يوم سالت الدماء من رأس كان...قصة صورة
أضافت الدماء التي سالت من رأس أوليفر كان، مزيداً من الملامح القتالية على وجه حارس بايرن ميونيخ الأسطوري الذي كان يبذل دمه حرفياً للذود عن مرمى فريقه، فما قصة هذه الصورة القاسية؟
هُمام كدر
في 12 نيسان/ أبريل من عام 2000 كان بايرن ميونيخ يلعب مباراة هامة خارج معقله ضد فرايبورغ على أرضية ملعب دريسام أرينا، في إطار سعي الأول للابتعاد بالصدارة عن باير ليفركوزن ملاحقه في المركز الثاني على سلم ترتيب بوندسليغا.
في تلك الموقعة اللاهبة، تعرض الفريق البافاري لثلاث ضربات من حسن حظ مناصريه أنه خرج منها حياً، الأولى كانت بتلقيه هدفاً مبكراً في الدقيقة 11، تبعها طرد لاعبه الأسمر صامويل كوفور في الدقيقة 17.
رغم ذلك أدرك فريق المدرب أوتمار هيتسفيلد وقتذاك، التعادل الذي استمر حتى الدقائق الأخيرة التي كانت مليئة بالدراما.
"طلقة من الخلف"
إذ قبل النهاية بقليل جاءت الضربة الثالثة فكانت أكثر قوة وأشد رعباً؛ حين احتاج حارس بايرن لتدخل طبي عاجل لا بسبب إصابة من داخل الملعب بل من المدرجات.
أولفير كان الذي طالما استقبل الكرات القوية بثبات وشجاعة، لم يكن يتوقع أنه سينزف الدماء بسبب كرة غولف، تلقاها على الأغلب بواسطة عصا خاصة، كتبت الصحافة الألمانية آنذاك أن فتى يبلغ من العمر 16 عاماً هو فاعلها.
الفتى الذي أخرجته عناصر أمن الملعب كما ظهر في الإعادة التلفزيونية، سدد كرته وأصاب هدفه بدقة، لكن كانَ يمكن أن يحدث ما هو أسوأ، لو أن "القذيفة" أصابت عين الحارس الذهبي لبايرن.
حمل أوليفير بغضب شديد الكرة التي رميت عليه بغدر من المدرج الخلفي لمرماه، واتجه بها نحو الحكم والدماء تسيل منه، ما استدعى -وكما يظهر في الصورة- المدير العام لبايرن ميونيخ أولي هونيس لتهدئة حارسه بعض الشيء وذلك رغبة منه بإكمال اللقاء، فالظرف صعب واللقب على المحك كل أسبوع.
تلقى كان علاجاً سريعاً داخل الملعب من قبل المسعفين الذين أصروا على إغلاق جرحه بغرزتين، لم تمنعا الرجل من إكمال مهمته وتأمين الانتصار على الفريق صاحب الديار 2-1. بفضل هدف متأخر سجله محمد شول في الدقيقة 87.
وقد ساعد ذلك الفوز بايرن في حسم اللقب بفارق الأهداف عن باير ليفركوزن بعدما تعادلا بالنقاط 73 نقطة، لكل منهما في ذلك الموسم المثير، الذي خسر فيه ليفركوزن في المرحلة الأخيرة أمام فريق يدعى أونترهاخينغ، ما جعل مشجعي بايرن يطلقون عنان فرحتهم.
أكمل أوليفير كان موسم 2007-2008 واعتزل كرة القدم نهائياً بعدما توج بلقب بوندسليغا 8 مرات.