بوفون وأبرز عشرة لاعبين لم يتوّجوا بالأبطال
لا تكتمل الصورة أحياناً، فرغم مجهود الرسّام، تأبى اللوحة أن تبلغ ذروة التناسق.
أنيس معط الله
مسيرة نجوم كرة القدم، خاصة الأساطير منهم، تتزيّن بإبداعاتهم وتخلّد بتتويجاتهم، فيدخلون التاريخ من بوابة المجد وتحفر أسمائهم بأحرف من ذهب على صخرة العظماء، لكن بعضهم ذاق حلاوة كل الألقاب إلا دوري أبطال أوروبا أبت وتمنعت.
في كرة القدم هناك ثلاثة أنواع من سِيَرِ وحكايا اللاعبين، فهناك من يبلغ سن التقاعد دون أن يفوز بأي لقب، وهناك من يفوز بكل شيء، وهناك من يفوز بكل شيء إلا دوري أبطال أوروبا، وفي هذه الحكاية الأخيرة لدينا أبرز عشرة لاعبين تمنّعت عنهم صاحبة الأذنين رغم فوزهم بأغلب الألقاب أو كلها.
جيجي بوفون
[[{"uri": "/media/11700", "style": ""}]]
نبدأ حكايا العظماء، مع حارس يوفنتوس والمنتخب الإيطالي جانلويجي بوفون، الذي نجح في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه بعد 2003 مع السيدة العجوز.
فاز بوفون بـ 18 لقباً أثناء مسيرته الطويلة التي ارتدى خلالها أقمصة بارما ويوفنتوس والمنتخب الإيطالي، ففي 6 سنوات قضاها مع بارما فاز بوفون بلقب كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي الآن) عام 1999، وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالية في العام ذاته.
بعد أعوام من التألق مع بارما، انتقل بوفون إلى يوفنتوس عام 2001 في صفقة قياسية هي الأعلى في تاريخ حراس المرمى إلى حد الآن، ولم يتأخر "جيجي" في اثبات نفسه وبدأ يجني اللقب تلو الآخر مع السيدة العجوز التي بسطت سيطرتها على كرة القدم الإيطالية.
منذ انتقاله إلى اليوم فاز بوفون بـ 12 لقباً مع يوفنتوس، دون اعتبار اللقبين اللذان تم سحبهما من الفريق عامي 2005 و2006 بتهمة التلاعب بنتائج المباريات عام 2006، فقد أحرز الحارس العملاق 6 ألقاب دوري و 4 ألقاب في كأس السوبر الإيطالية، قبل أن يضيف لقب كأس إيطاليا إلى مسيرته مع يوفنتوس حين فاز على لاتسيو في نهائي العام الحالي.
مع المنتخب الإيطالي بلغ ابن بارما قمّة المجد، إذ قاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم 2006 على حساب المنتخب الفرنسي، في العاصمة الألمانية برلين.
كل هذه التتويجات الجماعية، أضاف إليها بوفون 28 لقباً فردياً، أبرزها لقب أحسن حارس في القرن الحالي، وثاني أحسن لاعب في العالم عام 2006 وأحسن حارس في الدوري الإيطالي 9 مرات، لكن بالرغم من كل هذه الانجازات عجز بوفون عن كسب ودّ صاحبة الأذنين، إذ خاض نهائي عام 2003 أمام ميلان وخسره بركلات الترجيح في معقل مانشستر يونايتد "أولد ترافورد"، فهل تكون تبتسم برلين لبوفون مرة أخرى وتمنحه لقب أمجد الكؤوس الأوروبية؟.
بافيل نيدفيد
[[{"uri": "/media/12521", "style": ""}]]
هو أفضل لاعب في العالم عام 2003، أحرز كل الألقاب المحلية مع لاتسيو ويوفنتوس، لكنه لم يتمكن من ترويض اللقب الأوروبي.
في عام 2003 بكى نيدفيد كثيراً في إياب دور الأربعة أمام ريال مدريد، فقد حرمه الحكم السويسري أورس ماير من خوض النهائي الذي طالما حلم به، بعد نيله الانذار إثر تدخله على الإنكليزي ستيف ماكمانامان.
في تلك المباراة، سجّل نيدفيد الهدف الثالث وقاد يوفنتوس إلى مواجهة ميلان في "أولد ترافورد"، لكنه تخلّف عن الموقعة التي خسرها فريقه بركلات الترجيح، لتبقى مسيرة ابن العاصمة التشيكية براغ منقوصة من أمجد الكؤوس الأوروبية.
باتريك فييرا
[[{"uri": "/media/12522", "style": ""}]]
فاز لاعب وسط الميدان الفرنسي باتريك فييرا بـ 21 لقباً في مسيرته الاحترافية مع أندية أرسنال ويوفنتوس وإنتر ميلان ومانشستر سيتي والمنتخب الفرنسي الذي أحرز معه الثلاثية الشهيرة (كأس العالم وكأس أمم أوروبا وكأس القارات)، إضافة إلى 12 لقباً فردياً، لكن رغم هذه المسيرة المظفرة فشل فييرا في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا التي بقيت حلماً لأحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم الفرنسية والعالمية.
لوثر ماتيوس
[[{"uri": "/media/12523", "style": ""}]]
لا يشك أحد في قيمة الأسطورة الألماني لوثر ماتيوس صاحب اللمسات الساحرة والانضباط الكبير، فهو الذي قاد بايرن لسبعة ألقاب دوري في ألمانيا وشغل الناس مع إنتر ميلان الإيطالي ونال الإشادة مع المنتخب الألماني بعد الفوز بلقب مونديال 1990 بإيطاليا.
خلال مسيرته الطويلة، تمكّن ماتيوس من الفوز بأكثر من عشرين لقباً جماعياً، ونال العديد من الجوائز الفردية أبرزها لقب جائزة أفضل لاعب في العالم عامي 1990 و1991، لكن قصة الأسطورة الألماني بقيت منقوصة من فصل مهم وهو دوري أبطال أوروبا، فبالرغم من بلوغه المباراة النهائية عامي 1987 و1999، لم يتمكن ماتيوس من نيل اللقب الأوروبي، فالأول خسره أمام بورتو البرتغالي بهدف تاريخي للجزائري رابح مادجر، والثاني ضاع بطريقة دراماتيكية أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي حين قضى تيدي شيرنغهام وأولي غونار سولشكاير على آمال بايرن في آخر دقيقتين من المباراة.
فرانشيسكو توتي
[[{"uri": "/media/12524", "style": ""}]]
نال توتي كل الألقاب الممكنة مع فريقه روما الإيطالي ومنتخب بلاده، فهو الوفي والملك والابن المدلل وأفضل لاعب في تاريخ روما وواحداً من أفضل ما أنجبت كرة القدم الإيطالية، خاصة بعد فوزه بكأس العالم 2006 صحبة الجيل التاريخي بقيادة المدرب مارتشيلو ليبي.
كل هذه الانجازات تجعلك تتخيل مدى جمال المتحف الشخصي لفرانشيسكو توتي، لكن الصورة الجميلة قد لا تكون جميلة كفاية، بسبب غياب صاحبة الأذنين التي لم يتمكن توتي ولا روما من إحرازها، بل لم تكن الفرصة متاحة للفوز بها، فمهما بلغ الفريق الإيطالي القمة لن يتمكن من مجارات الفرق العظيمة في القارة العجوز، لكن رغم إدراكه استحالة الفوز بالأبطال مع روما بقي توتي وفياً للذئاب ورفض كل العروض التي قدمت إليه.
فابيو كانافارو
[[{"uri": "/media/12525", "style": ""}]]
لا تختلف مسيرة المدافع الإيطالي فابيو كانافارو كثيراً عن مواطنه فرانشيسكو توتي، إذ توّج بالدوري الإيطالي وكأس العالم، وأضاف إليهما بطولة الدوري الإسباني مع ريال مدريد.
في عام 2006 بلغ كانافارو قمة المجد، حيث توج في برلين بلقب كأس العالم مع المنتخب الإيطالي، قبل أن يكون على موعد مع دخول التاريخ في مدينة زيوريخ السويسرية حين نال جائزة أفضل لاعب في العالم.
كل هذه الانجازات جعلت كانافارو واحداً من أفضل ما أنجبت الكرة الإيطالية، لكن حكاية المدافع الأنيق انتهت دون أن تتزين بسيّدة البطولات وأجمل الألقاب، دوري أبطال أوروبا.
روبيرتو بادجيو
[[{"uri": "/media/12526", "style": ""}]]
يعتبر ربيرتو بادجيو الموهبة الأبرز في تاريخ كرة القدم الإيطالية، فهو المراوغ والهداف وصاحب التمريرات الحاسمة والنظرة الثاقبة والشخصية القيادية.
كل هذه الصفات الحميدة للاعب كرة القدم، جعلت بادجيو يلعب لأكبر فرق إيطاليا وهم الثلاثي ميلان وإنتر ويوفنتوس، لكن رغم هذه التجربة الثرية لم يهتدي روبيرتو إلى الممر المؤدي إلى منصات التتويج بصاحبة الأذنين.
الموهبة المتوّج بجائزة أفضل لاعب إيطالي في القرن العشرين، فاز بأكثر من ثلاثين جائزة فردية، إضافة إلى ألقاب الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا وكأس الاتحاد الأوروبي مع الفرق التي لعب لها.
يتذكر عشاق كرة القدم ركلة الترجيح التي أضاعها بادجيو في نهائي كأس العالم عام 1994 أمام البرازيل، لكن ما يغفل عليه البعض، هو أن أفضل لاعب في تاريخ إيطاليا فشل في الفوز بأمجد الكؤوس الأوروبية.
أخبار متعلقة
زلاتان إبراهيموفيتش
[[{"uri": "/media/12529", "style": ""}]]
"إبرا" هو مفخرة كرة القدم السويدية وواحد من أفضل المهاجمين في العالم، فهو المهاجم صاحب الأهداف الفريدة في الكرة العالمية.
فاز زلاتان بلقب الدوري الهولندي والإيطالي والإسباني والفرنسي وهو اللاعب الوحيد الذي يملك هذا الانجاز في العالم، لكن ألقابه الـ 25 مع الأندية التي لعب لها، لم تشمل بطولة دوري أبطال أوروبا بالرغم من عراقة هذه الفرق.
قصة زلاتان إبراهيموفيتش مع دوري الأبطال فريدة بعض الشيء، ففي عام 2010 انتقل زلاتان من إنتر ميلان الإيطالي إلى برشلونة الإسباني حامل اللقب الأوروبي حينها، وبعد انتقاله إلى البلوغرانا، فاز فريقه السابق إنتر بأمجد الكؤوس الأوروبية، فقرر زلاتان العودة إلى إيطاليا عام 2011 ليلعب بقميص ميلان، بعد أن ساءت علاقته بمدرب الفريق الإسباني بيب غوارديولا، وفي ذات العام عاد برشلونة للفوز بدوري أبطال أوروبا.
يخوض اللاعب السويدي منذ ثلاثة أعوام تجربة ناجحة مع باريس سان جيرمان الفرنسي ويطمح إلى جلب اللقب الأوروبي إلى العاصمة الفرنسية.
"الفينومينو" رونالدو
[[{"uri": "/media/12527", "style": ""}]]
لقبه الإيطاليون بالظاهرة لأنهم لم يشاهدوا لاعباً يتعامل مع المدافعين وحراس المرمى بتلك الكفاءة العالية، إنه الأسطورة البرازيلي لويس نازاريو داليما رونالدو.
خاض رونالدو تجربة طويلة في أوروبا، اختلطت فيها الأتراح بالأفراح، فسعادته كانت بالإشادة والألقاب الفردية والجماعية التي فاز بها، أم أتراحه فكانت لعنة الإصابات التي جعلت أسطورته لا تكتمل.
لعب الظاهرة لأقوى وأعرق الفرق العالمية أبرزهما الثنائي الإسباني برشلونة وريال مدريد والثنائي الإيطالي إنتر وميلان، وحقّق أرقاماً قياسياً فاستحق أن يكون نجم عصره وربما هو أفضل مهاجم في التاريخ.
فاز رونالدو بجائزة أفضل لاعب في العالم 3 مرات وبكأس العالم مرتين عامي 1994 و2002، إضافة إلى العديد من الألقاب مع الأندية التي لعب لها، لكنه أنهى مسيرته المظفرة دون التتويج بدوري أبطال أوروبا الذي بقي حلماً ضائعاً لدى أيقونة كرة القدم العالمية.
أفضل لاعب في التاريخ
[[{"uri": "/media/12528", "style": ""}]]
عاش مارادونا فترته الذهبية في الملاعب الأوروبية، إذ تقمّص أزياء برشلونة الإسباني، وفاز معه بثلاثة ألقاب محلية قبل أن يُجبر على ترك النادي الكتالوني والتوجه إلى نابولي الإيطالي، الذي فاز معه بلقب الدوري والكأس والسوبر الإيطالي وكأس الاتحاد الأوروبي.
مع المنتخب الأرجنتيني فاز مارادونا بلقب كأس العالم 1986 بالمكسيك، وسجل أجمل هدف في تاريخ المونديال، قبل أن يعود عام 1990 ويقود بلاده إلى المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني الذي حسم الأمور لمصلحته.
على المستوى الفردي، فاز دييغو بأكثر من 30 جائزة فردية أبرزها أفضل لاعب في القرن عام 2000، بل إن الملاحظين اختلفوا على منحه لقب أفضل لاعب في التاريخ في منافسة شرسة مع البرازيلي بيليه.
كل هذه الانجازات منحت دييغو لقب ملك كرة القدم، لكن رغم جمال التاج المرصّع بأغلى الألقاب والانجازات، فإنه يبقى منقوصاً من الجوهرة الأجمل "دوري أبطال أوروبا".
قائمة الأساطير الذين تمنعّت عنهم سيّدة البطولات ماتزال طويلة، فدينيس بيركامب وغابرييل باتستوتا وريفالدو وميكاييل بالاك وإيريك كانتونا ورود فان نستلروي كلها أسماء لامعة لم تلامس سحر صاحبة الأذنين.