ميلان يذكر عشاقه بالزمن الجميل
خلال 5 دقائق فقط، أظهر ميلان قيمته وقلب الطاولة على ضيفه يوفنتوس تاركاً لاعبي ساري في ذهول من هول ما يحدث.
هُمام كدر
عاش عشاق ميلان أمس ليلة من ليالي الزمن الجميل، حين قلب لاعبو فريقهم تأخرهم من 2-0 إلى فوز مبين 4-2، أمام حامل اللقب يوفنتوس ولو أن ملعب سان سيرو ممتلئ بالجماهير كما هي العادة لسهرت مدينة ميلانو حتى الصباح بهد مهرجان كهذا.
من الصعب أن تصدق أن الفريق الذي هزم السيدة العجوز بهذا الشكل، تنحسر طموحاته بتحصيل مركز يؤهله للعب في الدوري الأوروبي الموسم المقبل، لكن الروسونيري يدفع ثمن الهزائم الـ10 التي تلقاها والتعادلات الـ7 على مدار الموسم.
ميلان لم يتعثر سوى مرة واحدة فقط منذ العودة بعد الكورونا، والمفارقة أن هذه العثرة كانت مع متذيل الترتيب سبال بتعادلهما 2-2 في المرحة 29 من السكوديتو، بينما الروسونيري فازوا على متصدر الترتيب يوفي ووصيفه لاتسيو الحالي (الفريق الوحيد الذي فعل ذلك) وخلال أيام فقط.
واللافت أنه حتى في زمن ميلان الجميل في العقد الأول من اللألفية الثانية، لم يحصّل الفريق فوزاً براقاً بهذا الشكل على يوفي، لأن مباراة الأمس كانت الأولى التي يسجل فيها ميلان 4 أهداف في مباراة واحدة بالدوري الإيطالي أمام يوفنتوس منذ آذار/ مارس 1989 (4-0).
على الرغم من أن فريق ساري الأقرب للمحافظة على اللقب، إلا أن رباعية سان سيرو أمس بالتأكيد دخلت في سجلات السيدة العجوز السيئة، لأنها المرة الأولى التي يتلقى فيها يوفنتوس 4 أهداف في مباراة واحدة في الدوري الإيطالي منذ 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2013 ضد فيورنتينا.
ربما كان يحتاج ميلان لقدوم زلاتان من بداية الموسم وذلك عدا عن الإضافة الفنية التي يقدمها السلطان السويدي، تبرز دائماً قدرته على ضبط الإيقاع وتقديم الدعم للاعبين، كما فعل أمس قبل خروجه مستبدلاً بسبب عودته من الإصابة لا سبب نقص في لياقته
وقال نجم ميلان إبراهيموفيتش الذي كان له حصة كبيرة من الفوز حين سجل وصنع هدفاً: "كلنا آمنا بهذا الفوز حتى عندما تأخرنا بهدفين، في النهاية حققنا النتيجة التي أردنا، لم نكن لنرضى بالتعادل، كنا أكثر حسماً وأكثر نجاعة نلعب بالكثير من الثقة يمكنن أن ترى أننا في حالة جيدة داخل وخارج الملعب".
إبرا بخبرته الطويلة يعرف أن طريقة مقارعة الفرق الكبيرة تحتاج لعقلية الصياد الماهر: "عندما تلعب أمام الفرق الكبيرة لا تسنح لك الكثير من الفرص، لذلك عليك أن تكون ناجحاً بنسبة 100%".
وفيما يتعلق بتطلعات الفريق قال إبرا: "هدفنا اللعب في الدوري الأوروبي، علينا التحسن مباراة بعد أخرى وسنرى ما سيحدث في النهاية".
لكن نجم ميلان أكد أن هدفه الفوز باللقب في قادم المواسم (في حال بقي) "لأن ميلان لا يجب أن يكون في المركز السابع أو الثامن".
استفزته الشكوك
أحد أهم نجوم أمسية أمس لم يكن متواجداً داخل خطوط المستطيل الأخضر بل خارجها، رجل ربما استفزته الشكوك والأقاويل فأراد أن يظهر أفضل ما لديه، حتى لو كانت أسابيعه الأخيرة في سان سيرو إنه ستيفانو بيولي مدرب ميلان الذي ذكرت تقارير صحفية واسعة النطاق أن إدارة ناديه توصلت لاتفاق مع خليفته المدرب الألماني رالف رانجنيك ليحل محل بيولي في الموسم المقبل.
بيولي قال في هذا الشأن "لا أفكر في أغسطس، أفكر فقط في المباراة التالية ضد نابولي. أحب وجودي مع الفريق... ولست قلقاً بشأن مستقبلي، أريد فقط إنهاء الموسم بصورة جيدة".
أما عن انتصار أمس فقال: "كل الإشادة للاعبي فريقي، لأنهم يظهرون ذهنية وروحية رائعتين، حتى في الأوقات الصعبة يتكاتفون ويحتفظون بإيمانهم، لذا كوفئوا بهذا الفوز الرائع".
وتابع "هذه نتيجة عملنا كل يوم في ميلانيلو (مركز التدريب). عرفنا ان ترتيبنا لم يكن يناسب موقعنا، لذا عزلنا انفسنا وركزنا على العمل الذي نجيد".
بهذه النتيجة أكمل ميلان أربعة أيام لا تنسى بعد فوزه 3-0 خارج ملعبه على لاتسيو صاحب المركز الثاني يوم السبت، كما أنه جعل روما أحد ضحاياه في المرحلة 29 من الدوري، وإذا ما هزم نابولي فريق مدربه السابق غوتوزو يوم الأحد، فإنه يستحق بلا شك لقب بطل الصيف كناية عن أنه أفضل الإيطالين العائدين بعد الكورونا.