سوريا...أمة كرة القدم تجتمع من جديد
بالأمس وبعد إعلان تشكيلة المنتخب السوري لكأس آسيا، وقبله حين ودعت الجماهير السورية منتخب بلادها، القلوب والعيون تتجه إلى الإمارات حيث يعود نسور قاسيون للبطولة القارية بعد غياب عن نسخة 2015.
هُمام كدر
في سوريا، من الصعب أن تجد حواراً بين شخصين لا تمر به كلمة المنتخب، هذه المفردة السحرية، التي ما إن لفظتها حتى يسخن لها قلب السوري، وذلك قبيل نحو أسبوعين من مشاركة نسور قاسيون في كأس آسيا بالإمارات 2019.
وعلى الرغم من الخيبة الصغيرة لعدم استدعاء فراس الخطيب أحد أهم اللاعبين في تاريخ سوريا، بحجة إصابته، إلا أن الجماهير السورية تتوسم خيراً بمن حضر من عناصر المنتخب، وتلتف حول لاعبيها دافعةً إياهم لتقديم أفضل ما لديهم في الإمارات.
تُذكّرنا هذه الأيام، من حيث المؤازرة الجماهيرية، بتلك التي وصل بها منتخب سوريا لكرة القدم إلى الأمتار الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2018، حين كان نسور الشام على أعتاب موسكو كأول مشاركة لهم في المونديال.
الجماهير السورية تتطلع بحماس شديد لعودة منتخبها إلى البطولة القارية بعد غياب عن نسخة 2015، حماسٌ يتسلح بالزاد الفني المُتمثل بعدد من الأسماء ذات الجودة العالية في القارة الصفراء.
عمر السومة (الأهلي السعودي)، عمر خريبين (الهلال السعودي)، محمد عثمان (هيركليس الهولندي)... إضافة لعدد من الأسماء التي لمعت في التصفيات الآسيوية، يُبنى عليها الحلم السوري في كأس آسيا، بداية لعبور الدور الأول الذي لم يتخطاه من قبل أي من جيل النسور وانتهاء إلى ما تأخذهم أقدامهم...
سقف الطموحات وشبابيك الواقع
مع الأداء العالي للمنتخب السوري في تصفيات المونديال، ارتفع سقف الطموحات لدى الجماهير، خصوصاً عندما وجدت منتخب بلادها يقارع كبار القارة وينتزع التصنيف السادس آسيوياً والثاني على عرب آسيا.
لكن، مع كل هذا التميز السوري لا بد أن يضع اللاعبون باعتبارهم الطريقة التقليدية التي تتعامل بها المنتخبات في البطولات المُجمّعة، ألا وهي التفكير في كل مباراة على حدى، هذا ما أكده لاعب منتخب سوريا سابقاً ونادي الكرامة الحمصي حالياً وائل عيان الذي كان متواجداً في آخر مشاركة للنسور بكأس آسيا 2011 هنا في الدوحة حين قال في تصريحات لموقع beIN SPORTS:
"نحن نثق بأن لاعبي منتخبنا لن يبخلوا بتقديم أي جهد في كأس آسيا، كذلك طموحات جماهيرنا مشروعة، إنما هذه الطموحات يجب أن تقترن بالعمل، ويجب أن نفكر بكل مباراة منفصلة عن الأخرى".
عيان يؤكد أن المنتخب السوري الحالي لديه ميزات قوة عديدة: "منتخب 2018، محضّر إلى حد ما، ولاعبيه لهم اسمهم في قارة آسيا والعالم العربي، إضافة إلى الاحتكاكات التي وفرتها لهم التصفيات القوية التي خاضوها".
وحول أفضل ذكرى بقيت بذهن لاعب منتخب سوريا من نهائيات 2011 قال: "عندما فزنا بالمباراة الأولى ضد السعودية وخرجنا إلى الفندق من الملعب ووجدنا آلاف السوريين ينتظروننا ويفرحون معنا، كانت تلك اللحظات مؤثرة جداً وأعطتنا معنويات عالية لمواجهة اليابان التالية".
ضغوطات سلبية
يلعب المنتخب السوري ضمن المجموعة الثانية، التي تضم فلسطين والأردن وأستراليا.
وعن صعوبة هذه المجموعة والطريق إلى الدور الثاني منها يقول غسان معتوق مدرب حالي ولاعب سابق في منتخب سوريا:
"كما هي العادة لا يوجد أي شيء مضمون في كرة القدم، الناس تتطلع إلى هذا المنتخب بثقة، ولديها الحق لأننا نملك لاعبين مميزين وأغلبهم محترف وهذا يصنع الفارق بلا شك، أنا حين كنت لاعباً في المنتخب وكان فراس الخطيب محترفاً وهو أصغر منا سناً كان يمنحنا الثقة لأننا كنا نراه يتعامل باحترافية في كل شيء".
وتابع: "الآن على الجماهير ألا تُحمّل اللاعبين ضغوطات سلبية وتضع أمامهم الكأس ولا شيء سواه، لأن ذلك يجعل كل ما عدا الفوز باللقب فَشل، لنعترف أن هناك منتخبات أفضل منا، لكن علينا أن نقاتل".
معتوق يؤكد بأنه على مدرب المنتخب أن يحضر اللاعبين نفسياً بشكل جيد، "الحالة النفسبة لدى لاعبنا مهمة للغاية أتذكر أنه في بعض المباريات عندما لم نكن نحضر بشكل جيد كنا نفقد تركيزنا سريعاً".
ويختم المدرب السوري حديثه بالقول: "لا شك أننا نملك واحدة من أفضل تشكيلات المنتخب السوري بتاريخه الآن أمامنا فرصة لتحسين سجلنا الآسيوي".
يواجه منتخب سوريا شقيقه الفلسطيني يوم 6-1-2019 في مباراة نقاطها الثلاث سيكون لها كبير أثر في تأمين التأهل إلى الدور التالي الذي سيستقبل أفضل 4 من أصل 6 منتخبات ستحتل المركز الثالث في المجموعات الـ6، طبعاً إضافة لأبطال المجموعات ووصفائهم.