني إيليا مارشينكو، حيث لم تكن البداية كما يتوقّع، لا سيما مع مردود غزير للمصنف الرابع والتسعين عالمياً على جميع المستويات.
شوط المباراة الأول الذي حسمه فيرر بنقطة فاصلة 7-6 (10-8)، كان بمثابة "جلسة تعذيب" أشرف عليها مارشينكو الذي قدّم عرضاً من التنس الراقي لم تنقصه سوى بعض التفاصيل المتعلقة قطعاً بعاملي الخبرة والتجربة.
على خطى "الساحق" كارلوفيتش
سيراً على خطى العملاق الكرواتي ورجل الإرسالات الساحقة إيفو كارلوفيتش، سوف يكون لمارشينكو مستقبل كبير، كيف ولا وهو من حقق سرعة إرسال قصوى في شوطه الأول أمام فيرر بلغت الـ200 كلم في الساعة.
الإرسالات الساحقة الميزة الأساسية في أداء الفتى الأوكراني، أقلقت كثيراً فيرر ولم تسمح له في أغلب الأحيان بالصد الناجح.
دهاء فيرر
الدهاء، هي النقطة المحورية التي سمحت لبطل نسخة 2015 من قطر إكسون موبيل للخروج متقدّماً في شوط أول أظهر بوضوح أنّ فيرر لم يكن جاهزاً ومركّزاً بالشكل الكافي، والدليل على ذلك خطآه المزودجان في النقطة الفاصلة الذان كادا أن يذهبا بالمجموعة الأولى لمصلحة منافسه لولا تسرّع الأخير وقلّة حنكته.
مارشينكو يؤكد التوقعات
في الشوط الثاني، عادت التكهنات المتمحورة أساساً حول إمكانية مارشينكو بالصمود أمام فيرر ولا سيما على المستويين الذهني والبدني، للظهور مجدّداً قبيل بداية الشوط الثاني، غير أنّ الأوكراني سرعان ما قدّم تأكيداً حول ما قدّمه في الشوط الأول "الساخن" مؤكّداً جهوزيته لمصارعة أحد المصنفين العشرة الأوائل عالمياً.
مارشينكو لم يغيّر من استراتيجيته الناجحة المتعلقة باعتماد الإرسالات الساحقة، في حين لم تجد سياسة فيرر المعتمدة على التكثيف من تبادل الكرات من آخر الملعب والنقاط الميتة أي نفع، حيث أخفق الإسباني في إرهاق منافسه الذي كان جاهزاً بدنياً وفنياً ما سمح له بإدراك التعادل في هذا الشوط الذي انتهى لمصلحته على نتيجة (6-3).
إرهاق جليّ و"انهزامية" غير مبرّرة
على وقع حالة من الذهول من قبل جمهور فيرر حول مردوده من جهة والوجه المرموق الذي برز به مارشينكو الذي مثّل المفاجأة الكبرى للكثيرين ومنهم فيرر من جهة أخرى، واصل الأوكراني في تقديم عرضه المميّز بل وأجهز على منافسه بطريقة مذلّة عندما أنهى الشوط الثالث والحاسم بنتيجة (6-2)، وذلك دون أي ردة فعل في المستوى من حامل اللقب.
هذا الشوط أكّد أنّ الإسباني فيرر لم يكن متحضّراً لخوض مباراته الافتتاحية في بطولة قطر إكسون موبيل حيث لم يسايره لا الأداء ولا النتيجة، إذ كان الخروج المبكر، المآل العادل بالنسبة إليه والنهاية المنصفة لاجتهادات الأوكراني الرائع مارشينكو.