سردار أزمون وعودة لإثبات الذات
بعمر الثالثة والعشرين، أعلن الإيراني سردار أزمون اعتزاله كرة القدم الصيف الماضي تحت وطأة الانتقادات، بيد أن المهاجم الرشيق عاد ليقود إيران إلى نصف نهائي كأس آسيا حيث تواجه اليابان.
لم يسجل أزمون في ثلاث مباريات لإيران في المونديال الروسي الأخير ليودع منتخبه دور المجموعات، فانهالت عليه الانتقادات "تغلبت والدتي على مرض خطير وكنت سعيدا لذلك... للأسف ساءت حالتها بسبب إهانات البعض وقسوتهم تجاهي وتجاه زملائي. وجدت نفسي في وضع صعب يحتم علي الاختيار بين المنتخب ووالدتي فاخترت والدتي".
بدأ أزمون مشواره مع منتخب إيران بعمر التاسعة عشرة، فشُبّه بميسي وزلاتان إبراهيموفيتس، ثم لعب دوراً رئيسياً في إيصال إيران إلى المونديال الأخير بتسجيله 11 هدفاً في 14 مباراة، لكن المدرب البرتغالي كارلوس كيروش وضع حداً لخيبة اللاعب في روسيا عندما أقنعه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بالعودة إلى صفوف المنتخب.
وأشار كيروش قبل أيام إلى حادثة أزمون: "لن أذكر علنا تفاصيل ما حصل بعد روسيا، كان موضوعاً تعاطيت فيه مع الاتحاد، قلت لهم آنذاك أن التعليقات تجاه بعض اللاعبين لم تكن مقبولة أو محترمة. وكاد هذا الأمر يعرض منتخب إيران لخطر جدي".
وتوجه كيروش للصحفيين قائلاً: "أنتم مدركون تماماً لهذا الأمر، يجب أن تكونوا مسؤولين في الدفاع عن منتخبكم".
ويقدم أزمون المتنقل بين ناديي روبن كازان وروستوف الروسيين برغم الحديث في بداياته عن تهافت الأندية الإنكليزية عليه، بطولة مميزة مع إيران فسجل ضد اليمن وثنائية ضد فيتنام ثم في مرمى الصين في ربع النهائي حيث لعب دور الممرر أيضاً لمهدي طارمي.
وروى بعد مواجهة الصين الأخيرة: "نحن فريق موحد في الإمارات ونعمل سوياً للفوز في المباريات. في الهدف الأول، وجدت أنّ مهدي خال من الرقابة فأرسلت الكرة له. سأمرر الكرة مجدداً لأي زميل خال من الرقابة".
وتابع: "يجب أن نركز على الفوز ضد اليابان ونحن نعرف جيداً مدى قوتها. نحن في حاجة إلى مشجعينا للقيام بذلك".
من الكرة الطائرة إلى روسيا
ولد اللاعب التركماني الأصل في عائلة رياضية، فوالده خليل يعتبر أسطورة في لعبة الكرة الطائرة. بعمر الثالثة عشرة تعين عليه الاختيار بين اللعبتين إذ استدعاه منتخب الكرة الطائرة تحت 15 سنة، لكنه رفض العرض واختار طريق كرة القدم.
استدعي أزمون بعمر السابعة عشرة إلى منتخب ايران تحت 21 سنة للمشاركة في دورة في روسيا، وهناك لفت أنظار كشافة روبن كازان إذ أنهى البطولة هدافاً مع 7 محاولات ناجحة في 6 مباريات. انتقل إلى روسيا حتى قبل أن يركل كرة واحدة في المسابقات الاحترافية في إيران، في وقت كان فريقا الاستقلال وبيرسيبوليس يعرضان عليه الدفاع عن ألوانهما.
يعدّ أزمون الذي اكتسب خبرة دوري أبطال أوروبا وسجل في مرمى بايرن ميونيخ الألماني وأتلتيكو مدريد الإسباني في 2016، نقطة الارتكاز في هجوم منتخب إيران مع العائد من الإصابة علي رضا جهانبخش لاعب برايتون الإنكليزي.
لكن العلاقة بين أزمون ومشجعي المنتخب تبدو حساسة دائماً فطالبها بخفض سقف التوقعات خلال البطولة الحالية "يجب أن يساعدنا الجمهور على الفوز لكن التوقعات تضعنا تحت الضغوط. مثلاً مباراة ضد العراق (بعد ضمان التأهل إلى دور الـ16) لم تكن مهمة لكن الجمهور والإعلام استفزوا اللاعبين".
وفي ربع النهائي، ارتكب مدافعو الصين أخطاء قاتلة سمحت لإيران بالخروج فائزة بثلاثية، لكن المدرب كيروش أشاد بضغط لاعبيه على دفاع الخصم لانتزاع الكرات والتسجيل، وهي إحدى ميزات أزمون، فضلاً عن تحركاته بذكاء ورأسياته على طريقة ارتقاء لاعبي الكرة الطائرة.
لكن مسيرة أزمون تشوبها الغرابة، فبعد تركه إيران يافعاً من بوابة سيباهان وارتباط اسمه بأندية عملاقة مثل ليفربول الإنكليزي، علق سبع سنوات في الدوري الروسي، وترددت أخيراً أخبار عودته إلى إيران للعب مع نادي تراكتور سازي.