كوبا أميركا 2015: نيمار من جيل آخر
يبدو أن نيمار سيحمل آمال البرازيلين على ظهره مجدداً.
اشتهرت البرازيل عبر تاريخها الكروي بتصدير نجوم كبار وعلى رأسهم بيليه، لكن "الجوهرة السوداء" لم يكن في أيامه النجم الوحيد في تشكيلة السيلساو وذلك خلافاً لنيمار الذي يجد نفسه مضطراً لفعل كل شيء مع المنتخب الحالي المشارك في كوبا أميركا تشيلي 2015.
أثبت نيمار في المباراة الأولى لبلاده ضد البيرو بأنه قادر على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه كنجم كبير أوحد في تشكيلة المدرب كارلوس دونغا، وذلك بتسجيله هدفاً وتمريره كرة الهدف الثاني (2-1)، مانحاً السيلساو فوزه الحادي عشر على التوالي منذ خروجه المذل من مونديال 2014 على أرضه بخسارته في نصف النهائي أمام ألمانيا 1-7 ثم على مباراة المركز الثالث أمام هولندا 0-3.
لقد وصفته الصحافة التشيلية بعد مباراة البيرو بأنه لاعب من جيل آخر بسبب الأداء الرائع الذي قدمه في مستهل مشواره بلاده في البطولة القارية.
أخبار متعلقة:
ما هو مؤكد أن نيمار، القادم من موسم رائع مع برشلونة الإسباني حيث توج مع الأخير بثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا، يعتبر "الحارس" الوحيد لما تبقى من ثقافة اللعب الجميل أو "جوغو بونيتو" الذي عرف به أبناء "اوريفردي" لكن ذلك قد يصب في مصلحته لأنه سيتمكن من إظهار موهبته الحقيقية لكنه لا يصب في مصلحة المنتخب دائماً لأن البرازيل قد تواجه خطر غيابه كما حدث في المونديال.
مبررات دونغا
[[{"uri": "/media/7916", "style": ""}]]
"يجب الأخذ بعين الاعتبار أننا فقدنا 5 لاعبين كان مقرراً مشاركتهم في البطولة"، هذا ما قاله دونغا في تبريره للأداء المتواضع الذي قدمه المنتخب أمام البيرو باستثناء نيمار الذي قدم لمحات فنية رائعة.
ويمكن تبرير موقف دونغا الذي يفتقد خدمات صانع ألعاب تشيلسي الإنكليزي اوسكار بسبب الاصابة التي حرمته أيضاً من خدمات الظهيرين الهجوميين مارسيلو ودانيلو.
وقد شدد دونغا أن الفوز الذي حققه منتخبه، ورغم غياب الجمالية البرازيلية التقليدية، جاء بفضل الأداء الجماعي لكي يخفف من وطأة اعتمادية "سيليساو" على نيمار وحسب.
"دونغا يمنحنا الكثير من حرية التحرك يساراً أو يميناً، لكنه يطلب منه دائماً أن نساند الدفاع. الفريق يلعب بجماعية وبشكل مدمج"، هذا تفسير مهاجم فلوميننسي فريد لاستراتيجية دونغا الذي يعرف عنه تركيزه على النتيجة عوضاً عن الأداء الجميل.
الإبداع البرازيلي في ادنى مستوياته هو انعكاس لشخصية دونغا اللاعب الذي كان يلعب دوراً حاسماً في وسط الملعب من أجل إبقاء الكرة بين أقدام لاعبي السيلساو الذي يعتمد بعد الدفاع على جرأة ومخاطرة بعض اللاعبين ومن ابرزهم نيمار.
لكن الدفاع بحذ ذاته لم يكن في قمة مستواه أمام البيرو وذلك باعتراف دونغا الذي يدرك بأنه يقود فريقاً يبحث عن الفوز وليس عن الاستعراض البرازيلي التقليدي.
كولومبيا مجدداً
[[{"uri": "/media/7914", "style": ""}]]
وسيواجه السيلساو منتخب كولومبيا التي شكل لاعبه زونيغا كابوساً مرعباً لدولة البرازيل بأكملها بعدما أصاب نيمار في ظهره، إصابة حمرته من متابعة المونديال كلاعب واجلسته فقط كمشاهد.
وصحيح أن نيمار تواجه مع كولومبيا بعد تلك المباراة المشؤومة في لقاء ودي أقيم في أيلول/سبتمبر الماضي وكان نجم برشلونة صاحب الهدف الوحيد فيه، إلا أن لقاء الأربعاء في سانتياغو سيكون أكثر أهمية لبلاده لأن الفوز به سيمنحها بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي.
وسيجدد نيمار الموعد مع زونيغا الذي لعب أساسياً في المباراة الأولى التي خسرتها كولومبيا أمام فنزويلا 0-1، علماً بأن الأخير شارك أيضاً في اللقاء الودي الذي أُقيم في أيلول/سبتمبر الماضي، وتعانق مع نيمار في إشارة إلى أن حادثة مونديال 2014 أصبحت خلفهما.