همام كدر
لا يختلف اثنان أن سيتي بات يحل في الأسابيع الأخيرة واحدة من المعادلات الصعبة في كرة القدم، وهي النتائج الإيجابية مقرونة بالأداء المُقنع والجذاب، ليس فقط بالنسبة لجماهيره بل بالنسبة لأغلبيّة عشاق كرة القدم، بما فيهم جماهير منافسيه محلياً وأوروبياً.
البعض يعزو ذلك إلى تخلي بيب غوارديولا عن بعض أفكاره المتشدّدة بما يتعلق بالاستحواذ على حساب الدفع باتجاه الإنتاجيّة وتسجيل الأهداف.
ولكن هل بالفعل هناك تغيير في عقلية المدرب أم أن اللاعبين زادوا من عطائهم في التمارين والمباريات؟
لنلقي نظرة بدايةً على المباراة الأخيرة ضد وست هام الذي حقق ما نسبته 37% مقابل 63% لسيتي ضمن لقاء الفريقين السبت، لكن فقط مع 3 تسديدات على مرمى إيدرسون، وهذا يعني أن سيتي لم يتخلَّ عن تقاليده في السيطرة لكنه منع منافسه من نسج الكثير من الهجمات.
دون أن ننسى أن ثنائية سيتي الذي فاز 2-1 بهذه المباراة جاءت من خلال قلبي الدفاع.
مع العلم أن مانشستر سيتي فاز بـ13 من مبارياته الـ14 بالدوري الممتاز التي تزامل فيها جون ستونز وروبن دياش في الموسم الحالي (تعادل 1)، مستقبلاً 3 أهداف فقط في هذه الفترة.
فاز مانشستر سيتي بآخر 20 مباراة بجميع البطولات، محرزًا 51 هدفًا ومستقبلًا 7 فقط في هذه الفترة. إنّه أحد 3 أندية فقط من الدوريات الأوروبيّة الـ5 الكبرى، يحرز 20 فوزًا متتاليًا أو أكثر، بعد بايرن ميونخ (23 في 2020) وريال مدريد (22 في 2014).
وفي العودة إلى لقاء وولفرهامبتون ذهاب موسم 2019-2020 عندما هزم هذا الأخير سيتي 2-0 على ستاد الاتحاد؛ استحوذ فريق بيب على 72% لكنه سَمح للمنافس بست محاولات على المرمى.
وفي لقاء مونشنغلادباخ في ذهاب دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، بلغت نسبة السيطرة 60% لصالح سيتي وسجل هدفان من تسديدتان على المرمى، دون أن يسمح لمنافسه أن يسدد إلا مرة واحدة.
لا تبدو الفروقات كبيرة من ناحية الاستحواذ، فسيتي حقق نسبة سيطرة بلغت 66.6 %، بشكل عام في جميع مباريات الدوري الإنكليزي الموسم الماضي، مقابل نسبة 64 % هذا الموسم إلى الآن،
وفي حديث الأهداف سجل سيتي الموسم الماضي 102 هدفاً، أكثر من ليفربول البطل بـ17 هدفاً. وتلقى 33. بينما سجل حتى الآن 52 وتلقى 16 فقط. (5 أهداف منهم ضد ليستر في المرحلة الثالثة، وهدفان مع توتنهام في خسارتيه الوحيدتين).
سيتي "الواقعي"
يبدو أن بيب يفكر بالتوازن بشكل كبير....لأن فريقه حافظ على نظافة شباكه هذا الموسم في 15 مباراة، من أصل 26 (أكثر فرق الدوري الإنكليزي لهذا الموسم، وثاني أكثر فريق بالدوريات الخمس الكبرى بعد باريس سان جيرمان) ، أقل بمباراتين فقط من الموسم الماضي كاملاً (17 مباراة).
مقولة: "دعنا نسجل ما يمكن من الأهداف حتى لو تلقينا نصفها لم تعد تغري سيتي"، فالفريق يهتم أيضاً بأن يخرج بأقل ما يمكن من الأهداف المقبولة والتسديدات على المرمى.
ومع أنّ صفة الفريق الدفاعي لطالما التصقت بأتلتيكو سيميوني إلا أنّ سيتي بيب الهجومي كسر القاعدة كلياً فأصبح أقل فريق تلقياً للأهداف في الدوريات الخمسة الكبرى (16) بالتساوي مع أتلتيكو الذي لعب عدد مباريات أقل.
نستنتج مما تقدم أن سيتي حافظ على تقاليده من ناحية السيطرة، لكنه بات يلعب بواقعية أكبر، ولم تعد نتائج الفوز بالأرقام العريضة هي هدفه الأول إذا لم تقترن بالدفاع الصلب.
تحذير من الربان
حتى الآن يسير الفريق بخطى ثابتة مستفيداً من فعاليته وقوته ومن تعثر الخصوم أيضاً، لكن عدداً من خبراء كرة القدم حول العالم يؤكدون على ضرورة الاستمرارية لنيل الألقاب بالنسبة لغوندوغان ورفاقه. بالأخص في دوري أبطال أوروبا المسابقة التي لم يتذوق طعم مجدها بيب إلى في بيته الكتالوني.
وبهذه النقطة تحديداً، حذّر غوارديولا لاعبيه المتألقين من أنه لن يتردد في التخلي عن أي منهم إذا بدأ الشعور بالرضا عن النفس.
وقال قبل مباراته ضد وولفرهامبتون "بقدر ما نفوز ونحقق نتائج جيدة، علينا أن نطالب بتفوق جميع اللاعبين ونقول إن بإمكاننا تقديم أفضل".
وتابع "في اللحظة التي أشعر فيها أن لاعباً يفكر في أن المهمة قد انتهت، لن يلعب هذا الرجل، أنا أسطيع أن أعرف الرجال الذين ليسوا مستعدين لمواصلة ما يتعين علينا القيام به".
ليفربول لا يزال هو حامل اللقب
وفيما يتعلق بليفربول حامل اللقب، يعتقد غوارديولا أن وقتًا عصيبًا منذ مطلع العام الحالي يمر به فريق يورغن كلوب، ولكن ذلك يجب أن يكون بمثابة تحذير له تحديداً، يذكره بأنه بدأ الموسم بشكل متواضع بالنظر للعناصر التي يمتلكها.
وقال "البطل هو ليفربول لا نحن، لتجريده اللقب لا يزال يتعين علينا الفوز بثماني أو تسع أو عشر مباريات وهذا عدد كبير، هناك فرق رائعة تكافح من أجل الفوز. بداية الموسم لم نتمكن من الفوز بثلاث مباريات متتالية في الشهرين الأولين".
لم يخسر سيتي في آخر 27 مباراة وسيعادل أطول مسيرة للنادي دون هزيمة إذا تجنب التعثر أمام وولفرهامبتون واندرارز صاحب المركز 12
وأضاف غوارديولا "نعرف بعضنا البعض جيداً واللاعبون يعرفون مدى إلحاحي"، مشيراً إلى أن الألفة أكثر من الخوف هي التي تقود إلى مسيرة استثنائية.
وختم حديثه "لقد قضينا ثلاثة أيام مشمسة في مانشستر، لكننا لا نسترخي ثانية واحدة، مباراة الذئاب صعبة بشكل لا يصدق، وبعد ذلك لدينا مباراة صعبة يوم الأحد المقبل ضد يونايتد. رأينا ضد تشيلسي مدى قوتهم (يقصد يونايتد). لا يزال هناك الكثير من الأشياء الرائعة للعب من أجلها".