المنتخب السعودي وسنين الإحباط
كل يوم يستيقظ الانسان من نومه ويشعر بأن كل من يعشقه بخير فيرتاح ويطمئن إلا عشاق الأخضر السعودي..
ذات يوم كان هناك منتخب لا يدري عنه أهل القارّة إلا أهل الجوار، فقدّم نفسه كمشارك ليس إلا.. فقال البعض نعم إنه محطة تزويد نقاط في مجموعتنا. لم يدرون أن هناك إعصاراً قادماً سوف يولده هذا المنتخب. دخل البطولة على أنها أول مشاركة فظنّ البعض أنه منتخب تكفيه المشاركة فبدأ النزال وأتى من بين الجميع وهم في غفلة عنه فوصل النهائي، فقالوا نشوة مشاركة ليس إلا وأن الصين هي من سوف تتوّج بالذهب فانتزع هذا المنتخب المشارك لأول مرة كأس أمم آسيا. فقالوا لن يذهب بعيداً انتظروه.. فشارك في البطولة للمرّة الثانية فإذا به يصل إلى النهائي وينتزع اللقب مرّة ثانية فبدأ الرعب يدبّ في القارّة وتوالت المشاركات والوصول إلى النهائي عقداً من الزمن انتزع خلاله لقباً ثالثاً عام 1996 من أرض منافسٍ عنيد.
ثم بدأت سنوات عجاف.. سنوات المرارة والإحباط، فعام 2004 خرج المنتخب السعودي من الأدوار الأولى.. فكانت الصاعقة أهذا هو منتخب تسيّد وتزعّم قارّة لمدّة عشرين عام من الوصول إلى النهائي وانتزاع الكأس ثلاث مرّات؟ أهذا منتخب أرعب أهل الغرب قبل الشرق فبدأ المرض يدبّ فيه؟
ثم عاد عام 2007 وكله طموح بالكأس التي فقدها منذ أعوام فإذا به يصل إلى النهائي الحلم أمام منافس متعطّش لهذه البطولة فحاول مراراً وتكراراً هزّ شباك منافسه إلا أن المرض الذي أصابه ما زال يعاني من آلامه، وتوالت السنين وما زال الإحباط يتصارع مع زعيم القارّة ذات يوم فلم يستطع أن يحقّق كأس الخليج لأن المرض يريد أن يقضي على هذا المنتخب من جذوره وأتى عام 2011 فكانت مشاركة مخيبة للآمال وأتى كأس الخليج ولم يستطع أن يحقّقه وأتى عام 2014 وكانت البطولة في أرضه أمام أشقائه الخليجيين فخسر النهائي و زاد الإحباط إحباطاً فتأملنا أن ذلك سيكون دافعاً قوياً لآسيا 2015 فما كان إلا أن تكون مباراة الافتتاح خسارة لمنتخب تسيّد القارة ذات يوم وأمام من انتزع منه الأخضر السعودي أول بطولة وها نحن خرجنا منها بعد أن كانت محببة لدينا..
أخيراً علي أن أقول رغم ما قدمته لنا من إحباط في الماضي.. أرجو من الله أن تعود إلى وضعك الطبيعي عالمياً.. لا تنسى أيها المنتخب أنك بطل ثلاث مرّات لآسيا.. لا تنسى أيها المنتخب أنك من شرّف العرب عام 1994 بوصولك إلى دور 16 نعم نحن حزينون على أدائك ولكنا متفائلون....
هذا المقال نشر في beIN SPORTS Your Zone