- الرئيسية >
- الفنون القتالية المختلطة >
- المقاتل اللبناني عبدالله أونداش: الرحلة الشاقة إلى النجومية داخل بطولة "ون"
المقاتل اللبناني عبدالله أونداش: الرحلة الشاقة إلى النجومية داخل بطولة "ون"
يخوض نجم رياضة المواي تاي المقاتل اللبناني عبدالله أونداش، غداً الجمعة، أهم نزال في مسيرته حتى الآن ليتوّج به رحلة طويلة من العمل الدؤوب وتحدّي الصعوبات والتدريبات القاسية التي أوصلته إلى القتال تحت راية أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم بطولة "ون".
في 4 آب/أغسطس 2023، قدّم أونداش ظهوراً مذهلاً وأداءً قتالياً مميّزاً في سلسلة ONE Friday Fights الأسبوعية التي تقدّمها بطولة "ون". في ذلك النزال، كان النجم اللبناني متأخراً أمام خصمه التايلاندي "بارنبيت"، لكنه استجمع قواه وأطلق مجموعة لكمات مذهلة أطاحت بخصمه أرضاً في الثانية الأخيرة، وهو ما وصفه أونداش بـ"الفوز الذي لا يُنسى".
في لحظات الفوز المؤثرة بعد النزال، غمرت الدموع عيني أونداش إذ أهدى فوزه لضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في اليوم نفسه ولكن قبل ثلاث سنوات تماماً. انفجار العاصمة اللبنانية، لم يدمّر صالة تدريب أونداش وحسب، بل أثّر عميقاً في نفسه ووضعه أمام رحلة من الصمود وإعادة الإعمار مع إيمان راسخ بوطنه وبقدراته.
الآن، أثناء تدريباته القاسية في تايلاند، يستعد أونداش لأكبر اختبار في مسيرته حيث يواجه غداً الجمعة، في 13 حزيران/يونيو، المقاتل التايلاندي "سينغدومثونغ" في الحدث الرئيسي لعرضONE Friday Fights 112 في نزال في المواي تاي عن فئة وزن غير مُقيّد (57.6 كغ).
بعد أن حقق خمسة انتصارات من أصل ست نزالات خاضها ضمن سلسلة العروض الأسبوعية لبطولة "ون"، من بينها فوز رائع بالضربة القاضية في الجولة الثانية في آخر نزال له، يعلم أونداش أن هذه فرصته الذهبية للتألق والاقتراب أكثر من الفوز بعقد بقيمة 100 ألف دولار أميركي للانضمام إلى قائمة مقاتلي "ون" العالمية.
تتميز رحلة المقاتل اللبناني البالغ من العمر 23 عاماً، بالشجاعة والمثابرة والنهوض المستمر رغم كلّ الأزمات، وهي صفات اكتسبها بعد أن نشأ في عائلته متماسكة وطوّر نفسه كمقاتل محترف.
جاء والده إلى لبنان من تركيا خلال الحرب الأهلية، وكافح لتأمين لقمة العيش لعائلة مكونة من ستة فتيان وبنت وحيدة. وبعمر 13 عاماً فقط، تسرّب أونداش من الدراسة ليبدأ بمساعدة عائلته. لكن، بعد ثلاث سنوات، سيطرأ تغيير كبير في حياته وهو ما استلهمه من شقيقه الأكبر أحمد، الذي كان يتدرب ويشارك بالفعل في منافسات المواي تاي.
سرعان ما سار عبدالله أونداش على خطى شقيقه أحمد، لتبدأ رحلته من الهواية إلى الاحتراف ثم الانتقال إلى القتال في تايلاند موطن رياضة المواي تاي.
تلك الرحلة الشاقّة، يتذكّرها أونداش قائلاً: "تركت المدرسة في سن مبكرة، كنت بعمر 12 أو 13 عاماً. عملت بينما كنتُ طفلاً. وبعد سنوات بدأت أتمرّن على رياضة المواي تاي، ثم بدأت بتدريب الآخرين لأحصل على دخل إضافي".
برزت موهبة المقاتل الصاعد سريعاً، وخلال فترة قصيرة، بدأ يبني اسمه على المستويين المحلي والإقليمي.
عن التحولات في مسيرته الاخترافية، أضاف أونداش: "بدأت بتدريب المواي تاي في نهاية العام 2016. وفي أوائل 2017، خضت أول نزال احترافي وفزت به. من هناك، استمريت بتحقيق الانتصارات. أصبحت بطل لبنان في المواي تاي، وحققت 10 انتصارات متتالية عندما كنت بعمر 16 عاماً".
بالنسبة للمقاتل اللبناني، كانت الشدائد رفيقاً دائماً ومصدر قوة في الوقت نفسه. لم يتأخّر في إثبات نفسه إقليمياً ودولياً، حيث تتابعت انتصارات في نزالات أقيمت في العراق، وقبرص، وألمانيا، وتايلاند، وجاءت غالياً في ظل ظروف صعبة.
بغياب الدعم المطلوب للمقاتلين الصاعدين، فإن أونداش يرى أن أحد أهم إنجازاته بعيداً من الأضواء كان في سفره وحيداً إلى بريطانيا بمال قليل لا يكفي لرحلة مماثلة، لكنه في النهاية عاد إلى وطنه منتصراً.
عن تجربته بشقّ طريقه وحيداً، علّق أونداش: "أعتقد أنه لدي لحظتين عظيمتين في مسيرتي. الأولى، حين سافرت إلى بريطانيا. لم يكن لدي طاقم مرافق. نمت في مطار إسطنبول لأكثر من 6 ساعات، واضطررت إلى فقدان الكثير من الوزن".
وتابع: "أن أصل إلى هذا المستوى يعني لي الكثير. أشعر بالفخر كعربي، خاصة لأننا لم نحصل على أي نوع من الدعم في رحلتنا".
بالنسبة لأونداش، فإن المواي تاي أكثر من مجرد رياضة بل شريان حياة. إنها شغف ساعده على تجاوز المحن ومنحه هدفاً لحياته.
مع 23 نزالاً احترافياً في رصيده، وأربع بطولات لبنانية متتالية، وبطولة عربية واحدة، بنى أونداش قاعدة قوية من الخبرة والثقة. وهو الآن مستعد ليترك بصمته مجدداً في ملعب "لومبيني" الأسطوري في العاصمة التايلاندية بانكوك.
عن وخصمه ونزاله الهام غداً، قال أونداش: "أكبر نقاط قوته أنه يتحرك كثيراً ويستهدف الأرجل. أما نقاط ضعفه؟ سترونها داخل الحلبة. أريد أن أركّز وأخذ وقتي. آمل أن أفوز في هذا النزال. لا أحب الحديث كثيراً عن النزالات، أُفضل أن يتحدّث أدائي عني داخل الحلبة".
يواجه أونداش خصمه "سينغدومثونغ" في الحدث الرئيسي لعرض ONE Friday Fights 112 الذي ينطلق يوم الجمعة الساعة 3:30 بتوقيت مكة المكرمة، 13 حزيران/يونيو، وسيُبث مباشرة عبر قنوات beIN SPORTS.
لمشاهدة جميع المباريات والأحداث الرياضية، اضغط على هذا الرابط للاشتراك