مونديال الدوحة 2019: سيفان حسن...من اللجوء إلى الذهب
اخترقت الهولندية سيفان حسن السيطرة الأثيوبية والكينية، على سباق الـ10 آلاف متر في بطولات العالم السباقة لألعاب القوى، وكللت سباقها أمس السبت بالذهب، في العاصمة القطرية الدوحة ضمن نسخة 2019.
هُمام كدر
سيفان البالغة من العمر 26 عاماً جسّدت مقولة "أن تتدرب بشكل جيد، وتقدّم أفضل ما لديك بالسباق" إذ يكون الحماس على أشده، وذلك حين سجلت أفضل رقم عالمي هذا العام، بهذه المسافة، منهيةً الـ10 كم على مضمار ستاد خليفة الدولي بزمن وقدره 30:17:62 دقيقة.
وكان عرض أمس واحد من أجمل عروض سباقات السيدات في الـ10 آلاف متر، حيث حصلت الهولندية على أول لقب كبير في الهواء الطلق.
وبفضل استراتيجتها الذكية، وإدّخار قوتها حتى نهاية السباق، نجحت بوضع منافستِيها الإثيوبية ليتسنبت غيدي (30.21.23 د) والكينية انييس تيروب (30.25.20 دقيقة)، خلفها والإنطلاق بسرعة نهائية في اللفة الأخيرة لتجتاز خط النهاية بفارق مريح.
وحققت سفيان في آخر 1500 متر زمنا وقدره 3:09:59 وقادت السباق قبل سماع جرس اللفة الأخيرة مدللةً على قوتها واستجابة جسدها القوية للسباق.
الهولندية الفذة عبّرت عن شعورها بعد السباق بالقول: "يا له من شعور لا يصدق، ليس بإمكاني أن أتخيل مدى سعادتي، استغرق الأمر بعض الوقت حتى انخرطتُ في أجواء السباق بشكل كامل، لكن مع مرور الوقت أصبحت أفضل".
وأضافت سفيان: "لقد كان سباقاً صعباً، لكنني ظللت هادئةً، وحافظت على تركيزي حتى نجحت بالفوز".
وأكدت العداءة الهولندية أنها نضجت على مر السنين، "لدي الكثير من التركيز الآن وهذا ما ساعدني على الفوز".
وقالت حسن "كنت عداءة مسافات متوسطة وشكل هذا اختبارا بالنسبة لي. كانت الأمور على ما يرام في البداية لكن عندما اندفعن نحو المقدمة، حاولت بذل قصارة جهدي للبقاء على تواصل معهن. لكنني أدرك انني عداءة 1500 و5000 متر لذا فإنني اذا اقتربت سيكون لدي ما يكفي لتحقيق الفوز".
وكانت حسن قد تدرجت على سلم المجد، حين أحرزت البرونزية في سباق 1500 في بكين عام 2015، وذلك في أول تمثيل رسمي لها في بطولة العالم تحت العلم هولندا التي لجأت إليها مع عائلتها بعمر 15 عاماً من أثيوبيا.
ثم حققت حسن برونزية سباق 5 آلاف في بطولة العالم في لندن في 2017.
تدربت في إثيوبيا ولعبت لهولندا
ولدت حسن عام 1993 في مدينة أدمة الإثيوبية، وفي سنة 2008، وبعمر الـ15 هاجرت كلاجئة إلى هولندا، حيث بدأت بدراسة التمريض هناك، ثم بدأت بعد ذلك مسيرتها الرياضية واختصت بسباقات 1500 متر و3000 متر.
أمضت حسن شبابها في إثيوبيا، موطن بعض من أفضل المتسابقات في المسافات المتوسطة على هذا الكوكب. ولكن بعد أن عاشت وتدربت في هولندا منذ عام 2008، أصبحت تفخر بوطنها الجديد وتقول عن ذلك: "منذ أن جئت إلى هولندا قبل نحو عقد من الزمن، لم أكن على اتصال بالشعب الإثيوبي؛ لقد كان لدي اتصال أكثر بالشعب الهولندي".
وأضافت فيما يتعلق بموضوع مواطَنتها الهولندية "في أول مسيرتي، دائماً ما كنت أذهب إلى البطولات مع زميلتي الهولندية مورين كوستر (عداءة هولندية في مسافة 1500 متر)، وأجلس معها وأتناول معها الطعام، لذلك كنت أشعر أني أتمكن من اللغة أكثر. وحين يكون لديك المزيد من الاتصال مع الشعب يكون لديك المزيد من الإنتماء".
وحين مثّلت هولندا لأول مرة في بطولة العالم بالصين 2015 قالت: "هذا يعني الكثير بالنسبة لي أن أرتدي القميص الهولندي في بطولات العالم، أنا أعيش هنا، وقد أصبحت هولندا موطني".
وكانت ذهبية أمس الأولى لهولندا في البطولة حتى الآن، وهي حصيلة مرشحة للزيادة إذا ما قررت سفيان المشاركة في سباق 1500 أو 5000 يوم السبت القادم في الدوحة. وقد قالت حسن إنها تميل نحو سباق 1500، بينما يميل مدربها البرتو سالازار نحو 5 آلاف.