الهجرة الأخيرة للنورس الساحر ...أحمد راضي
وقع خبر رحيل النجم العراقي أحمد راضي كالصاعقة ليس على العراقيين فحسب بل على كل جماهير كرة القدم في العالم العربي.
وارتبط اسم راضي بتألق أسود الرافدين ثمانينيات القرن الماضي وبلوغهم المجد المونديالي لأول مرة في تاريخهم.
ولد أحمد راضي في 21 نيسان/أبريل 1964، وبرزت مواهبه في سن مبكر وتألق مع ناديي الرشيد والزوراء.
واصل تألقه مع المنتخب الأول في الثمانينيات والتسعينيات حيث قاده الى نهائيات مونديال المكسيك 1986، الوحيد الذي شارك فيه المنتخب العراقي، حيث نجح بتسجيل الهدف الوحيد لبلاده في كأس العالم في مرمى بلجيكا.
وكانت لأحمد راضي علاقة ود كبيرة مع الصحافة المحلية التي اطلقت عليه لقب النورس الساحر.
كما أحرز بطولة كأس الخليج في 1984 و1988 عندما نال جائزة افضل لاعب في القارة الآسيوية.
وفي عام 2007 دخل أحمد راضي مجال السياسة، وأصبح عضوا في مجلس النواب العراقي وعضو لجنة الشباب والرياضة في المجلس، كما ترشح لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم في حزيران/يونيو 2011 قبل انسحابه.
وترأس راضي إدارة نادي الزوراء الذي حقق معه شعبية عريضة كلاعب ومدرب أيضاً عام 2004 ولم يجدد ولايته عام 2008، بعدما فضل الانتقال إلى الأردن قبل أن يعود ويصبح عضواً في البرلمان عن القائمة العراقية.
ونعى رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة "أسطورة كرة القدم العراقية"، مشيراً إلى موقع الاتحاد القاري "تشعر أسرة كرة القدم الآسيوية بالحزن الكبير لوفاة أحد أهم رموز كرة القدم العراقية، ونحن نقف إلى جانب أسرة الفقيد أحمد راضي والاتحاد العراقي لكرة القدم، كان أحمد راضي إيقونة للرياضة في بلده، وسوف تبقى مساهماته خالدة في أذهان عشاق كرة القدم بقارة آسيا".
وكتب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على تويتر ينعي فيها اللاعب الراحل "نعزي عائلة وذوي ومحبي الكابتن أحمد راضي الذي وافته المنية اليوم".
وأضاف "رغم فقداننا له إلا أنه حي في قلب كل عراقي بما يمثله من هوية وطنية وذاكرة مفعمة بالإبداع والإنجازات الكروية".
ونعى رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم الأمير علي بن الحسين اللاعب الراحل وكتب على تويتر "رحم الله الأخ والصديق النجم العربي الكبير أحمد راضي الذي كان في طريقه إلى عمّان لتلقي العلاج
من مضاعفات فيروس كورونا.
"لقد فقدنا هامة رياضية نفخر ونعتز بها ومثالا بأخلاقه وعزيمته".
حسرة الاحتراف الخارجي
وبرزت مواهب أحمد راضي في سن مبكرة فجمع صفات المهاجم العصري بعد تألقه مع الزوراء في الدوري المحلي واتسعت رقعة التألق عربياً في كأس فلسطين للشباب في المغرب (1983) ومع منتخب بلاده الأول في المغرب أيضاً بعد عامين، ثم حجز بطاقته إلى النجومية العالمية في مونديال المكسيك.
ومن سوء طالع راضي أنه عندما وجد فرصة العمر التي لا تأتي إلا مرة واحدة، لم يستفد منها لأسباب عدة.
وتمثلت هذه الفرصة في تلقيه عرضا للاحتراف في الباراغواي مع نادي انترناسيونال مقابل مليون ونصف المليون دولار عندما كان في قمة عطائه عام 1989، أي بعد عام من اختياره أفضل لاعب في آسيا، لكن القوانين في بلده لم تكن تسمح يومها باحتراف اللاعبين.
وبعد عام، وضع العراق في عزلة دولية اثر غزوه للكويت، ولم يجد احمد راضي متنفساً الا في قطر حيث احترف وزميله ليث حسين مع الوكرة وامتدت الفترة 3 مواسم (93-96).
وتلقى عرضاً من أحد الأندية الكورية الجنوبية لكن الصفقة لم تتم وفضّل العودة من جديد إلى الزوراء ولعب معه موسمين قبل أن يعتزل محلياً ودولياً بعد أن دافع عن ألوان بلاده أكثر من عقد ونصف.
رحلة إدارية
واتجه راضي إلى التدريب حيث عمل مدرباً لمنتخب الناشئين كما أشرف على تدريب فريق الشرطة ولفترة بسيطة على فريق القوة الجوية، بالاضافة إلى نادي الزوراء.
اتجه بعدها الى المسؤولية الادارية حيث شغل منصب رئيس نادي الزوراء بين 2003 و2006.
غادر معقل فريقه مرغما بسبب التأثيرات والمتغيرات التي اخذت تجتاح العراق في تلك السنوات.
ولراضي ثلاث بنات وشاب وتستقر عائلته في العاصمة الأردنية عمّان التي عاد منها الى العراق في آذار/مارس الماضي، بعد ان تم طرح اسمه مرشحاً لحقيبة وزارة الشباب والرياضة، لكنه اضطر للبقاء في بغداد بعد اغلاق الحدود وتوقف رحلات الطيران.