يستعد الحارس المجري المخضرم غابور كيرالي لدخول تاريخ نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم في نسختها المقبلة في فرنسا من 10 حزيران/يونيو حتى 10 تموز/يوليو، على أمل دخول التاريخ، إذ سيصبح أكبر لاعب في البطولة القارية.

وسيكون كيرالي (40 عاماً)، الذي من المنتظر أن يقع خيار المدرب الألماني برند شتورك عليه كحارس أساسي في تشكيلة منتخب المجر، أكبر لاعب في تاريخ النهائيات القارية، متفوقاً على نجم ألمانيا السابق لوثار ماتيوس (39 عاماً و91 يوماً) عندما لعب امام البرتغال في 20 حزيران/يونيو 2000.

ويحمل كيرالي الذي دافع عن ألوان أندية مثل هرتا برلين وباير ليفركوزن وميونيخ 1860 في ألمانيا ووست هام وأستون فيلا وفولهام في إنكلترا قبل أن يعود في 2015 إلى فريق بداياته هالاداش، الرقم القياسي المحلي من حيث عدد المباريات الدولية إذ خاض حتى الآن 102 مباراة أولها في 1998، متقدما على لاعبين مثل جوزف بوتشيك أحد افراد الجيل الذهبي في الخمسينات (101 مباراة) وزميله الأسطورة فيرينك بوشكاش الذي يحتل المركز السابع (85 مباراة) وزميليه في التشكيلة الحالية رولاند يوهاش (91 مباراة) وزولتان غيرا (88).

وتلعب المجر، التي تعود مشاركتها الكبرى الأخيرة إلى مونديال 1986، في البطولة ضمن المجموعة السادسة مع النمسا وايسلندا والبرتغال.

ولا يمتاز كيرالي بتصديه للكرات المتجهة إلى مرماه فقط، بل أيضاً بسرواله الرياضي الطويل باللون الرمادي الذي يلازمه منذ عشرين عاماً واشتهر فيه في الملاعب الالمانية والانكليزية.

وساهم كيرالي، الذي بلغ الاربعين في الاول من نيسان/ابريل الماضي، بتأهل منتخب المجر الى النهائيات الاوروبية للمرة الاولى منذ 1972.

ويقول العجوز المجري الذي خاض 800 مباراة ل"فرانس برس" في شومباتيلي (شرق البلاد) حيث ولد وعاد الصيف الماضي لإنهاء مسيرته في الفريق الذي انطلق منه "احتاج الى مزيد من الوقت للتعافي أكثر من قبل، ولكن حالتي البدنية جيدة ولدي الخبرة".

وفي حال لم يتعرض إلى الإصابة، فان كيرالي، سيصبح في الرابع عشر من الشهر الجاري ضد النمسا، أكبر لاعب في تاريخ نهائيات كأس الأمم الاوروبية، وسيرتدي سرواله الطويل طوال المباراة كالمعتاد حتى ولو كان الحر شديدا.

ويقول في هذا الصدد "أؤمن بالخرافات، فمن دون السروال أشعر بعدم الارتياح. بالنسبة لي، الأهم على أرض الملعب هو ان يكون شعوري جيداً وأن أكون مرتاحاً، وليس أن أشبه عارضي الأزياء. إنها مسألة جسدية ونفسية على حد سواء".

ولا يرتدي كيرالي ثيابه الرياضية خارج الملاعب "بالنسبة لي، إنها عادة في العمل، وأنا لا أرتدي ثياب العمل أثناء الترفيه. عندما يصادف أن أرى أشخاصاً يرتدون ثياباً رياضية رمادية في الطرقات، اتساءل حقا كيف يمكن ارتداء ذلك ...".

على خطى زوف

ارتدى كيرالي سرواله للمرة الاولى وهو في الحادية والعشرين، وتصدى في تلك المباراة لركلة جزاء للاعب النمسوي توني بولستر في مباراة ودية عام 1998 ما ادى الى فوز فريقه 3-2.

وعلق على تلك المباراة قائلا "انها ذكريات رائعة، على غرار البطاقة الحمراء لليونيل ميسي في مباراته الدولية الاولى"، التي خسرتها الارجنتين امام المجر في بودابست عام 2005.

ويؤكد كيرالي، وهو نجل لاعب وسط في بلدته شومباتيلي ايضا، انه احب مركز حارس المرمى منذ البداية "احببت ذلك على الفور".

كان هدفه في البداية ببساطة "ان يكون لاعباً محترفاً في الدوري المجري"، ولكن الأفق اتسع أمامه بعد تألقه المحلي، فانتقل في الثانية والعشرين إلى ألمانيا بعد التوقيع مع هرتا برلين.

وفي 2004، بعد سبعة أعوام و244 مباراة، منها عشر مباريات في دوري أبطال اوروبا مع هرتا برلين، انضم كيرالي إلى كريستال بالاس الإنكليزي وكان أساسياً في صفوفه لعامين، ثم تعثرت مسيرته في 2006 مع فولهام وميونيخ 1860، لكنه احتفظ بثقة مدرب المنتخب برند شتورك لاحقاً الذي عول على خبرته.

ويعشق كيرالي الحارس الإسطوري لإيطاليا دينو زوف الذي توج مع منتخب بلاده وهو فوق الأربعين بلقب كأس العالم عام 1982.