بولبابة الهرابي

يستهل منتخب نيوزيلندا بطل العالم في النسخة الأخيرة حملة الدفاع عن لقبه بمونديال الرغبي المقام حالياً بانكلترا، عندما يواجه اليوم الأحد نظيره الأرجنتيني على استاد ويمبلي ضمن منافسات المجموعة الثالثة.

وتصب الترشيحات جميعها في كفة منتخب "الأول بلاكس" المتوهّج في هذه اللعبة والمهيمن منذ سنوات على "البوماس" ولم يمنحهم تذوق لذة الفوز خلال 20 مواجهة.

سطوة تاريخية للجلاد

من المتوقع أن تتكرر سيطرة الجلاد وهو منتخب "الأول بلاكس" على ضحيته الأرجنتين فالتاريخ لا يُذكر أي فوز للأرجنتينيين على "جبابرة نيوزيلندا".

لقد تواجه الفريقان سابقاً 21 مرة، نال منها "الأول بلاكس" نصيب الأسد بعشرين فوزاً متتالياً في حين لم يقدر الأرجنتينيون الا على تحقيق تعادل يتيم (21-21) عام 1985 ببيونيس ايرس.

وكانت آخر مواجهة بين الفريقين في 17 يوليو 2015 وتغلبت فيها نيوزيلندا (39-18).

ومن المؤكد أن تشق كتيبة المدرب ستيف هنسن درب الانتصارات في المباريات الافتتاحية، اذ لم يسبق لـ"لأول بلاكس" أن سقطوا في أول مباراة لهم بدور المجموعات خلال النسخ السابقة بنهائيات كأس العالم.

في المقابل خسرت الأرجنتين 6 من مجموع سبع مباريات في دور المجموعات.

ماكينات بشرية

ذكر سيرة الكتيبة النيوزيلندية المتكونة من مجموعة من "الوحوش البشرية"، من شأنه أن يلقي الرعب في نفوس كل الخصوم ، فزملاء ريتشي ماكواي يتدافعون نحو المعترك دون ذرة خوف من المنافس ، وتزيدهم رقصة الـ"هاكا" رباطة جأش وقوة.

الـ15 رجلاً المكون لتشكيلة نيوزيلندا هم عبارة عن مقاتلين أقوياء قادرون على زلزلة الأرض تحت أقدام أي خصم.

حققت منتخب "الأول بلاكس" 42 انتصاراً وتعادلين و3 هزائم في مسيرته المونديالية.

لقد نجحت نيوزيلندا (بطلة العالم 1987 و2011) في تسجيل أكبر عدد من المحاولات الناجحة في تاريخ المونديال برصيد 272 محاولة ناجحة، متفوقة بفارق 91 محاولة عن بقية المنتخبات الأخرى.

وتملك نيوزيلندا نجوماً عديدة يتميز أغلبهم بالطول الفارع والعضلات المفتولة مثل برودي ريتالك (2.04م -121 كغ) و ما نونو ( 106 كغ -182 م) وكيرن ريد (193 م - 105كغ) وصامويل واتلوك ( 2.02 م - 102 كغ).

اضافة إلى القوة الضاربة، فان نيوزيلندا تعول على عناصر الخبرة في صفوفها والذين تجاوزا حاجز الـ 100 مباراة مع المنتخب مثل القائد ريتشي ماكاي (142 مشاركة) وكيفن ميالامو (126) وطوني وودكوك (115) والمتميز دان كارتر (106 مباراة).

لذة فوز غائبة عن "البوماس"

لا يعرف المنتخب الأرجنتيني المتجدد اليوم بأي سلاح سيواجه ماكينات بشرية لا ترحم مثلما فعلت أمامه في المواجهات التي مضت.

ويبدو أنه لا عزاء اليوم أمام رجال دانييل هوركاد مدرب الأرجنتين سوى الاستماتة والقتالية دفاعاً ومحاولة المباغتة هجوماً عبر الهجمات المنظمة والسريعة على أمل تكرار السيناريو الياباني امس ضد جنوب أفريقيا.

لقد ذاقت الأرجنتين طعم العلقم مع "الوحوش الآدمية" لنيوزيلندا، وسجل التاريخ سقطات مدوية لـ البوماس" سيما عام 1997 عندما خسروا بفارق 85 نقطة كاملة بعدما انتهت المباراة على نتيجة (93-8).

كما سجلت 3 هزائم للأرجنتين على يد نيوزيلندا بنتيجة 60 نقطة فما فوق وذلك أعوام يوليو 1989 (60-9) و 1997 (62-10) و 2001 (67-19).