- الرئيسية >
- مونديال 2018 بين الإبهار الروسي واستمرار المتعة والتشويق - كأس العالم روسيا FIFA 2018 أبرز اللقطات وأهم الأحداث
مونديال 2018 بين الإبهار الروسي واستمرار المتعة والتشويق - كأس العالم روسيا FIFA 2018 أبرز اللقطات وأهم الأحداث
بين إبهار روسي ونجاح كامل في التنظيم واستمرار المتعة والتشويق والمفاجآت المدوية تتواصل مواجهات نهائيات كأس العالم روسيا FIFA 2018 والتي وصلت إلى مرحلة الدور ربع النهائي.
أحمد النفيلي
عندما انطلقت نهائيات كأس العالم روسيا FIFA 2018 لم يدر بخلد جميع مشاهدي وعشاق الساحرة المستديرة بل وخبراءها أن أحداث البطولة ستنطوي على هذا الكم العظيم من الإبهار والإبداع والمفاجآت المدوية التي أثرت البطولة وجعلتها واحدة من أهم النسخ في تاريخ المونديال الذي انطلقت نسخته الأولى عام 1930 في أوروغواي.
انطلاقة المونديال في حد ذاته لم تكن متوقعة أو معهودة من قبل إذ انتهت المباراة الافتتاحية بنتيجة كبيرة لأول مرة منذ عقود طويلة بعد أن تغلب المنتخب الروسي على نظيره السعودي بخماسية نظيفة، ثم استمر نسق الأداء التصاعدي في البطولة مع استمرار النتائج الغريبة والمبهرة فوجدنا تعادلاً لا ينسى بين إسبانيا والبرتغال (3-3) في مواجهة ضرب بها أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو بقوة محرزاً ثلاثية "هاتريك" هو الأول في مسيرته المونديالية التي انطلقت عام 2006، ثم تواصل الإبهار ووجدنا الأرجنتين تسقط بعنف أمام كرواتيا بثلاثية نظيفة، والأبرز من ذلك أن الإثارة استمرت حاضرة حتى نهاية الجولة الثالثة من دور المجموعات.
مفاجأة زلزلت أركان المونديال الروسي حدثت مع نهاية الدور الأول كأس العالم، وذلك عندما ودعت ألمانيا البطولة بعد تذيلها ترتيب منتخبات المجموعة السادسة برصيد 3 نقاط فقط فيما اكتسحت السويد المكسيك في المجموعة ذاتها فتصدر المنتخب الاسكندنافي وواصل مسيرة التألق في النهائيات بعد أن أطاح بمنتخبي هولندا ثم إيطاليا في التصفيات، بينما ودعت منتخبات كبرى أخرى من الدور الأول مثل صربيا وبولندا التي تذيلت هي الأخرى المجموعة الثامنة في مفاجأة مدوية، بعد أن تلقت الخسارة في مباراتين وفازت في المباراة الأخيرة على اليابان بهدف نظيف.
مواضيع ذات صلة
منتخبات أفريقيا وآسيا والكونكاكاف
من أبرز السمات في نهائيات كأس العالم روسيا FIFA 2018، بل يمكن القول إنها السمة السلبية الوحيدة أن منتخبات أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية قدمت مونديالاً باهتاً إلى حد كبير ما جعل التساؤلات تنهال على الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA عن مدى جدوى رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً إذ ودعت من الدور الأول كل منتخبات أفريقيا وهي مصر متذيلة المجموعة الأولى والمغرب التي حلت أخيرة في المجموعة الثانية برصيد نقطة واحدة على الرغم من المستوى المتميز والمردود الفني الرائع الذي قدمه رجال المدرب الفرنسي هيرفيه رينار، فيما ودعت نيجيريا المجموعة الثالثة بحلولها في المركز الثالث أمام أيسلندا وكانت قاب قوسين أو أدنى من أن تبصم على مفاجأة مدوية بإخراج الأرجنتين من الدور الأول، تونس بدورها حلت ثالثة في المجموعة السابعة، وفرطت السنغال في تأهل كان بيد لاعبيها، فبعد انطلاقة قوية للمنتخب أسود التيرانغا بالفوز على بولندا (2-1) ثم تعادل مع اليابان (2-2) توقف رصيد الفريق عند أربع نقاط عقب الخسارة أمام كولومبيا فأصبح بذلك أول منتخب في تاريخ المونديال يقصى بسبب اللعب النظيف إذ تفوق المنتخب الياباني عليه بحصوله على عدد أقل من البطاقات الصفراء.
وهي المرة الأولى التي يفشل فيها أي منتخب أفريقي في التأهل إلى الدور الثاني منذ نهائيات إسبانيا عام 1982 عندما ودع منتخبا الجزائر والكاميرون من الدور الأول، علماُ بأن منتخب الجزائر من وقتها لازال هو المنتخب الوحيد الذي ودع الدور الأول رغم تحقيقه انتصارين في دور المجموعات.
منتخبات آسيا هي الأخرى لم تكن أفضل حالاً إذ خرجت السعودية وأستراليا وكوريا الجنوبية من الدور الأول وأكملت اليابان فقط إلى ثمن النهائي، ولم يشفع للمنتخب الكوري فوزه على المانشافت بثنائية نظيفة تاريخية أقصت المنتخب الألماني من الدور الأول لأول مرة منذ مونديال 1938، فعلى الرغم من ذلك استقبلت الجماهير الكورية منتخب بلادها بقذفهم بالبيض تعبيراً عن غضبها من الوداع المبكر للشمشون الكوري.
منتخبات أميركا الشمالية تراجعت هي الأخرى فبعد أن تأهلت جميع منتخباتها المشاركة في مونديال 2014 إلى ثمن النهائي ثم تواجدت كوستاريكا في ربع النهائي، وجدناها تعجز تماماً عن تحقيق نتائج ملفتة في مونديال 2018 فودع من الدور الأول منتخبا كوستاريكا وبنما التي كانت أسوأ المنتخبات المشاركة في المونديال على الإطلاق بعد أن تلقت شباكها 11 هدفاً وأحرزت هدفين، ثم خرجت المكسيك من الدور الثاني بخسارتها أمام البرازيل (2-0).
كل هذه النتائج الباهتة للفرق حديثة العهد بالمونديال بشكل عام أو صاحبة التاريخ المتواضع تجعلنا نتساءل مجدداً لماذا رفع العدد إلى 48 منتخباً؟!، وهل سيؤثر ذلك سلبياُ على المردود الفني للنسخ القادمة بداية من بطولة عام 2026 التي ستستضيفها كل من المكسيك والولايات المتحدة وكندا؟.
نهاية حقبة منتخبات النجم الواحد
من أبرز ما يمكن أن يقال على كأس العالم 2018 إنها بطولة أثبتت أن المنتخبات التي اعتمدت على الأداء الجماعي نجحت أكثر من المنتخبات المعتمدة على النجم الواحد، فمنتخبات غاب عنها النجوم واعتمدت على الالتزام الخططي واللعب الجماعي نجحت في التواجد في ربع النهائي، وهو ما وضح تماماً في أداء منتخبات صاعدة بقوة مثل السويد وروسيا الدولة المنظمة وكرواتيا التي وعلى الرغم من تألق لوكا مودريتش نجم الفريق ولاعب وسط ريال مدريد إلا أنه يبدو وكأنه فرد في مجموعة رائعة بتواجد أسماء هامة بجواره مثل إيفان راكيتيتش وإيفان بيريسيتش وأنتي ريبيتش لاعب آينتراخت فرانكفورت، فيما فشل ميسي في إنقاذ الأرجنتين التي ودعت البطولة من ثمن النهائي بالخسارة أمام فرنسا أحد أفضل منتخبات البطولة حتى الآن (4-3) وكذلك البرتغال التي لم تستطع الصمود أمام أوروغواي وخسرت (2-1) على الرغم من المحاولات المستميتة لنجمها الأول رونالدو لإنقاذ أبطال أوروبا، فودع المنافسات مبكراً بعد أن توقف رصيده من الأهداف عند 4 فقط.
مونديال الـVAR
ولا يمكن بالتأكيد أن نمر على أحداث نهائيات كأس العالم الحالية بدون التوقف عند تقنية الفيديو التي تواجدت بقوة في هذا المونديال بل كانت من أبرز ظواهره بعد أن تباينت الآراء في تقييمها، خاصة مع تأثيرها الواضح في نتائج مباريات بل وفي تأهل فرق بعينها إلى الدور الثاني وإقصاء أخرى، في الدور الأول احتسبت تحديداً 24 ركلة جزاء وهو رقم قياسي هام كسر الرقم السابق في مونديال 2002 وهو 18 ركلة في الدور الأول أيضاً ولكن الملحوظة الأهم أن 10 ركلات منحت بعد الاحتكام للـVAR وهو رقم كبير وملحوظ بالتأكيد.
وهو ما جعل البعض يعتقد أن الـVAR هو العدالة المطلقة في كرة القدم، إلا أن الرد جاء سريعاً من الجانب الآخر الذي رأى أن الـVAR وقف بشكل ملحوظ "مع الكبار" وتغاضى عن حالات واضحة من المنتخبات الأصغر ووضح ذلك من بعض الحالات الصارخة، أبرزها عندما تغاضى الـVAR عن الآتي.
• عدم احتساب ركلة جزاء واضحة للمنتخب السويدي أمام ألمانيا كانت كفيلة بإقصاء أبطال العالم من المرحلة الثانية.
• عدم احتساب ركلة جزاء للمنتخب المغربي أمام البرتغال.
• عدم احتساب ركلة جزاء لنجم المنتخب السنغالي ساديو ماني أمام كولومبيا.
• عدم طرد كريستيانو رونالدو بعد اعتداءه بالمرفق على لاعب المنتخب الإيراني بدون كرة.
• عدم احتساب ركلة جزاء للمنتخب النيجيري أمام الأرجنتين.
مواجهات كلاسيكية
ما يرجح كفة نهائيات كأس العالم في روسيا فنياً أيضاً هو كثرة المواجهات الكلاسيكية فيها أو يمكن القول التي دخلت تاريخ المونديال بقوة بسبب نتائجها الهامة أو بسبب أحداثها المثيرة ويمكن إجمالها حتى الآن ومع نهاية الدور ثمن النهائي في القائمة التالية.
• تعادل البرتغال وإسبانيا في الجولة الأولى من المجموعة الثانية (3-3).
• فوز كرواتيا على الأرجنتين (3-0) في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة.
• فوز كولومبيا على بولندا (3-0) في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثامنة.
• تعادل المغرب وإسبانيا (2-2) في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثانية.
• فوز الأرجنتين الصعب جداً والمتأخر على نيجيريا (2-1) في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثالثة.
• فوز كوريا الجنوبية على ألمانيا (2-0) والسويد على المكسيك (3-0) في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة السادسة.
• فوز فرنسا على الأرجنتين (4-3) في ثمن النهائي.
• فوز بلجيكا على اليابان (3-2) في ثمن النهائي وهي المرة الثانية في تاريخ المونديال والأولى منذ عام 1970 التي يتأخر فيها منتخب في الأدوار الإقصائية بفارق هدفين ثم يتمكن من العودة مجدداً والخروج منتصراً علماً بأنها المرة الأولى في الوقت الأصلي للمباراة.
إحصائيات هامة تؤكد تميز المونديال الروسي
• أقيمت حتى الآن 56 مباراة انتهت 44 منها بالفوز و12 بالتعادل ومباراة واحدة انتهت سلبية بدون أهداف هي بالتأكيد أسوأ مباريات البطولة التي أقيمت بين فرنسا والدنمارك.
• أحرز حتى الآن في مباريات البطولة عقب نهاية الدورين الأول وثمن النهائي 146 هدفاً بمعدل تهديفي بلغ 2.61 في المباراة 54 هدفاً أحرزوا في الشوط الأول و92 هدفاً في الشوط الثاني.
• 127 هدفاً أحرزت من داخل منطقة الجزاء و19 هدفاً من خارج المنطقة.
• 72 هدفاً أحرزت بالقدم اليمنى.
• 40 هدفاً أحرزت بالقدم اليسرى.
• 24 هدفاً أحرزت عن طريق ضربات رأسية.
• 10 أهداف أحرزها اللاعبون بالخطأ في مرماهم.
• 6 أهداف أحرزت من ركلات حرة مباشرة.
• 28 ركلة جزاء احتسبت منها 21 ركلة جزاء أحرزت و7 أهدرت.
• 83 هدفاً أحرزت من اللعب المفتوح أو بالأحرى من هجمات منظمة.
• 42 هدفاً أحرزت من كرات ثابتة باستثناء ركلات الجزاء.
• اللاعبون البدلاء في البطولة أحرزوا 14 هدفاً.
- مصدر الإحصائيات هو OPTA
وفي النهاية فإننا نترقب بشدة ما ستسفر عنه مواجهات ربع نهائي البطولة والتي من المتوقع أن تتواصل معها الإثارة والندية عطفاً على المستوى المتميز الذي قدمته المنتخبات المتأهلة إلى هذا الدور المتقدم حتى الآن حيث سينطلق دور الثمانية بمواجهتين يوم الجمعة السادس من تموز/يوليو الأولى بين أوروغواي وفرنسا في تمام الساعة الخامسة بتوقيت مكة المكرمة والثانية بين البرازيل وبلجيكا في تمام الساعة التاسعة بتوقيت مكة المكرمة.
فيما سيكون موعدكم مع المواجهتين المتبقيتين من الدور ذاته يوم السبت 7-7-2018 الأولى بين إنكلترا والسويد في تمام الساعة الخامسة بتوقيت مكة المكرمة والثانية بين روسيا الدولة المنظمة وكرواتيا في تمام الساعة التاسعة بتوقيت مكة المكرمة أيضاً.