متى يقتنع لوف بأن تير شتيغن بات من أفضل الحراس في العالم؟
ربما يمنح يواخيم لوف مدرب منتخب ألمانيا حارسه أندريه تير شتيغن فرصة اللعب أساسياً ضد صربيا اليوم ودياً، لكن نوير على الأغلب سيكون في أعلى تشكيلة لوف ضد هولندا الأحد.
هُمام كدر
يبدو أن لوف دخل في شيء من التناقضات حيال قضية الحارس الأساسي لبطل العالم 2014، فبعد أن أكد يوم الجمعة بشكل واضح، أن نوير يبقى خياره الأول في الحراسة، رغم الإحراج الذي تسبب به تألق تير شتيغن في الموسم الحالي مع برشلونة، عاد مدرب ألمانيا في المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة صربيا أمس الثلاثاء وقال إن الأمر سيبقى مرهوناً حتى التدريب الأخير.
ربما يبدو مفهوماً ضمن العقلية الألمانية، تمسّك اتحاد كرة القدم في البلاد، بيواخيم لوف (ثاني أقدم مدرب باقٍ في منصبه كمدرب لمنتخب بعد تاباريز منذ 2006، بين المنتخبات الكبيرة على الأقل)، رغم السقوط المروّع في روسيا 2018، مع أن عديد من خبراء كرة القدم يرون بأن المانشافت بات بحاجة لثورة جديدة مع مدرب جديد، وأن سياسة الحفاظ على المدرب (العاشر فقط بتاريخ ألمانيا) دخلت مرحلة المبالغة في حالة لوف بعد 13 عاماً من توليه المهمة.
لوف: "يلعب اللاعب تير شتيغن في نادٍ رائع. إنه أحد أفضل حراس المرمى في العالم وسأمنحه خيارات للعب. لكنني لم أغير رأيي على الإطلاق ، ما زال نوير هو حارس رقم 1 لدينا".
ويبدو مفهوماً الحرص على تكريم نوير حتى آخر لحظة من مسيرته، ولكن ما لا يمكن فهمه، هو ماذا يمكن أن يفعل تير شتيغن أكثر مما يفعله حالياً ليكون الحارس رقم 1 في ألمانيا، لا سيما أن تير شتيغن ليس مجرد حارس مرمى جيد، بل هو حجر أساس في تفوق نادٍ بحجم برشلونة راهناً، وهو ثاني أفضل اللاعبين في النادي الكاتالوني وأحياناً؛ في بعض المباريات أكثر اللاعبين المُتألقين.
خاض تير شتيغن 21 مباراة دولية فقط حتى الآن، بينهم 5 مباريات في تصفيات كأس العالم 2018 على سبيل المثل ثم حرم من لعب ولو مباراة واحد في روسيا، وكذلك كان الحارس الأساسي قي كأس القارات 2017 لكنه لم يشارك ولو لدقيقة واحدة في يورو 2016.
ولا يجب أن ننسى أن نوير لا يعيش أفضل أيامه من بعد إصابته في 2018.، والكثيرون راؤوا بأن الزج به أساسياً في كأس العالم على حساب تير شتيغن الذي أكمل موسمه كبطل للدوري والكأس في إسبانيا، كان خياراً غير موفق لا بل وصل البعض بأن نوير كان أحد الأسباب البعيدة لخروج ألمانيا من الدور الأول، ولعل مستواه في خسارة بايرن الأخيرة ضد أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال يدل إلى حد ما على ذلك.
مقابل ذلك، كانت مقاومة تير شتيغن لهجمات ريال مدريد في كلاسيكو إياب نصف نهائي الكأس 3-0 لبرشلونة، من أفضل مباريات حارس الكتلان هذا الموسم واعتبر بتصدياته الـ9، سبباً أساسياً في فوز فريق فالفيردي المؤزر.
ولا تبدو نقاط القوة التي يتمتع بها نوير المتمثلة بالتمرير والمشاركة ببناء اللعب من الخلف، متمايزة عن بديله، فتير شتيغن لم يعد ليبرو جيد إن صح التعبير فحسب بل بات يمرر الكرات الطويلة المفتاحية لميسي وسواريز تير شتيغن قطع مرحلة الحارس الذي يؤدي دور الليبرو بشكل جيد إذا دعته الحاجة لذلك، بل أصبح يفكر بخلق الفرص، وقد لعب في مباراة بيتيس الأخيرة على سبيل المثال 26 تمريرة، منها 53% طويلة، وبلغت دقة تمريراته 76.9).
حتى أن شوستر نجم ريال مدريد سابقاً وصف تمريراته بأنها أفضل من تمريرات بعض لاعبي خط الوسط.
عاجلاً أم آجلاً سيستحوذ تير شتيغن على المركز الأساسي، لكن ألا يرى لوف أنه اليوم يستحق هذا؟