هُمام كدر
أمام كيكي سيتين؛ تحدٍ واحد كبير إذا ما نجح به فإن عدداً من المتطلبات الأخرى ستحل من تلقاء نفسها، متطلبات تتطلع إليها الجماهير الكتالونية في كل مكان من هذا العالم؛ التحدٍ متمثل بأربع أحرف "هوية". هوية النادي الكاتالوني التي يعرفها ويدركها الخصم قبل الرفيق.
الهوية التي يعتقد الغالب من جماهير برسا، أنها بدأت بالتلاشي منذ رحل بيب غوارديولا 2012، حاول النادي إبقاء أكبر قدر ممكن من الهوية الكاتالونية مع الراحل تيتو فيلانوفا، ثم اتجه اللعب في منحى آخر مع تاتا مارتينو، قبل أن تصاغ الهوية بطريقة مغايرة مع إنريكي ولكنها منتجة ثم اندثرت كلياً في عهد المدرب المقال فالفيردي.
محو شبح فالفيردي الذي يخيم على أذهان جماهير برشلونة هو أول مهمة على مدرب ريال بيتيس السابق العمل عليها، وهو بالتأكيد لن يصرح علانية بذلك احتراماً لأصول التسليم والاستلام بين المدربين، ولكن من كلامه في المؤتمر الصحفي يبدو ذلك واضحاً.
"أعدكم بكرة جميلة وممتعة"
للإطلاع على المؤتمر الصحفي الأول للمدرب كيكي سيتين الرجاء الضغط على عنوان المقال التالي:
سيتيين يعد جماهير برشلونة بكرة قدم ممتعة وجميلة
أخبار متعلقة:
عشرة أشياء ينبغي أن تعرفها عن مدرب برشلونة الجديد كيكي سيتين
كيكي سيتين "عاشق ميسي" ومدرب برشلونة الجديد: هل هو الشخص المناسب؟
تعرف على أبرز مدربي برشلونة على مدار تاريخه
صحيح أن كيكي مدرب بلا تاريخ على منصات التتويج، ولكن إذا غصنا قليلاً في طريقة لعب الفرق التي دربها ولو أنها لم تكن تملك طموحات كبيرة نعرف أن لديه العديد من التقنيات التي تصب في هوية برشلونة.
ولعل أهم هذه التقنيات هي سعيه لامتلاك الكرة في نصف ملعب المنافس واللعب الهجومي العالي والاستحواذ الإيجابي الفعال، والعمل على الجوانب التكتيكية في التدريبات وتنفيذها في المباريات.
هذا ما يجعل اللاعبين يستمتعون في المران قبل المعتركات، ومن المعلوم أن اللاعب فيما لو استمتع مع مدربه في تدريباته، من شأن ذلك أن يحرر كل طاقة سلبية محيطة به، هذا بالفعل ما عانى منه لاعبو برشلونة في الموسم الحالي والموسمين السابقين، ولو أنهم خرجوا ودعموا مدربهم المقال في أكثر من مناسبة لكن أدائهم ونتائجهم وانعكاسات مباراتي روما وليفربول كل هذه الأمور كانت تقول غير ذلك.
العمل الكبير الذي ينتظر المدرب كيكي لن يؤدي للألقاب، إلا إذا أخرج الطاقات الكامنة في اللاعبين أمثال دي يونغ، وغريزمان، وفيدال وحتى ميسي الذي لم يكن في مزاج عال بعدد من المباريات هذا الموسم.
الأشباح التي تحيط بالبرسا
بجانب الأمور الفنية، أمام كيكي عمل ذهني كبير، لأنه وما إن يطلق حكم مباراته مع نابولي ضمن إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، حتى لو أنها ستقام في كامب نو وحتى لو فاز برشلونة ذهاباً بنتيجة عالية، ستحضر كوابيس روما وليفربول لا محال وستبقى مع اللاعبين طوال الأدوار الإقصائية.
أمجد الكؤوس التي تاق لها أنصار البلاوغرانا، والتي وعد فيها ميسي وأكد أنه سيعد بها كل موسم، ستكون فيها المنافسة قوية للغاية مع تسيد حامل لقبها ليفربول، لأجمل كرة مقدمة في العالم حالياً، وطموحات سيتي وسان جيرمان ويوفي وخبرة لاعبي ريال مدريد الواسعة فيها، ومن المعلوم أن كيكي يفتقد للخبرة الأوروبية على هذا المستوى من العراك.
ولعل المنافسة في الليغا هذا الموسم مع استعادة ريال مدريد لبريقه بقيادة زيدان، لن تكون أقل صعوبة من دوري الأبطال.
النتائج الجيدة تنهي كل انتظار وكل جدل، وإذا ما بدأ المدرب الجديد لبرشلونة بحصد النقاط منذ المباراة الأولى مع غرناطة، ثم خرج منتصراً أيضاً في المباراة الموالية ضد فالنسيا، فإن الرضا سيستحوذ على أغلب الجماهير ولكن في كامب نو الانتصارات وحدها لا تكفي... يريدون برشلونة الذي عهدوه.