أولمبياد 2018: الكينية سيمادر تحقق "حلمها"
حققت سابرينا سيمادر "حلمها" بأن تصبح أول كينية تشارك في منافسات التزلج الآلبي في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، حيث تشكل بمفردها "فريق" بلادها المشارك في الأولمبياد.
وتبلغ سيمادر من العمر 19 عاما، وهي تقيم في أستراليا منذ سن الثالثة، ومولودة لأم كينية ووالد أسترالي، إلا أنها اختارت أن تشارك في أولمبياد بيونغ تشانغ المستمر حتى 25 شباط/فبراير، تحت راية البلد الأفريقي.
وقالت سيمادر: "أنا سعيدة للمشاركة باسم كينيا، إلا أن ثمة بعض المشاكل، الأمر ليس سهلا (...) التنظيم صعب لأن التزلج غير معروف في كينيا".
أضافت: "لا يوجد احتراف، لا زلنا في أول الطريق. إلا أننا وصلنا إلى بيونغ تشانغ وأنا سعيدة فعلا بذلك".
وأشارت المتزلجة إلى أنها تلقت دعما كبيرا من أفراد من عائلتها لا يزالون في كينيا، مشيرة إلى أن أقاربها أرسلوا إليها رسائل "قالوا فيها إنهم يقفون خلفي (...) هذا يحفزني. المشاركة تحفزني. أشعر بأنني قوية وجيدة".
وحملت سيماندر العلم الكيني خلال حفل افتتاح الألعاب الذي أقيم الجمعة، مشيرة إلى أنها كانت "فخورة جدا" بتلك اللحظة.
أضافت: "من الممتع رؤية فريق كبير مثل كندا أمامك. كان الأمر (...) مؤثرا بالنسبة إلي، لأن العالم كان يتابع. هذا حلم أصبح حقيقة".
"مزحة"
وتتواجد سيمادر في كوريا الجنوبية مع مسؤول البعثة الكينية فيليب بوا الذي سبق له المشاركة في الأولمبياد الشتوي ثلاث مرات خلال مسيرته، والمدرك بشكل جيد للصعوبات التي تواجه الأفارقة في الرياضيات الشتوية.
إلا أن المتزلج السابق البالغ 46 عاما، يرى أن ظروف سيمادر ستكون مختلفة "فهي نشأت في أستراليا، (واعتادت منذ البداية) على التزلج".
أضاف: "بالنسبة إلي، كان الأمر أصعب. كنت انتقل من درجات الحرارة الأفريقية إلى درجات حرارة الشتاء المتجلدة"، وذلك في إطار برنامج أعدته شركة "نايكي" للتجهيزات الرياضية الأميركية، لتدريب رياضيين أفارقة على الرياضات الشتوية لاسيما تزلج المسافات الطويلة.
وتابع: "كنت أسأل نفسي دائما ما الذي يدفعني للقيام بذلك (...) لم أبدأ بتعلم تقنيات التزلج سوى في العشرين من العمر. لم أكن قد تزلجت قبل ذلك، وكنت أجد نفسي في منافسة مع رياضيين بدأوا بمزاولة التزلج مذ كانوا في الثانية من العمر".
وأشار إلى أن بعض الناس "كانوا يعتبرون ما أقوم به أقرب إلى مزحة، والأمر لم يكن لطيفا (بالنسبة إليه). إلا أنني كنت أتمتع بلياقة جيدة، وبدأت بالتحسن تدريجيا".
حل بوا في المركز الأخير في سباق الـ 10 كلم في دورة 1998 في مدينة ناغانو اليابانية، إلا أنه حقق نتائج أفضل في الدورتين المقبلتين: تفوق على خمسة رياضيين في دورة 2002 في مدينة سولت لايك سيتي الأميركية، وتسعة رياضيين في دورة 2006 في مدينة تورينو الإيطالية.
وكان بوا يمني النفس بتحقيق نتائج أفضل في دورة 2010 في مدينة فانكوفر الكندية، إلا أن المالاريا أفشلت آماله.
لكن حظوظ سيمادر قد تبدو أفضل، علما أنها شاركت في كأس العالم للتزلج العام الماضي، وسجلت توقيت 57,21 ثانية في سباق التعرج، وحلت في المركز الـ 61 بفارق 10 ثوان عن الأميركية ميكاييلا شيفرين.
وقالت سيمادر: "تجمعني صداقة بالعديد من المتزلجين الأستراليين لأننا نتدرب معا (...) أنا لست هنا بمفردي. الرياضيون الآخرون يدعمونني وهم أصدقاء رائعون".